دعت مجموعة من نساء بوزروك إلى رفع ما وصفنه بالعنف الإقتصادي، الذي أصبح يهدد نشاطهن بشكل رهيب، لاسيما في هذه الفترة المتسمة بمجموعة من المتغيرات الإقتصادية ، كان من ابرز تجلياته إرتفاع تكاليف الإنتاج.
وتم التداول في هذه التحديات وكذا السبل الكفيلة بالخروج من الأزمة ، في لقاء تواصلي عقدته التعاونية النسوية، محار الساحل بتيكرت أمس الأحد 06 دجنبر 2021، تحت عنوان العنف الاقتصادي كشكل من أشكال العنف الممارسة في حق المرأة القروية البحرية. إذ ركز النقاش في ذات اللقاء، حسب قول فاطمة ازضوض رئيسة تعاونية محار الساحل في تصريحها لجريدة البحرنيوز، على معاناة النساء القرويات، بسبب العنف الاقتصادي الذي تعاني منه نساء المنطقة. حيث يواجه الإنتاج مجموعة من التحديات الطبيعية الصعبة، ما يعرقل كسب الموارد المالية والاقتصادية، في ظل ترسب مجموعة من الموانع، في طريق الراغبات بكسب قوت يومهن من نساء المنطقة.
وحصرت الفاعلة الجمعوية أسباب العنف الاقتصادي كمصطلح تم تداوله في الوسط المحلي، في مجموعة من التجارب الحياتية الواقعية، التي مورست على أغلب نساء المنطقة ، المختصات في جمع وبيع الصدفيات بالمنطقة البحرية. حيث يتم تبخيس منتوجاتهن البحرية من طرف الوسطاء بعد أن كلفتهن الكثر من الجهد. الأمر الذي دفع الكثير من النسوة إلى الانقطاع عن ممارسة أنشطتهن البحرية. وذلك لعدم قدرتهن على مجابهة ظروف الحياة المتمثلة، في موازنة الرعي مع العمل البحري، أو التكفل بأحد الاقارب في حالة صحية حرجة، أو بسبب انعدام مصاريف التنقل للوصول لمنطقة عملهن البحري.
فواراء كل إمرأة تشتغل في جمع ومعالجة بوزروك حكاية حسب قول الفاعلة الجمعوية، رغم إختلاف الأعمار والمواقع الاجتماعية عانسات كن، او متزوجات ازواجهم عاطلون عن العمل، مرورا بكبيرات السن الواتي غلبتهن المشاكل الصحية، وصولا إلى الأرملات المتكلفات بالأيتام والائحة طويلة حسب تعبير ازضوض، يحاربن العنف الاقتصادي كل يوم ن على حساب صحتهن الجسدية والنفسية، التي باتت تفوق طاقة تحملهن. فلم تعد بذلك غالبية النساء المتعاوات ، قادرات على مجابهة الظروف الاقتصادية الصعبة بشكل متواصل. هذا بالرغم من التفاؤل الذي تغديه الحاجة إلى عيشة هنية و الظفر بمورد مالي يعين النسوة على المصاريف المعيشية.
يذكر ان هدا اللقاء جاء في إطار السياسة التواصلية التي تنهجها التعاونية النسوية محار الساحل بتيكرت، والتي تقوم بتنظيم لقاءات بشكل دوري على رأس كل شهر، بغية تدارس ومناقشة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية للنساء المتعاونات، من خلال إشراك هذه الشريحة في مناقشة تطلعاتهن وأهدافهن المستقبلية، في ظل الوضعية الاقتصادية المعاشة تحت عنوان العنف الاقتصادي في عصر الجائحة .