علمت البحرنيوز أن مجموعة من مراكب الصيد الساحلي صنف السردين بأكادير قد عمدت اليوم إلى العودة إلى البحر من أجل تفريغ مصطاداتها من صغار الأنشوبا ، بعد أن تباغتت بإنزال قوي لمصالح المراقبة بالميناء التي كانت تترصد لمرتكبي هذا الفعل الإجرامي في حق المصيدة السطحية الصغيرة. إذ شوهدت أطر المندوبية وهي تقوم بجولات دات أبعاد تفتيشية بمربع الصيد.
ووفق تصريحات متطابقة لفاعلين نقابيين، فقد سحبت مصالح المراقبة سجل أحد المراكب، بعد تورطه في صيد صغار الأنشوبا ، حيث ضبطت لديه 80 صندوقا من الصغار . فما أكدت ذات المصادر أن بعض المراكب المحملة بكميات مهمة من صغار الأنشوبا قد حلت بمشارف الميناء، وظلت مرابطة تتحين الفرص لإستغفال مصالح المراقبة وتفريغ مصطاداتها غير المشروعة، إذ إضطرات فيما بعد للعودة إلى البحر وتفريغ أسماكها غير القانونية، في مشهد يسيئ للمصايد المحلية، وينذر بكارثة بيئية ، ستزيد من معاناة المصيدة الغارقة في التحديات ، خصوصا وان كثير من البحارة يؤكدون أن المنطقة التي تعرف تفريغ أسماك ميتة، تتحول إلى موقع منبود لهذه الأسماك التي تتوفر على ذاكرة في تصنيف المواقع ، لكونه ينذر بوجود الخطر ما يجعلها تغادره بإستمرار .
وإستنكرت المصادر النقابية والجمعوية هذا السلوك الشاد، كما طالبت مديرية المراقبة بفتح تحقيق في هذه النازلة، من خلال تتبع حركة المراكب، عبر جهاز الرصد والتببع عبر الأقمار الإصطناعية VMS ، للوقوف على مسار المراكب ومعه الظاهرة. فيما تفيد جهات مهنية بأن الأطقم البحرية يجب أن تعرف بخطورة هذا السلوك الشاد، الذي تكون له تبعات سلبية على المصيدة المحلية، بما يشكل تهديدا حقيقيا لمورد رزقهم ، وليس إستغفال عيون المراقبة كما يحدث اليوم .
إلى ذلك يتجدد النقاش مع كل واقعة مماثلة، بخصوص المطالب الداعية إلى تغيير طريقة إحتساب الحجم التجاري للأسماك السطحية الصغيرة “المول”، لاسيما في ظل التطورات التي تعرفها المصايد بسبب التغيرات المناخية والتي يعرفها العالم، حتى ان هناك من يشير بوجود إنعكاسات على أحجام الأسماك السطحية . إذ يشدد المهنيون على ضرورة الخروج من النسق التقليدي وتغيير إحتساب الحجم من عدّ الوحدات في الكيلوغرام، إلى قياس طول الأسماك بالسنتمتر، ومراجعة الحجم التجاري لكل صنف من الأسماك السطحية الصغيرة.
ويعد هذا المطلب من المطالب التي ظل مهنيو الصيد يصرون على تنزيلها، خصوصا وأن وزن الأسماك يتراجع بين لحظة الصيد والتفريغ بالموانئ كحقيقة تؤكدها مجموعة من الحالات التي تحتاج اليوم للدراسة والتوثيق، كما هو الشأن لأسماك الأنشوبا ، التي ظلت تطرح الكثير من الإشكاليات على مستوى المول، المرتبط بعدد الأسماك المشكلة للكيلوغرام ، وسط مطالب بإعمال القياس بدل الوزن.