أجمع المشاركون في اللقاء التواصلي الذي نظمته غرفة الصيد البحري المتوسطية، أمس الأربعاء 31 ماي 2023 بمقر معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش، حول التنطيق “الزونينغ” ودوره في حماية الثروة السمكية التنطيق وجهد الصيد، (أجمعوا) على ضرورة العمل بمبدأ التنطيق إبتداء من السنة المقبلة 2024 كحل واقعي وتطبيقي بأبعاد إستراتيجية لتخفيض جهد الصيد بالمصايد المحلية وإستعادة دينامية المصايد بنفوذ الدائرة المتوسطية.
وأكد المتدخلون بما فيهم خبراء ومسؤولون وتمثليات مهنية وفق منشور للغرفة المتوسطية حول هذا اللقاء على بوابتها الإلكترونية، على أن السواحل المحلية تواجه مجموعة من التحديات، بعد ان كانت تشهد تواجد أنواع مهمة من الأسماك، كالأنشوا والسمطة وغيرها، إلا أنها بسبب الإجهاد في الصيد اختفت، ما يجعل من التنطيق حلا إسترتسيجيا لاستعادة المصايد المنتشرة بنفوذ الدائرة البحرية للغرفة المتوسطية لحيويتها من جديد.
كما شدد اللقاء التواصلي ، على إقرار الراحة البيولوجية لمناطق الصيد، وإنشاء محميات بحرية، وكذا تعميم المراقبة بوسائل تكنولوجيا متطورة على جميع اساطيل الصيد بجميع أصنافها، وكذا توحيد آليات الصيد، مع الدعوة إلى العمل على تحديد عدد المراكب حسب الطاقة الاستيعابية لكل منطقة. فيما دعا المتدخلون ضمن ذات اللقاء إلى حماية صيد البوراسي، عبر تقنين آليات صيده قصد الحفاظ عليه.
وقال خالد شكيل ممثل غرفة الصيد البحري المتوسطية في تصريح للبحرنيوز، أن اللقاء أظهر الحرص المهني على إستعادة المصايد المحلية، وفق مقاربة تشاورية، حيث تم الإجماع من طرف مختلف المداخلات، على ان المرحلة تقتضي تسريع تفعيل التنطيق، كخيار يدعمه الوسط المهني المحلي، لإستعادة مجموعة من المصايد، وتنظيم النشاط المهني، خصوصا وان العروض التي تم تقديمها خلال اللقاء قدمت مجموعة من المؤشرات التي يجب الوقوف عندها بكثير من الجدية من طرف مختلف الفاعلين.
وأكد المصدر المهني في ذات التصريح، أن المقترحات التي ينص عليها المشروع الجديد ، تبقى محفزة للنقاش العمومي على المستوى المهني، لاسيما وأن ذات المقترحات قد أخدت بعين الإعتبار خصوصيات المناطق، لدى يبقى التنزيل مطلبا إستعجاليا، تماشيا مع التوصيات المنبتقة عن اللقاء، بالنظر لإنتظارات المرحلة المحكومة بتطلعات مهنية على مستوى الدائرة المتوسطية، تراهن على إسترجاع الكثير من المصايد والأنواع السمكية التي إختفت عن الأنظار .
من جانبه أكد محمد سيكي الكاتب العام للكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي وأحد الوجوه المهنية في قطاع الصيد الساحلي بالعرائش التي كانت حاضرة ضمن اشغال اليوم التواصلي، ان اللقاء كان مناسبة أمام مهنيي الصيد البحري، لمناقشة دور الزونينك في المحافظة على الثروات البحرية، في ظل معرفتهم الميدانية والمباشرة بقطاع الصيد الساحلي، الذي شهد تراجعا مهولا من حيث مفرغاته السمكية. وهو الأمر الذي جعل اللقاء محطة للبحث وبشكل تشاركي، عن السبل الكفيلة بإسترجاع المصايد والرفع من المردودية الإنتاجية مستقبلا.
وأضاف سيكي في مسترسل حديثه لجريدة البحرنيوز،ان الاحتكاك الدائم لمهنيي الصيد بالساحة البحرية، مكّنهم من الوقوف على الضغط البحري الحاصل بالشمال، ناهيك عن تناقص الثروة السمكية، وهي تحديات حقيقية تواجه الفاعلين المحليين. وهو ما يفرض تنفيذ إصلاحات تنتصر للإستدامة والحفاظ على التوازن البحري، من قبيل تفعيل العمل بنظام الزونينك على أرض الواقع. وهي خطوة تفرض الأخذ بالرؤيا المهنية، خصوصا على مستوى الخريطة التقنية للمشروع التي يجب أن تأخد بعين الإعتبار مقترحات مهنيي الصيد بالمناطق المعنية، بإعتبارهم العارفين بخبايا السواحل البحرية نتيجة إحتكاكهم الدائم بالمهنة.
يذكر ان هذا اللقاء الذي يدخل في في إطار تنفيذ البرنامج السنوي للغرفة وانخراطها في العمل التشاركي مع الوزارة الوصية بهدف إيجاد كل ما يفيد في الحفاظ على الثروة السمكية واستدامتها، عرف حضور ممثلين عن الوزارة الوصية، وكذا المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، إلى جانب عدد من أعضاء وأطر غرفة الصيد البحري المتوسطية، ومندوب الصيد البحري بالعرائش وأصيلة، ومدير معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش وأطره، إلى جانب عدد من رؤساء الجمعيات المهنية بميناء العرائش وربابنة الصيد البحري.