فريق بحثي يكشف الوضع المقلق لسواحل الحسيمة

0
Jorgesys Html test

دقت دراسة ميدانية تم إنجازها من طرف مجموعة من الباحثين على مستوى سواحل الحسيمة إعتمادا على شباك الجر، ناقوس الخطر بخصوص مشاكل بيئية تهدد الساحل المحلي ، نتيجة تراكم النفايات البحرية المختلفة والتي تشكل المخلفات البلاستيكية أبرز مكوناتها .

وتم إنجاز هذه الدراسة الميدانية التي نشرت تفاصيل نتائجها المجلة العلمية Regional Studies in Marine Science  تحت عنوان “شباك الجر أصبحت من بين تقنيات دراسة تلوث قعر المحيطات بسواحل الحسيمة” ، فريق علمي يضم كل من محمد كزنين باحث بسلك الدكتوراه بكلية العلوم بمدينة تطوان، وبلال مغلي دكتور في البيولوجيا البحرية ، ومصطفى اكسيسو استاذ بجامعة عبد المالك السعدي كلية العلوم تطوان، وسفيان حسني طالب باحث بسلك الدكتورة بكلية العلوم والتقنيات طنجة جامعة عبد المالك السعدي .

وأوضح محمد كزنين واحد من فريق البحث الميداني،  أن هذه الدراسة عمدت إلى مقاربة وفرة وتكوين ومصادر القمامة البحرية التي يتم التقاطها بشباك الصيد الجر، أثناء صيد الأسماك بساحل الحسيمة بالواجهة المتوسطية للمغرب. حيث تم إجراء 50 عملية سحب للشباك وجمع 2664 قطعة من النفايات.  حيث شكل البلاستيك (57.15 في المائة ) كأكثر أنواع القمامة انتشارًا بالسواحل المحلية،  فيما تتكون النفايات البحرية المنتشلة في هذه العمليات بشكل أساسي، من الزجاج والرقائق  والأكياس البلاستيكية. وتتراوح مؤشرات الوفرة بين 0 و 1887 عنصرًا / كم 2.

وعبر مقارنة النتائج التي توصل إليها فريق البحث مع مناطق أخرى من البحر الأبيض المتوسط، أظهرت المياه المغربية المحلية تأثيرًا أكبر ، قد يعزى إلى الكثافة السكانية العالية وكذلك سوء إدارة النفايات. حيث تم الإبلاغ عن وجود كميات أكبر من القمامة في المناطق الساحلية ، وخاصة المدن الساحلية البعيدة عن الشاطئ وعند مصبات الأنهار. فيما تختلف وفرة النفايات البحرية حسب المنطقة والموسم والعمق. وبناء عليه فقد سجلت الدارسة وفرة في النفايات بشكل ملحوظ عند المنطقة التي يتراوح عمقها بين  24-50 م (957 قطعة / كلم 2) مقارنة ب 405 قطعة / كلم 2 التي تم تسجيلها بالمنطقة التي تعرف عمقا يمتد من 50 إلى 100 م ، فيما كان حجم النفايات أقل في  100 م  كعمق حيث تم جرد  297 قطعة في كلم 2).

وتشير هذه الدراسة أيضًا إلى أن محمية الحسيمة البحرية هي نقطة ساخنة من حيث تواجد النفايات البحرية،  التي يمكن أن تهدد الثراء البيولوجي لهذه المنطقة. حيث وقف الباحثون على أن الصيادين يتعاملون بشكل سيء مع النفايات البحرية التي يتم صيدها في الشباك. في جميع الرحلات ، إذ  يعمد الصيادون إلى التخلص من النفايات العالقة في شباكهم ، برميها مرة أخرى في الماء بعد الفرز. كما تسلط هذه الدراسة الضوء على الحاجة إلى برامج تعليمية للصيادين لتطوير ممارسات بيئية جيدة تساعد في حماية البيئة البحرية.

وتحاول الدراسة العلمية من خلال نتائجها  البحث في أسباب التراجع المهول للمصايد المحلية، لاسيما في غياب بعض الأصناف البحرية عن المصايد، والتراجع المقلق للمنتوجات السمكية، التي كانت تزخر بها سواحل الحسيمة مقارنة مع السنوات الفارطة. وهي النقطة التي أشار من خلالها كزنين بأهمية إستعمال مواد صديقية للبيئة كما هو الشأن لدور السلل البيئية، التي كان يستعملها بحارة كل من قوارب ومراكب الصيد البحري.

وذكر المصدر أن هذه السلل المصنوعة من أعواد القصب،  هي تحافظ على البيئة البحرية، حيث كان يحملها البحارة بعرض السواحل،  ويحتفظون داخلها بقوتهم اليومي خلال الرحلة البحرية، الموضوعة داخل مواد يتم إعادة استعمالها دون رميها بعرض السواحل. و دعا كزنين في ذات السياق  أطقم الصيد إلى رمي المواد الزائدة غير المرغوب فيها، من قبيل مخلفات الازبال خصوصا منها الصناعية من قارورات بلاستيكية وزجاجية وغيرها الكثير، داخل سلة المهملات دون التخلي عنها برميها بعرض السواحل البحرية.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا