حطت الوحدة المتنقلة التابعة للارشاد البحري بالعرائش الرحال صباح اليوم الأربعاء 24 ماي 2023 بميناء المهدية، في إطار قافلة تحسيسية تستهدف المنظومة البحرية العاملة بموانئ ونقط التفريغ النتشرة على الشريط الساحلي الممتد من سلا الى واد لو ، للخوض في مواضيع ذات صلة بالسلامة البحرية، وذلك وفق مقاربة ميدانية، تستحضر خصوصيات المناطق البحرية، قصد العمل على تنمية قدرات العاملين في قطاع الصيد البحري بجميع تخصصاتهم على مستوى السلامة البحرية.
وتسعى هذه الحملة التحسيسية، التي ينظمها معهد التكنولوجيا للصيد البحري، إلى تعريف البحارة العاملين على متن قوارب ومراكب الصيد، والهيئات المهنية الرجالية منها والنسائية، بمواضع ذات صلة بتقنيات الانقاذ والبقاء على قيد الحياة، من خلال ترسيخ استعمال صدرية النجاة بشكل سليم، مع التعريف بدورها وأهميتها في حياة البحار، ناهيك عن التعريف بأدوات السلامة الأخرى التي تؤثر إيجابا في عملية السلامة و الانقاذ.
وعمد المؤطرون الذين حلوا بميناء المهدية على متن الوحدة المتنقلة للإرشاد في الصيد البحري، تابعة لمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بالعرائش، إلى تقديم حزمة من النصائح والإرشادات حول السلامة البحرية، والتوعية بخطورة الإبحار بدون صدرية النجاة، مع العمل على غرس ثقافة السلامة البحرية عند البحارة، من خلال تمرير أهم الإرشادات والإجراءات الاحترازية، الكفيلة بالحد من المخاطر المحدقة بالبحارة، مع حثهم على الالتزام بشروط السلامة البحرية، من قبيل المواضبة على التحلي بالسلوك الرشيد في التعاطي مع أساسيات العمل البحري، لاسيما ارتداء صدريات النجاة.
واكد التهامي مشتي المسؤول عن المركز الوطني للإرشاد البحري في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن تنظيم مثل هذه الحملات التحسيسية، يأتي للتنبيه إلى بعض السلوكيات البشرية الخاطئة، التي تكون سببا في وقوع الحوادث البحرية. حيث يبرز الدور الكبير الذي تلعبه التوعية المباشرة للبحارة، ومستعملي الميناء. بما يضمن رفع تحديات السلامة البحرية، وجعلها في مصب إهتمام البحارة والفاعلين المهنيين، على أمل الحد من نزيف الأرواح البشرية في البحر، بشكل يرقى لمستوى تطلعات المنظومة البحرية العالمية، خصوصا وأن منظمة العمل الدولية « Organisation International du Travail » التابعة للأمم المتحدة تؤكد ان المشتغلين في قطاع الصيد البحري أكثر عرضة للأخطار المهنية البحرية.
وأشاد محمد احكي بحار يعمل على ظهر قوارب الصيد التقليدي بميناء المهدية، بأهمية هذه الدورة التحسيسية حول السلامة البحرية، وتقنيات البقاء على قيد الحياة في الحياة العملية والواقعية للبحار، خاصة وأن مهنة الإبحار معرضة لمجموعة من الأخطار المرتبطة بالتقلبات المفاجئة للأحوال الجوية، التي باتت تطبع السواحل البحرية على غفلة، ناهيك عن عدم الدراية الكاملة بمجال السلامة البحرية، موضحا في ذات الصدد ان الحملة التحسيسية الميدانية ستساهم في فتح المجال بشكل مباشرة، أم البحارة لتجديد معارفهم بتقنيات السلامة البحرية، وتحسيسهم ان لا أمان مع البحر في غياب شروط السلامة، بغرض تفادي الأخطار المهنية المحتملة مستقبلا.
ومن المنتظر ان تجول القافلة المتنقلة مجموعة من الموانئ ونقط التفريغ، وفق برنامج حافل يمتد من اليوم الأربعاء 24 ماي الى غاية يوم الأحد 11 يونيو، ضمن أيام من التحسيس والتأطير. وذلك للرفع من مستوى السلامة البحرية، والتوعية بأهمية ووسائل ومعدات السلامة المطلوبة. حيث سيكون بحارة الصيد بجميع تخصصاتهم وأصنافهم البحرية والتعاونيات البحرية الرجالية منها والنسائية على موعد مع مكونات القافلة من أجل التبادل وتصحيح بعض الأفكار المرتبطة بالنشاط البحري والسلوك المهني .