تعيش الساحة المهنية بميناء المهدية مؤخرا، على وقع التراجع في الرحلات البحرية اليومية لقوارب الصيد التقليدي، بسبب التحديات التي تواجه المصايد ذات القيمة المرتفعة والسمك الأبيض، خصوصا بعد اعلان الراحة البيولوجية للاخطبوط. هذا في وقت تتحدث فيه مصادر محلية عن إنتعاش مقبول في نشاط قوارب الصيد التي تشتغل على الأسماك السطحية الصغيرة (السويلكة) .
وأوضحت مصادر مهنية محلية في تصريحات متطابقة للبحرنيوز، أن هذه التوقفات المسترسلة للقوارب، لم تسمح بانتعاش الرواج البحري المرتبط بالصيد. وذلك بسبب تراجع الكميات المستقطبة من الأسماك ذات القيمة المحفزة، التي تنضاف إليها مجموع من الصوائر، التي يتم إنفاقها من طرف مهنيي الصيد التقليدي، لتجهيز الرحلات البحرية بحثا عن ما تجود به السواحل البحرية للمنطقة..
وكشفت المصادر المهنية في ذات الصدد، أن الحاجة الإجتماعية واليومية للبحار، هي السبب الحقيقي وراء مداومة بعض مهنيي الصيد على الأنشطة البحرية على متن قوارب الصيد التقليدي بالمنطقة، رغم ضعف تنوع المنتوجات السمكية، مكتفية بحلب كميات متفاوتة من أسماك الميرنا التي لم يتجاوز رقم معاملاتها المالي سقف 45 درهما للكيلوغرام، واسماك ابوسيف المعروف داخل صفوف مهنيي الصيد ‘بشباضة ميركان” وهي نوع من انواع سمك ابوسيف التي تتميز بطولها إلا ان قيمتها المالية تبقى منخفضة لا تتجاوز 30 درهما للسمكة مقارنة مع صنف أبو سيف المعروفة باسم شباضة الحرة.
وأشارت المصادر المهنية، ان أسطول الصيد التقليدي صنف السويكة داوم على جلب كميات مقبولة من اسماك السطحية الصغيرة، التي اختلفت اثمنتها باختلاف انواعها، حيث وصل ثمن الصندوق الواحد من السردين ما بين 250 و 300 درهم للصندوق الواحد. في حين اختلف رقم مبيعات سمك “كابيلا” بين الأحجام المقبولة التي تصل الى 150 درهم للصندوق و الاحجام الصغير التي لا تتجاوز 80 درهم للصندوق الواحد.
إلى ذلك كان المكتب الوطني للصيد قد رصد غرتفاعا قويا في الكميات المفرغة من منتجات الصيد الساحلي والصيد التقليدي بنسبة 105 في المائة بميناء المهدية عند متم شهر يوليوز، والتي استقرت عند 11.852 طنا خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، مقابل 4.745 طنا خلال الفترة ذاتها من عام 2022. فيما إرتفعت القيمة السوقية لهذه المنتجات بنسبة 43 في المائة عند متم شهر يوليوز لتصل إلى 70.406 مليون درهم مقابل 49.163 مليون درهم على أساس سنوي.