إحتضن شاطئ الدالية مؤخرا نشاطا بيئيا إستهدف تنظيف قاع البحر من النفايات البلاستيكية. وذلك بتنظيم وبمشاركة من نادي الغوص والرياضات البحرية بطنجة، حيث عرفت هذه المبادرة البيئية التحسيسية إنتشال ميات من النفايات إلى جانب توعية الناشئة من طرف المشاركين بمخاطر النفايات على البيئة البحرية.
وتهدف المبادرة إلى التحسيس بأهمية المحافظة على البيئة والحد من تلويث السواحل المحلية ، ومن خلالها الحد من تركز النفايات التي تؤثر على النظم الإيكولوجية بالساحل وعلى جودة مياه الاستحمام بالشاطئ. فيما تسعى هذه المبادرة، إلى تسليط الضوء على السلوكات غير الرشيدة في التعاطي مع البيئة البحرية ، ولفت الانتباه إلى تأثيرها على السواحل المحلية ، والعمل على تقويمها من خلال ورشات تحسيسية حول التلوث البحري (التلوث السائل، الشباك الشبحية، التلوث البلاستيكي…) وحملات في النظافة.
وفي موضوع متصل كشفت دراسة قامت بها مؤسسة “بيغ ثينك” للاستطلاعات في وقت سابق، أن حجم خيوط شباك الصيد التي يتم التخلص منها في المياه المالحة من طرف الصيد التجاري يمكن أن تدور حول الأرض أكثر من 18 مرة. ووفق ذات الدراسة التي تعد خلاصة للإستطلاعات التي أجرتها مؤسسة “بيغ ثينك” بسبعة من أكبر دول العالم في الصيد البحري، ضمنها المغرب بما في ذلك بيرو وإندونيسيا والولايات المتحدة ، لمعرفة كمية العتاد التي تدخل المحيط.
ويستخدم الصيادون أنواعًا مختلفة من الشباك لصيد أنواع مختلفة من الأسماك. حيث خلصت الدراسة أن كمية الشباك التي تتناثر في المحيط كل عام، تشمل 740000 كيلومتر من الخيوط الطويلة، وما يقرب 3000 كيلومتر مربع من الشباك الخيشومية ، و218 كيلومترا مربعا من شباك الجر و75000 من الشباك السينية. كما يفقد الصيادون أكثر من 25 مليون وعاء ومصيدة وحوالي 14 مليار خطاف طويل كل عام.
وتغطي هذه التقديرات مصايد الأسماك التجارية فقط، ولا تشمل كمية خيوط الصيد وغيرها من المعدات التي فقدها الصيادون الترفيهيون. فيما قدرت الدراسة أن ما بين 1.7 في المائة و 4.6 في المائة من جميع النفايات البلاستيكية البرية تنتقل إلى البحر. ما يجعل من المحتمل أن تتجاوز هذه الكمية معدات الصيد المفقودة.
ويمكن أن تتسبب معدات الصيد المفقودة ، والمعروفة باسم معدات الصيد الشبحية ، في أضرار اجتماعية واقتصادية وبيئية جسيمة. حيث تشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الحيوانات تموت كل عام من الصيد غير المتعمد في شباك الصيد. يمكن أن تستمر الشباك المهجورة في الصيد العشوائي لعقود خصوصا وأن معدات الصيد هي مصممة اساسا لصيد الحيوانات ، ما يؤكد أنها أكثر أنواع التلوث البلاستيكي إضرارًا بالبيئة. كما تشير الدراسة أن 2 في المائة من جميع معدات الصيد المستخدمة في جميع أنحاء العالم، تؤدي إلى تلويث المحيطات والبحار.