تسير وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياد والغابات، في إتجاه تثبيت منع صيد شقالق النعمان البحرية “Anemonia sulcata” بالمنطقة المتوسطية كما اشرنا لذلك في وقت سابق ، ولمدة عامين كاملين، بفعل الوضعية التي يعاني منها هذا الكائن البحري ، على غرار مجموعة من المصايد بالواجهة المتوسطية للمملكة.
وحسب المادة 3 من مشروع القرار الذي نشرته غرفة الصيد البحري المتوسطية على بوابتها الإلكترونية ، فإنه وتطبيقا لأحكام الفصل 1-6 من الظهير الشريف بمثابة قانون رقم 1.73.255، يجب أن يصرح مالكو ومستغلو المؤسسات والمحلات التي يتم فيها حفظ شقائق النعمان البحرية “Anemonia sulcata” ، التي تم صيدها أو جمعها في البحر الأبيض المتوسط قبل تفعيل مشروع القرار ، بالكميات التي في حوزتهم أو التي يتولون المحافظة عليها، لدى مندوب الصيد البحري الذي توجد مؤسساتهم أو محلاتهم ضمن دائرة نفوذه.
وتمهل الإدارة هؤلاء أجل سبعة (7) أيام كاملة تحتسب ابتداء من تاريخ نشر القرار في الجريدة الرسمية، للإدلاء بهذا التصريح. وفي حالة عدم إدلاء الملاك والمستغلون بكميات شقائق النعمان البحرية () الموجودة في مؤسساتهم أو محلاتهم. فإنه مع انصرام الأجل المذكور ستعتبر هذه الكميات كما لو تم صيدها أو جمعها خلال فترة المنع.
كما يشدد مشروع القرار على ضرورة إمساك مالكي أو مستغلي المؤسسات والمحلات المعنية؛ سجلا تم التنصيص عليه في الفصل 1-6 من الظهير الشريف بمثابة قاتون رقم 1.73.255 حسب النموذج حسب الملحق المدرج بمشروع القرار. هذا الآخير الذي ينسخ قرار وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات رقم1329.19 الصادر في 11 من شعبان 1440 (17 ابريل 2019) والمتعلق بالمنع المؤقت لصيد شقائق النعمان البحرية وجمعها بالبحر الأبيض المتوسط.
ويستتني مشروع القرار، المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، من فترة المنع ، حيث بالإمكان الترخيص له لصيد شقائق النعمان البحرية وجمعها بالبحر الأبيض المتوسط من أجل أخذ عينات؛ وذك طبقا لبرنامجه المتعلق بالبحث العلمي. حيث يحدد هذا الترخيص على الخصوص مدة صلاحيته والمناطق المرخص فيها باخذ العينات ومعدات الصيد أو أدوات الجمع التي يمكن استعمالها وكذا كميات شتائل: النعمان البحرية المرخص بأخذها كعينات. كما يشار إلى مرجع هذا الترخيص في رخصة الصيد التي يستفيد منها المعهد الوطني البحث في الصيد البحري لهذا الغرض.
وكان قطاع الصيد البحري قد رخص لصيد 92.5 طن من شقائق البحر بالمنطقة المتوسطية خلال 2022 ، وهي كوطا قد إتسمت بالتراجع، بعد أن كانت ذات الإدارة قد أقرّت كوطا بحجم 126 طن في سنة 2020. وهو تراجع كان له تأثير على الفاعلين المهنيين على مستوى المتوسط، الذين عبروا عن إمتعاضهم من نذرة شقائق البحر بالمناطق المحددة للصيد.
والتمس الفاعلون في لقاء إحتضننه مندوبية الصيد البحري بالمضيق شهر شتنبر 2022، بحضور مجموعة من المتدخلين، دراسة إستغلال مناطق جديدة بالواجهة المتوسطية، لصيد الشقائق، لاسيما في المناطق الممتدة بين قاع اسراس، والشماعلة، وبين الفنيدق ومارتيل.
وتعد شقائق البحر حيوانات بحرية رخوية سامة، ذات شكل يشبه الزهرة، ولها العديد من اللوامس السامة، وتعيش على أعماق لا تتجاوز الـ50 مترا تحت سطح الماء، وتعيش في المياه الدافئة، ويمكن أن يصل عمر هذه الحيوانات إلى ما يقارب 50 عاما. حيث أوضح الباحثون أن شقائق النعمان تحتوي على “الببتيدات”، وهي مركبات كيميائية تتكون من الأحماض الأمينية ذات النشاط الفسيولوجي العالي، ما يسمح لها بتنظيم العمليات البيولوجية المختلفة.