إحتضنت مدينة العيون أمس الأربعاء إجتماعا موسعا بمشاركة فاعلين مهنيين وإداريين، خصوصا على مستوى الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، خصص لتدارس أعطاب بوابة الضمان البحري وما تواجهه من إرهاصات وتحديات ، كان لها الأثر السلبي على التغطية الإجتماعية لذوي الحقوق، من المنتسبين لقطاع الصيد، والتي تشكّل اليوم محط نقاش وتظلم في الوسط المحلي، بشكل هدد الثقة المهنية في الورش الرقمي الجديد ، إذ سجل اللقاء مجموعة من المداخلات الغاضبة من وضعية البوابة وما رافقها من إمتدادات سلبية على الوسط الإجتماعي لذوي الحقوق من البحارة ، مطالبين إدارة الصندوق بالعمل على تصحيح هذه الوضعية .
وقال عبد الله بليهي رئيس الكنفدرالية الوطنية للصيد التقليدي، أن هذا اللقاء إكتسى بعدا تكوينيا محضا لمحاسبي الصيد التقليدي والساحلي بأقاليم طرفاية والعيون وبوجدور هؤلاء الذين عبروا عن سخطهم إتجاه مجموعة من ، وذلك لأجل التمرّن على مجموعة من الميكانزمات، فيما يتعلق بالبوابة المعلوماتية، من قبيل الولوج للبوابة والتصريح بالأجور، وكل ما يتعلق بخدمات الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي، حيث شهد هذا اليوم حضورا قويا لأطر جهويين ومركزيين من إدارة الصندوق، على دراية كبيرة بأسرار البوابة التي أثارت الكثير من الجدل .
وتم تسليط الضوء خلال هذا اليوم التواصلي والتحسيسي، الذي إمتد بشكل مسترسل من الثامنة صباحا إلى غاية السادسة مساء، على المشاكل التي تعترض المحاسبين في تعاطيهم مع التطبيق الإلكتروني، وكذا التحديات التي تواجه هذه البوابة الرقمية ، حيث أكد عبد الله بليهي، أن هذه اللقاءات البينية لها أهمية كبيرة لإعادة الثقة في منصة “الضمان البحري”، خصوصا وأن الأعطاب التي صاحبت إنطلاقتها خلقت نوعا من التدمر أربك الحسابات، وتسبّب في النفور المهني، كما تسبّبت في نوع من اللخبطة على مستوى التغطية الإجتماعية. وهي تفاصيل تعود في معظمها إلى ضفعف المعرفة المهنية بمجموعة من المعطيات التقنية للبوابة. فقد كان من المفترض يقول بليهي، أن تستبق إدارة الصندوق إطلاق البوابة، بدورات تكوينية معمّقة لفائدة المحاسبين، لاسيما وأن المشروع تم إطلاقه دفعة واحدة على المستوى الوطني.
وأشرف على اللقاء أطر المديرية الجهوية للصندوق، هؤلاء الذين أظهروا إستعدادهم التام للتفاعل مع المشاكل والصعوبات التي تواجه البوابة في علاقتها مع الوسط المهني، حيث أكد عبد الله بليهي أن لقاء سابقا كان قد جمع الكنفدرالية الوطني للصيد التقليدي بالإدارة العامة للصندوق بالدار البيضاء، والتي تم خلالها التأكيد على ضرورة تفعيل لقاءات بينية على مستوى الجهات البحرية وإشراك المحاسبين بشكل رسمي في تدبير العملية..، وهو الذي تأتى من خلال تنظيم لقاءات بأكادير تم آسفي والصويرة فالعيون بوجدور طرفاية، على أن تستمر هذا الطريقة التواصلية بتنظيم ورشات مماثلة بالموانئ الشمالية والمتوسطية في غضون الأيام القادمة.
ونوّه الفاعلون المشاركون في الورشة ضمن تصريحات متطابقة للبحرنيوز، بالنجاعة التي أظهرها أطر الصندوق في معالجة مجموعة من الملفات، يبقى أبرزها تصحيح الأرقام السرية، وتمكين مجموعة من المحاسبين وممثلي التعاونيات والجمعيات من الولوج للبوابة بسلاسة، بعد ان ظلت هذه العملية مستعصية طيلة الفترة الماضية، وهي خطوة من شأنها أن تنعكس في القادم من الأيام على عملية التصريح بالبحارة، وتسوية وضعيتهم الإجتماعية، لاسيما بعد المشاكل والتحديات التي إعترضت البحارة طيلة الأشهر الأولى من عمر المنصة الإلكترونية.
وظل المتدخلون في قطاع الصيد من مهنيين ومحاسبين يؤكدون على ضرورة معالجة مختلف التحديات التي تواجه هذا المشروع الهام، الذي تم إطلاقه بشكل رسمي في شهر أبريل المنصرم، حيث أكد المتدخلون أن الغاية من هذا المشروع الرقمي هو الإرتقاء بالخدمات الإجتماعية الموجهة للبحارة وتسريعها، غير أن واقع الحال ظل بعيدا عن الإنتظارات في ظل المشاكل التي تواجه المشروع على المستوى التقني والمعرفي.
ويؤكد الجهاز الإداري المشرف على الورش الرقمي، أن هناك حماس كبير ورغبة جامحة ، على جعل البوابة أكثر سلاسة، إذ هناك إهتمام كبير في الوسط الإداري لجعل البوابة ألية حقيقية لتطوير الخدمات الإجتماعية الموجهة للبحارة، وهو ما يفسر اللقاءات التواصلية المفتوحة مع الفاعلين ، التي تؤكد من خلالها الإدارة الوصية إنفتاحها على تلقي النقذ البناء في إتجاه تصحيح الإختلات الحاصلة، موضوع شكايات الصيادين والمهنيين في حدود ما تسمح به القوانين المنظمة، فيما تبقى بعض التحديات رهينة بمعالجة تشريعية.