حاولت الحكومات المغربية المتعاقبة خصوصا في ثمانينات القرن الماضي وعبر مشروع PNAL تجميع مهنيي الصيد التقليدي، في اطارات جمعوية وتعاونيات، قصد تحقيق تنمية مندمجة، تروم بالأساس تحقيق إقلاع اقتصادي وتنموي، وتحقيق مشاريع ذات النفع العام والمدرة للدخل. حيث كانت قرية الصيادين بالصويرية ثمرة هذا المشروع وحققت الأهداف المتوخاة، بمساهمة فعالة من التعاون الدولي الياباني، لاسيما وأن العلاقة مع هاته الدولة عميقة عمق البحار.
وتقع هذه القرية جنوب آسفي، إذ حباها الله بالثروات السمكية الهائلة، وموقع على درجة من الاهمية، وبها مهنيين متمكنين من معارف البحر ويد مؤهلة للصيد. فمنذ 2001 حيث بداية استغلال بنيات القرية، تشكلت تعاونية ومجتمع مدني بحري لمواكبة تطوير أداء القرية، ولجنة تدبير وتتبع القرية، التي سهرت بمعية الملحقة الفرعية لمندوبية الصيد في تحريك عجلة التنمية، بتركيز كل المجهودات والتعاطي مع مختلف الإشكاليات، التي تعترض السير العادي لهذا القطاع الحيوي.
فتفحص السيرورة التاريخية لهذه القرية ومع توالي السنوات، نجد جملة من المشاريع التي عرفت النور، حيث نرصد غمر الشعاب الاصطناعية 2009 في إطار التجربة اليابانية، والتي عرفت نجاحا كبيرا تم تقديمها طفرة رائدة، حققت المراد في إطار اليوتيس، خاصة مايتعلق بمحور الاستدامة، وتحسيس الفاعلين والبحارة بأهمية عقلنة الصيد، والحفاظ على الثروات السمكية . بعدها تم تطوير المشروع من خلال MCC تحدي الألفية الامريكي، الذي تمخض عنه خلق محميات بحرية لغاية الصيد … واختيار القرية كمنطقة التوالد وتوطين لبعض الانواع من صغار الاسماك..
وفيما يخص المجال الإجتماعي، فقد تمكنت القرية من وضع حجر الزاوية للتغطية الإجتماعية، والتي ولدت من رحم هذه القرية وبنجاح لافت، تم تعميم التجربة على الصعيد الوطني. وتوضحت الصورة، حيث اعتبرت القرية النموذجية دلالة على بنيوية الفعل والآثر لكل الفاعلين…. إذ وفي سنة 2017 تم التأمين على الحوادث للأطقم البحرية لجميع القوارب في عرض البحر …وكذلك تم تجهيز كل القوارب بالرقاقات ….
وعرفت مبيعات الاصناف السمكية المتدفقة على سوق السمك تطورا ملحوظا، خاصة سنة 2021، حيث سجلت رقما قياسيا تجاز 6 مليار سنتيم… ولعل هذا من بين المعطيات التي زادت من اهتمام مسؤولي التعاون الدولي الياباني بهذه القرية، نظير هذه الأرقام وبنى الاستقبال، ودفع هؤلاء المسؤولين إلى التعجيل ببرمجة مشاريع التوسعة، وخلق جيل جديد من قرى الصيد في شمال افريقيا، تستجيب لمعايير الجودة والتقنية، وتطلعات شريحة واسعة من المهنيين والبحارة والفاعلين، وتعطي إضافة نوعية واقلاع موازي لمجهودات الدولة الداعمة لمثل هذه المشاريع..
وما يلفت الإنتباه إلى أن الوفد الياباني حضر لمدة شهر بثقله ودعم الوزارة، للقيام بدراسة ميدانية تقنية صرفة، للتعرف على خارطة الطريق و الوقوف على ما تتطلبه العملية، من تنسيق بكل دقة. مستحضرا كل أساليب الاشتغال التي مكنته من تجميع المعطيات، حيث عاد ادراجه نحو اليابان، ليضع جدولا زمنيا لبداية الأشغال في أكتوبر من سنة 2023 على أن تمتد زهاء 21 شهرا ..