دعا باحثون ومهتمون ومتدخلون بمدينة طرفاية، إلى صيانة المعلمة التاريخية الساحلية دار البحر “كسمار”، مع التشديد على وجوب تعبئة المؤسسات المعنية، لإنجاح عملية الصيانة واستداماتها، حيث أكدوا على فاعلية إدراج هاته المعلمة التاريخية ضمن المسالك السياحية بالمملكة، والتي وقفت صامدة في وجه عوامل التعرية وتقلبات الزمن، وتغاضي المؤسسات الوصية عن حمايتها ورعايتها، باعتبارها ذخيرة حضارية وطنية وعالمية.
وأكد إبراهيم مجاطي، عضو المجلس الجماعي بإقليم طرفاية ورئيس لجنة التعليم والتكوين المهني، بمجلس جهة العيون-الساقية الحمراء، أنه وجب تكريس مقاربة تشاركية لحماية وصيانة المعلمة السياحية كسمار، إذ تختزل جزءاً مهما من ذاكرة الطرفاويين، وتمثل أحد عناصر الجذب السياحي.
ونبه مجاطي، في معرض حديثة لــجريدة “البحرنيوز“، إلى الأخطار التي تهدد بطمس أحد أهم المعالم البحرية بإقليم طرفاية، والمسماة دار البحر “كسمار” التي تحتضر يوما بعد يوم ومهددة بالسقوط، وذلك في ظل الإهمال الذي تعاني منه هذه المعلمة السياحية والتاريخية بالمدينة، مما يعرضها للاندثار والتلاشي خصوصا وأنها بناية تتعرض للمد البحري بشكل يومي.
وتساءل عن الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الوزارة الوصية وباقي الشركاء، لترميم هذه المعلمة السياحية والتاريخية بالمدينة، لما تشكله من رمزية تاريخية، ولإرتباطها بالذاكرة المشتركة للساكنة، مستعرضاً المكانة التي يحضى بها قطاع السياحة، لكونه يكتسي أهمية كبيرة لدى ساكنة جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء، لما يلعبه من دور هام في التعريف بالموروث الثقافي والاجتماعي، ولما يوفّره من فرص للشغل لأبناء هذه الربوع وخاصة إقليم طرفاية.
وتم تشيِيد المركز التجاري كسمار سنة 1879، من طرف التاجر والرحالة والمهندس دونالد ماكنزي، إذ تتكون البناية من طابق أرضي يضم 8 غرف، وطابق علوي يحتوي هو الآخر على 8 غرف لتخزين المواد الاستهلاكية المستوردة والمصدرة من المنطقة صوب مدينة مانشستر الإنجليزية، بالإضافة إلى ست خزانات أرضية للمياه الصالحة للشرب وميناء للشحن ورسو السفن والزوارق التجارية، كذلك تم تحصينه بالمدافع الحربية تفاديا لأي هجوم محتمل.
وكان الغرض من بناء دار البحر، توظيفها كمركز تجاري للتهرب من الضرائب المرتفعة المفروضة في بعض الموانئ الأخرى، كميناء الصويرة “موكادور”، حيث شيدت كسمار على جزيرة رملية صغيرة قبالة شاطئ طرفاية، وباتت وجهة الساكنة المحلية وزائري المدينة في الترفيه والترويح عن النفس.