عبر محمد باحمو مدير ورش سوس ماسة لصناعة السفن، عن سعاته الغامرة وهو يلقى الإشادة من طرف مهنيين وفاعلين ومسؤولين على المستوى المحلي والقاري، بخصوص صناعته الفولادية للسفن، التي تجاوزت الحدود على المستوى القاري والأوربي والأسيوي، حيث أصبحت هذه الورشة التي ينشّطها حرفيون ومهندسون وتقنيون مغاربة، ملاذا أمنا للراغبين في بناء سفن فولادية تنسجم مع آخر المعايير الدولية.
وإطلع وفد هام يقوده وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يضم عدد من الوزراء الأجانب المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر رفيع المستوى لمبادرة الحزام الأزرق، والفاعلين والمسؤولين ظهر اليوم ، على آخر سفينة صيد تمت صناعتها بورش سوس ماسة. يتعلق الأمر بسفينة صيد الأسماك السطحية الصغيرة “سمك الصحراء” لمجهزها كمال صبري ، التي تستعد اليوم للتعويم والإبحار، لتلتحق بعدد هام من السفن التي تمت صناعتها من طرف طاقم مغربي متكامل. إذ نالت السفينة إعجاب مختلف مكونات الوفد الوزاري، حيث الرهان ينمو بوثيرة متزايدة، لجعل هذا النوع من الصناعات ذات القيمة العالية، والتي لم تنصفها الأضواء، واحدة من الروافد المهمة للإقتصاد الوطني، لتلتحق بالنجاحات التي تحققها المملكة اليوم على مستوى صناعة السيارات والطائرات.
وتمكن ورش سوس ماسة في وقت سابق، من تصدير سفن للصيد بالجر إلى فرنسا ، وقبلها إلى عدد من الدول الإفريقية والعربية، فيما يؤكد مدير الورش أن هناك طلبات متزايدة قادمة من أوربا وكذا من أسيا ، وهو ما يؤكد بأن هناك عمل ينجز في العمق يجب تثمينه وتحفيزه من طرف الجهات الوصية، من خلال إنشاء بنية صناعية متكاملة تخلّص هذا القطاع من التبعية للسوق الخارجية، من خلال تنشيط سلسة الإنتاج على المستوى المحلي ، لأن هناك الكثير من الصناعات التي تدخل في سياق هذه السلسلة الصناعية، بإمكان تحفيزها على المستوى الوطني، لتخفيف الواردات الصناعية ، خصوصا وأن الدولة المغربية تراهن على التخفيف من التعويل على بعض الواردات، بهدف المساهمة في تدعيم الانعاش الاقتصادي، وخلق طفرة صناعية منسجمة ومتكاملة .
ويعول باحمو ومعه زملاءه المهتمين بهذا النوع من الصناعات الموجهة لقطاع الصيد البحري على المستوى الوطني، على معرض أليوتيس في الترويج للصناعة المغربية، المرتبطة بصناعة سفن الصيد، وهو المنتشي بتصدير سفن للسوق الفرنسية المحصّنة بمجموعة من القيود والشروط المعقدة والجازمة على مستوى الجودة والسلامة، للترخيص لمركب تم بناؤه خارج الحدود، خصوصا وأن المعرض الذي يأتي بعد غياب فرضته الأزمة الصحية ، يعرف مشاركة عدد هام من الدول الإفريقية المطلة على البحر الأطلسي ، بما يتيحه ذلك من فرص قوية لولوج هذه الأسواق بشعار رابح رابح الذي ينهجه المغرب، في سياسته المنفتحة على التعاون جنوب جنوب، التي أسس لها جلالة الملك من خلال زياراته لمجموعة من الدول الإفريقية.
وتعالت أصوات فاعلين وبرلمانيين وخبراء مهتمين بالشأن البحري، داعية في الكثير من المنصات، سواء التشريعية أو الإقتصادية ، على أن صناعة وصيانة السفن، هو ورش هام ، ضمن النسيج الإقتصاد الوطني ، يحتاج لإلتفاثة قوية من السلطات الحكومية، لمواكبة القطاع ، ليكون أحد الركائز ضمن الأوراش الإقتصادية ذات القيمة المضافة . في سياق الترويج لعلامة صنع في المغرب، التي تعطي إشعاعا دوليا للصناعة المغربية، التي تبدع في مجموعة من المجالات.