تواصل الباحثة هاجر البوزيدي اهتمامها بتتبع أخبار الصدفيات البحرية من نوع ثنائية الصدف Callista chione، بعد أن قادها بحث التخرج بسلك الدكتوراه تخصص علوم البحار بكلية العلوم والتقنيات بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، لإنجاز اطروحتها حول تقييم المخزون والنمو، دراسة اجتماعية واقتصادية لأنواع الصدفياتCallista chione في البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي هذا الاهتمام حسب الباحثة لملء الفراغ الحاصل في هذا المجال، لاسيما أن المعلومات التي تهم هدا النوع من الصدفيات ، تكتسي أهمية بالغة للبحارة والباحثين عن أساسيات التوازن البحري بالبحر المتوسط. إذ يعتبر البحث المنجز من البحوث الميدانية المهتمة بالتشخيص الإقتصادي والإجتماعي، وكدا من خلال جمع البيانات الكمية والنوعية ، باعتباره يتناول موضوع هدا النوع من الصدفيات، الذي يكتسي مكانة مهمة لجامعي ثنائي الصدفيات بداية من الفنيدق الى تارغة، حيث الرهان من وراء تتبع أخبار ثنائي الصدف لسد الخصاص الكبير في هدا المجال المهم، وخاصة في ظل التغيرات المناخية والبحرية، التي تشهدها السواحل المتوسطية، والتي ساهمت بشكل مباشر في الإخلال بالتوازن البحري.
وحسب قول هاجر البوزيدي الباحثة المهتمة بمجال الصدفيات، والتي هي في ذات السياق عضو بتعاونية النسوية كورديليا ، أكدت ان فكرة قيامها بالبحث في مجال الصدفيات، خصوصا المنتشرة بسواحل البحر الأبيض المتوسط المعروفة باسم “فيرني” Callista chione، استمدتها من فترة التدريب التي قامت بها داخل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بطنجة، الأمر الذي دفعها الى البحث عن البوادر والعوامل الأساسية، التي ساهمت في تراجع هدا النوع من الأحياء البحرية، والتي يبقى أهمها الإفراط المستمر في الإستغلال الذي شهده هدا المنتوج خلال العقدين الآخرين. وهو المعطى الذي أدى الى انخفاض نسبي في المخزون الطبيعي لثنائي الصدف، الذي انعكس بشكل مباشر عن الإنتاج و الدخل.
ومن الاهداف العامة التي ركز عليها بحث الدكتوراه، هو تزويد صانعي القرار والمجتمع العلمي بالمؤشرات البيولوجية والتقنية والاقتصادية والاجتماعية الضرورية، لوضع خطة إدارة عقلانية أكثر فعالية للمورد البحري ثنائي الصدف ، وذلك بغرض ضمان الاستغلال والتسويق المستدامين لهذا الصنف من الأحياء البحرية، مع حماية وترميم المخزون الطبيعي وتحسين ظروف حياة ومعيشة الفاعلين المعنيين، على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط بين الفنيدق و تارغة.
وخلصت نتائج البحوث الميدانية الى مجموعة من المعطيات، أهمها تراجع الكتلة الحية من هدا النوع من الصدفيات الى 44 في المائة، كما أبرزت العوامل المؤثرة في نمو هدا النوع من الصدفيات، وذلك راجع الى الاختلافات في درجات حرارة الماء. و الاستغلال المفرط لهذا المنتوج البحري، الا ان التشخيص الاجتماعي والاقتصادي ساهم في تحديد عمليات الاستغلال و التسويق، من خلال تتبع بداية عملية قطف تنائي الصدف وصولا الى عملية التسويق و البيع.