لازالت مصايد أكادير عاجزة عن تقديم الإغراءات التي تعيدها لسابق عهدها على مستوى الأسماك السطحية الصغيرة ، حيث صعد سهم كل من ميناء سيدي إفني وميناء طانطان في السنوات الآخيرة ، في وقت تواصل المصايد المحلية على مستوى شمال المصيدة الوسطى نوعا من التذبذب، الذي ظهرت تفاصيله في رحلات الصيد مع بداية هذا الأسبوع، التي إتسمت بعدم الإستقرار في اليومين الآخيرين، فبعد تسجيل مفرغات وصفت “المتوسطة” يوم الإثنين ، عادت المركب أمس بكميات محدودة من الأسماك السطحية الصغيرة .
وأفرغت مراكب السردين “تقريبا 25 مركبا” العائدة من المصايد المحلية لأكادير أمس الثلاثاء كميات محدودة ، تراوحت في عمومها بين 2 طن وخمسة أطنان على الأرجح من الأسماك المخلوطة، بين السردين والأسقمري والأنشوبا والشرن ، حيث قال أحد البحارة في تصريح للبحرنيوز أن “المصور قليل ، والمصيد بعيد، الله يصاوب”.
وأضاف البحار في تصريحه للبحرنيوز، أن المركب الذي يشتغل على متنه “عاد محملا بحوالي 500 صندوق من السردين مخلوط بالأسقمري ، وهي كميات محدودة نظير الجهد ومصاريف الصيد ” ، مبرزا في ذات السياق، أن هذه الفترة من السنة التي تعد منطلقا للدخول في الصيد، كانت تعرف بسخاء المصايد المحلية، فمتى يعود هذا الزمن الجميل؟
إلى ذلك أكد بحار آخر أن مردودية مراكب الصيد البحري الساحلي النشيطة على مستوى سواحل مدينة الإنبعاث محدودة إلى حد كبير، و هدا يؤثر بشكل كبير على الأطقم البحرية، ويؤثر كذلك على دينامية نشاط الصيد، بحيث أن رحلات الصيد اليوم أصبحت مكلفة في ظل غلاء المحروقات، وتستغرق ساعات طويلة دون نتيجة محفزة . حيث أشار المصدر إلى تراكم الأيام التي تكون فيها حالة الطقس غير مناسبة للإبحار، كما أن إستئناف الصيد لا يقدم مؤشرات جيدة .
وتراهن المراكب النشيطة على مستوى الميناء بشكل دائم على ضربة الحظ، التي تضع في طريقها رشم الأنشوبا كخيار أساسي، يحظى بإهتمام مختلف الفاعلين لقيمة الطلب في هذه المرحلة من الوحدات الصناعية، خصوصا وأن سواحل أكادير كانت وفية لهذا النوع من الأسماك، غير أن التغيرات المناخية التي تعرفها سواحل المغرب، كان لها تأثير على جغرافية إنتشار الأنواع، التي لم تعد وفية للمنطق، فأصبحت هذه الأسماك تظهر بسواحل الجنوب، في وقت كانت تشكل حافزا قويا للمراكب على مستوى سواحل سوس .
وتراهن المصالح المختصة على مستوى قطاع الصيد على إسترجاع دينامية المصايد المحلية من خلال إعادة النظر في الزونينك عبر تقسيم المصيدة الوسطى غلى مصيديتين وإعتماد مبدأ الراحة البيولوجية. ناهيك على الخطو الهمة على المحلي لسوس ماسة المتمثلة في افشتغال القائم على إنجاز محمية أسماك جديدة بمنطقة سوس ماسة، ضمن الإستراتيجية الوطنية للمحميات بالبلاد، المدعومة من طرف البنك الدولي بشراكة مع قطاع الصيد البحري، والتي تهم إنجاز ثلاث محميات بسواحل المملكة.
وتعد المحميات من المطالب الإستراتيجية بالمغرب، لتحقيق الأهداف الإحيائية والايكولوجية، الرامية لتحسين المعرفة بالنظم البيئية، وحماية الأحياء البحرية، وإعادة تأهيل مناطق الصيد المتضررة، وحماية التنوع البيلوجي، وكذلك وأيضا حماية الموارد السمكية الأكثر استغلالا.