اختلفت أراء مهنيي الصيد التقليدي بنقطة التفريغ امسوان بين مستاء من تكاثر السلطعون ” عقريش” بالسواحل المحلية بإعتبارها تلحق اضرارا بشباك الصيد، ومرحب بهذا الكائن البحري المحسوب على القشريات كبشير خير لتحسن المصايد المحلية .
واستحضرت مجموعة من المصادر المهنية المحلية لجريدة البحرنيوز المشاكل التي يعيشها بحارة المنطقة بامسوان، جراء تكتل سلطعون البحر داخل أعين الشباك، مسببا أزمة حقيقية، لكون هذا التكثل غير مرغوب فيه، يقف حاجزا أمام ولوج المنتوجات السمكية المراد استقطابها من عرض السواحل البحرية. وهو الأمر الذي ينتج عنه فقدان جزء مهم من فرص الحصول على المصطادات السمكية، التي يراهن عليها مهنيو الصيد التقليدي، بعد تكبدهم عناء الإبحار في رحلا صيد، أضحت اليوم مكلفة للغاية، بسبب غلاء مجموعة من المواد الأولية خصوصا المحروقات.
وأظهرت المصادر المهنية قلقا إزاء الوضع المعاش، الذي أضحى يشكل أزمة حقيقية، مشكلا بذلك عائقا أمام البحارة. إذ يعمد سلطعون البحر إلى التمسك بخيوط شبكة الصيد بشكل كثيف، تصبح معه الشبكة ثقيلة وكثيفة ويعرضها للإتلاف، ما يجعلها غير صالحة للاستعمال الموالي ، وهو ما يجبر الصيادين تقول المصادر على سحبها، والعودة إلى نقطة التفريغ، وفرشها امام اشعة الشمس لأزيد من خمسة أيام، بغرض ضمان تلاشي الرائحة وتقلص حجم العقريش، لتتم عملية نفض الشباك بهدف التخلص من بقايا سلطعون البحر.
إلى ذلك اتجه فريق آخر من مهنيي الصيد إلى استحسان بروز هدا النوع من القشريات، الذي كان شبه مفقود بسواحل إمسوان لأزيد من خمس سنوات، لا سيما ان مجموعة من المنتوجات السمكية ذات القيمة المالية العالية من قبيل الدوراد ، الباجو، بوشوك.. تتغذى على هدا النوع من القشريات. وهو ما بفتح المجال أمام التطلع لإستعادة المصيدة لأيام الزمن الجميل .
وأشارت المصادر في ذات الصدد أن ظهور السلطعون سيدفع في إتجاه تغيير طريقة الصيد من الشباك إلى “الشعرة” أو الخيط لإستهداف الأنواع المذكورة، بإعتبارها أنواع أكثر قيمة، لاسيما وان مهنيي الصيد بالمنطقة كانوا قد إضطروا إلى إستعمال الشباك بعد إرتفاع اثمنة السلطعون الذي يستعمله الصيادون لتطعيم الصنارات، إلى أثمنة تفوق 250 درهم. حيث يعد المنتوج الحي منه الأعلى سعرا، بحيث يتم تركيب الف صنارة بالخيط الواحد كل صنارة منها تحمل “عقريش”، كطعم لإستهداف مجموعة من الأنواع السمكية المهمة .
في موضوع متصل كان مهنيو الصيد البحري بالمنطقة المتوسطية قد طالبوا في وقت سابق بدراسة إمكانية إستغلال سرطان البحر الأزرق عبر صيده وتثمينه بالمنطقة الشرقية والبحر الأبيض المتوسط عموما، وذلك بعد أن أصبح هذا المكون البحري يشكل مصدر إزعاج لبحارة المنطقة. حيث طالبون بضرورة تعميق البحث العلمي، في مجال تأثير السلطعون على البيئة البحرية والمنتوجات الأخرى، وتحديد أهداف إصطياده وتثمينه بإعتباره تروة وطنية .
وإلتمست التمثيلية المهنية المحلية من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري البحث في تقنيات وسائل الصيد التي تمكن من صيد كميات أكبر من السلطعون، وعلى درجة عالية من الجودة، مع بلورة خطة لتثمينه وترويجه. هذا فضلا عن دعوتها المعهد إلى إعداد مطوية تعريفية علمية، حول الفوائد والقيمة الغذائية للسباح الجميل.