تواصل أسماك النيكرو إحباطها لمهنيي الصيد بالمنطقة الشرقية، بفعل هجماتها المتواصلة على شباك الصيادين ، والتي تعمق معاناة مهنيي الصيد في ظل الأزمة الحالية المطبوعة بالإرتفاعات المتواصلة لتكاليف الإنتاج .
وقال سعيد الرايس العضو بغرفة الصيد البحري المتوسطية بطنجة عن الصيد الساحلي بالمنطقة الشرقية، أن مجموعة من المراكب أصبحت غير قادرة على مواصلة نشاطها بالسواحل المحلية، بسبب الأضرار التي تطال شباكهم المترتبة عن هجمات النيكرو، حيث تعود المراكب وهي تجر أديال الخيبة ، فلا أسماك تم صيدها ولا معدات تمت حمايتها ، ما يجعل من حجم الخسائر التي تتلقاها المراكب كبيرة للغاية.
وأوضح سعيد الرايس في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن مهنيي المنطقة ، ظلوا متشبتين بخيوط الأمل مند سنوات خلت، في إنتظار الحلول التي يقترحها المعهد الوطني للبحث في الصيد ومعه الوزارة الوصية على قطاع الصيد ، لتدبير هذه الظاهرة ، بما تحمله من معاناة للمجهزين والأطقم البحرية. غير ان التأخر في تنزيل الحلول، سيحكم على المنطقة بقفدان أسطولها السطحي. حيث أن عددا كبيرا من المراكب، غادر المنطقة مضطرا في إتجاه موانئ آخرى، في حين إختار آخرون بيع مراكبهم تحت شعار “الباب ليجيك منه الريح سد واستريح “.
ودعا المصدر مسؤولي الجهة الشرقية إلى إلتقاط الرسالة من الجارة جهة طنجة تطوان الحسيمة، التي وافقت على إقتناء شباك الصيد السينية لفائدة المراكب الناشطة بالسواحل المتوسطية، والمتضررة من هجمات الدلفين الكبير، وذلك ضمن دورتها المنعقدة يوم الاثنين 7 مارس 2022. وهي الموافقة التي يجب أن تتعزز بموافقة مماثلة من مجلس الجهة الشرقية، الذي كان قد برمج برسم سنة 2020، 2,2 مليون درهم من أجل الإستمرار في دعم مالكي مراكب الصيد، لإقتناء الشباك السينية. وذلك في إطار تنفيد الإتفاقيات المبرمة من طرف مجلس الجهة لدعم وتنمية قطاع الصيد البحري.
ويراهن الفاعلون المحليون على التسريع في تنزيل هذا الورش الإقتصادي والإجتماعي الهام يقول ممثل غرفة الصيد البحري المتوسطية. إذ أشار المصدر أن هذه الشباك لن تكون يمثابة الحل النهائي ، لكنها ستضمن التخفيف من معاناة الأطقم البحرية ، والقطع مع الكلف الكبيرة التي تلتهمها الشباك المتضررة عند الصيانة بعد العودة من رحلات الصيد . ومعه وقف النزيف في ظل التحديات الحالية المرتبطة بإرتفاع تكاليف رحلات الصيد لمستويات قياسية.
ويؤكد المعهد الوطني للبحث في الصيد، أن الحل الوحيد حاليا للحد من تحديات هجمات النيكرو، هو الشباك السينية، تماشيا مع نتائج الدراسة التي قام بها المعهد بمعية الشركة الفرنسية الرائـدة عالميـــا والمتخصصة في شباك الصيد. فيما تقترح الوزارة الوصية تعميم هذا النوع من الشباك بالمنطقة كحل ستساهم في تنزيله، عبر المساهمة في عملية التمويل لدعم اقتناء هذه الشباك بنسبة 40 إلى 45 في المائة من مجموع ثمنها الإجمالي. فيما يبقى على الفاعلين المهنيين البحث عن مصادر تمويل أخرى لتغطية تكلفة الشباك.
ويسجل عدد من مهنيي السردين بالمنطقة المتوسطية في تصريحات متطابقة ، أن هجمات أسماك النيكرو تزداد ضراوة. بل إن هذا النوع من الأسماك يتميز بكثير من الذكاء حسب تعبيرهم ، ويتطور في تعاطيه مع معدات الصيد بالمصايد المحلية. وهو ما يهدد في العمق إقتصاد الأسماك السطحية الصغيرة ، التي تلعب دورا كبيرا في استقرار وتطور الاقتصاد الاجتماعي بالضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. بإعتبار صيد الأسماك يؤمن فرصا للعمل لعدد هام من البحارة بشكل مباشر. إلى جانب الألاف من الوظائف غير المباشرة .