أكادير .. إجتماع يرفع الحجم التجاري للأنشوبا إلى 70 وحدة في الكيلوغرام ويسقّف المصطادات في 13 طن للمركب في الرحلة (+ فيديو)

أجمع المشاركون في إجتماع إحتضنته غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بأكادير بعد ظهيرة اليوم الأربعاء،  على هول الكارتة التي عرفته سواحل أكادير يوم أمس الثلاثاء ، بعد إعادة مراكب السردين لمئات الأطنان من أسماك الأنشوبا النافقة إلى السواحل المحلية ، مخافة الوقوع في شباك المراقبة بالنظر لعدم قانونية الحجم التجاري .

وإنعقد هذا اللقاء بحضور مندوب الصيد البحري بأكادير وممثل عن المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري،  إلى جانب ثلة من أعضاء الغرفة المحسوبين على الصيد الساحلي صنف السمك الصناعي ، وكذا ربابنة وتجار ، حيث يأتي الإجتماع للوقوف على واقع المصيدة، وتدارس الحلول الممكنة، بالنظر لوجود أسماك أنشوبة تتميز بأحجام جيدة من حيث الرؤيا، لكنها تفتقد للوزن، ما يجعلها تتجاوز العدد المسموح به عند إخضاعها لإختبار الحجم التجاري، الذي يعتمد على الوزن بمعدل 60 وحدة في الكيلوغرام ، مع هامش خطأ في حدود 05 في المئة وهو الحجم الذي يعود إلى تمانينيات القرن الماضي.

وخلص هذا اللقاء إلى إعتماد 70 وحدة في الكيلوغرام ، مع تسقيف حجم المصطادات للمراكب خلال الرحلة الواحدة في 13 طنا بما يضمن التحكم في حجم المفرغات، لتحفيز التثمين وتحقيق المقاربة الإجتماعية من جهة ويصون المصايد المحلية من جهة آخرى. وهو إتفاق يكتسي طابع العرف المهني ، والمؤقت ، في إنتظار حسم الوزارة الوصية مسألة الإنتقال من نظام القالب المبني على عدد الوحدات في الكيلوغرام عند إحتساب الحجم التجاري، إلى نظام القياس.  حيث قدمت الوزارة الوصية في وقت سابق مقترحا ينص على قياس في حدود 13,5 سنتمترا لسمكة الأنشوبا، وهو قياس يبقى محط نقاش في الوسط المهني، الذي يطالب بتقليصه إلى 11,5 سنتمترا للسمكة.

وكان مندوب الصيد البحري قد أكد في اللقاء، أن مصالحه عمدت إلى سحب سجلات بعض المراكب ، كما تم تسجيل مخالفات في حقها بعد تورطها في صيد أسماك بقالب يضم أزيد من 72 وحدة في الكيلوغرام، هذا في وقت أكد عدد من الربابنة في تدخلات متطابقة خلال اللقاء،  أن أغلبية المراكب قد خدعت في الحجم التجاري. لكون أسماك الأنشوبا ساعة صيدها ، كانت توحي بأنها في الحجم القانوني ، مبرزين أن ساعة الصيد كان الحجم في حدود 64 إلى 66 وحدة في الكيلوغرام ، لكن مع الوصول إلى الميناء يتراجع الوزن ، ويصبح في حدود 72 إلى 73 وحدة ( سمكة) في الكيلوغرام ، وهو المعطى الذي يصبح معه المركب في حكم المخالف للقانون.

إلى ذلك كشف ممثل المعهد الوطني للبحث في الصيد، أن المصيدة حاليا تتميز بإنتشار أسماك أنشوبا في حجم يتراوح بين 66 و67 سمكة في الكيلوغرام ، مبرزا في ذات السياق أن الأسماك تظهر في أحجام جيدة من حيث الرؤيا ، لكنها تفتقد للوزن في هده المرحلة ، بالنظر لكون أحشائها فارغة، حيث أن الأنشوبا تصبح في أوزان جيدة في الصيف، وهو ما يجعل هذه المرحلة إستثنائية، فيما أكد ممثل المعهد على أهمية إعتماد القياس بدل الوزن ، لتلافي مثل هذه اللخبطة التي تعرفها الساحة المهنية اليوم .

ودعا مهنيون إلى ضورة مراجعة القياس المعلن من طرف الوزارة الوصية، بما يجيب على إنتظارات المهنيين ويحفز السياسة الإصلاحية، وفق مقاربة تستحضر التدابير المعتمدة على المستوى الدولي ، فيما اشار أحد المهنين أن من غير المعقول أن الوزارة الوصية، ترخص للوحدات الصناعية لإستيراد أسماك أنشوبا بحجم تجاري يبلغ أزيد من 100 سمكة في الكيلوغرام، فيما ترفض الترخيص لصيد اسماك بذات الحجم على مستوى السواحل المغربية ، وهي مفارقة غريبة تحتاج لوقفة تأمل ونقاش جاد بخصوص هذه الوضعية.

وكان اللقاء قد تبرأ من السلوكيات الشادة التي تصدر عن بض الربابنة، الذي يستهدفون صغار الأنشوبا ، حتى أن المشاركون في اللقاء إستنكروا وبشدة هذه السلوكيات، داعين الإدارة في ذات السياق إلى عدم التساهل مع المخالفين ، والضرب بيد من حديد ، خصوصا وأن المهنيين اثاروا ضمن اللقاء، بأن هناك بعض المراكب التي إصطادات  صغار أنشوبا  تفوق 120 إلى 200 وحدة في الكيلوغرام ،  وهو سلوك غير مقبول بالبثة والمطلق،  كما نددوا بإعادة مئات الأطنان من هذا السمك إلى البحر في مشهد غير أخلاقي ومقرف ، ما يفرض التعاطي بكثير من الجدية مع هذه التصرفات الشادة .

وأكد المتدخلون في ختام اللقاء الذي ترأسه عبد الرحيم الهبزة، نائب رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى ، على ضرورة التحلي بالسلوك الرشيد في المصيدة ، وحماية الصغار على إعتبار أن اي ضرر يلحق بالمصيدة، سيدفع ثمنه مهنيو الصيد، الذين سيفقدون مصايدهم التقليدية والإستراتيجية، حيث أجمع الجميع على حساسية المرحلة التي تحتاج لتدبير حكيم، يستحضر خصوصية المصيدة ويجيب على الإنتظارات المهنية. وهو معطى يبقى في حاجة إلى قرارات ميدانية من طرف المعهد الوطني للبحث في الصيد على مستوى المواكبة ، وكدا سياسة دينامية على مستوى الإدارة ، مع وعي مهني ناضج، حيث الكل مطالب بتحمل مسؤوليته في هذه المرحلة.