إنتشلت المصالح المختصة يوم الاثنين 12 فبراير 2022 جنوب بوجدور جثة دلفين نافق ، بعد أن لفظته أمواج الأطلسي على مستوى شاطئ “المسمار” جنوب بوجدور.
وقامت كل من مصالح مندوبية الصيد البحري ببوجدور، و الدرك الملكي، والسلطات المحلية، و ممثلي المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، باتلاف الدلفين النافق، الذي يبلغ وزنه نحو 240 كيلوغراما تقريبا عن طريق الحرق. فيما ظهرت بعض الخدوش على ظهر الحيوان البحري، وهي الأثار التي عزتها المصادر ، لفرضية إصطدام الدلفين بالصخور، فيما تجهل الأسباب الحقيقية لهذا النفوق .
وتعزز الواقعة حالات نفوق الأحياء البحرية بالسواحل الجنوبية، كظاهرة لازالت تطرح الكثير من علامات الإستفهام ، وتساءل المهتمين بالأحياء البحرية، علما ان هذا النفوق يعد الثاني من نوعه في ظرف اسبوع، بحيث شهد شاطئ “المحيمر” شمال بوجدور يوم الخميس من الأسبوع الماضي، حادث نفوق دلفين آخر .
ويؤكد مجموعة من الباحثين المهتمين بالأحياء البحرية، بأن عددا من الدلافين تنفق بسبب وقوعها ضحية معدات الصيد للسفن والمراكب والقوارب. إذ يقترح الباحثون استخدام أجهزة الطرد الصوتية التي تثبت على الشباك وتصدر أزيزا، وهي تستخدم أساسا لمنع اقتراب الدلافين من الشباك وسفن الصيد للحد من الصيد العرضي للدلافين أو الإصطدام بها . لاسيما وان هذه الحيوانات البحرية تتميز بالفضول والمرح مع القطع البحرية المتحركة، وهو ما يجعلها عرضة للحوادث.
ويواصل المغرب حماية هذه الأنواع البحرية المحسوبة على الثدييات، إد أعلنت المملكة عن منع صيد التدييات لمدة 10 سنوات بموجب قرار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات رقم 2271.19 الذي صدر في الجريدة الرسمية عدد 6808 بتاريخ 29 غشت 2019. وهو القرار الذي ينص في مادته الأولى على أنه في حالة صيد هذه الأصناف عرضيا ، يجب إعادتها فورا إلى البحر.
وعممت إدارة الصيد في وقت سابق على المصالح الإدارية وكذا التمثيليات المهنيية، دليل يوضح الممارسات الجيدة للتعامل مع بعض الأصناف المحمية في المياه البحرية المغربية، التي يتم اصطيادها عن طريق الخطأ خلال أنشطة الصيد. حيث يأتي هذا الدليل، في إطار مجهودات الوزارة الوصية، لتعزيز تدابير المحافظة على الأصناف البحرية المهددة بالانقراض (الثدييات البحرية. السلاحف البحرية. الطيور البحرية وبعض أصناف الخياشيم الغضروفية (أسماك القرش والشفنينيات وأخرى).
ويضم الدليل مجموعة من البطائق التقنية، تستهدف مجموعة من الأصناف البحرية المحمية بما فيها الدلالفين، من أجل التعريف بهذه الأنواع، وتوضيح طرق التعامل معها عند صيدها من طرف الصيادين عن طريق الخطأ، بتوضيح كيفية تحريرها سواء تلك التي يتم صيدها من طرف الشباك الخيشومية/الشباك المثلثة ، أو شباك الصيد بالجر وكذا الخيوط الطويلة، أو عند الإحاطة بها عن طريق التطويق خلال أنشطة صيد السمك.
كما يبين الدليل، كيفية التعامل مع هذه الأنواع البحرية على متن السفينة، فيما تبقى الأطقم البحرية مطالبة بتسجيل حالات الصيد التي تتم عن طريق الخطأ للأنواع المحمية، والتبليغ عن هذه الأنواع في حالة صيدها في سجل السفينة، مع تأكيد مجموعة من المعطيات التقنية تحدد الأنوع والمكان والزمان والمعدات المستعملة، وإلتقاط صوره للنوع البحري، والإسراع في الإتصال بالسلطات المختصة من أجل تقديم المعطيات المذكورة لما لها من أهمية كبرى.