تداول بعض النشاطاء في مواقع التواصل الإجتماعي بالعيون في الأيام الاخيرة، صورا توثق لكميات مهمة من الأخطبوط معروضة بشكل عشوائي بسوق السمك بطرفاية، إذ تظهر مفترشة الأرض وموزعة على شكل مجموعات أو “عرام” بفضاء السوق، في تناف صارخ مع شروط الجود وضمانات السلامة الصحية.
وأكدت مصادر جمعوية أمدتنا بالصور، أن سوق السمك بطرفاية يعيش مجموعة من الظواهر الغريبة، يبقى أبرزها عرض المنتوجات البحرية في ظروف تفتقد لشروط السلامة الصحية، في تناف مع الشعارات التي ترفعها الإدارة الوصية بخصوص تثمين المصطادات، وتحسين تنافسيتها ، سيما عندما يتعلق الأمر بمصطادات بحرية ستوجه للأسواق الخارجية .
وحملت المصادر المسؤولية كاملة للمكتب الوطني للصيد، في عدم توفير الصناديق الكافية . كما إتهمت المكتب الوطني للسلامة الصحية بالتقصير في القيام بواجبه، واتخاذ خطوات تمنع تكريس الوضع، الذي يخدش جودة المنتوجات البحرية، ومعه صورة السوق و مختلف الإدارت المتدخلة.
وحتى نتتبث من حقيقة الصور إتصلنا بحسن مهيرة، وهو مهني في الصيد التقليدي بطرفاية، إذ اكد لنا ان الصور لا توثق لوضع قائم، بقدر ما يمكن إدراجها في خانات الحالات الشادة، مسجلا أنها تعود لبداية إنطلاق موسم الصيفي لصيد الأخطبوط، وهي الانطلاقة التي اتسمت بنوع من “اللخبطة” والتي إستغلها بعض المهنيين في “تفريش” مصطاداتهم بشكل عشوائي داخل السوق، في ظل الإكتضاض الذي عرفه الميناء.
من جهته أفاد حيضرة بوصولة، وهو رئيس جمعية تنمية قوارب الصيد البحري بطرفاية، أن الصور المتداولة هي تعود لتاريخ قديم، قبل إعمال إلزامية الصناديق البلاستيكية ، مسجلا أن السوق يستجيب للمعايير الوطنية في شروط العرض، والتي تراهن على تثمين المصطادات. مسجلا أن بحارة قوارب الصيد التقليدي يواضبون على الإلتزام بوضع مصطاداتهم في الصناديق المخصصة لها كما تظهر الصورة المصاحبة التي ألتقطت هذا الأسبوع بسوق السمك بطرفاية، وذلك حرصا على جودتها وسلامتها. وهو الأمر الذي تعكسه الأثمنة المتداولة داخل السوق يسجل حيضرة، حيث تجاوت أثمنة الأخطبوط 120 درهما .
إلى ذلك أوضحت مصادر عليمة، ان الأيام الأولى من موسم صيد الأخطبوط سجلت نوعا من الإكتضاض، خصوصا بعد دخول مراكب الصيد بالجر على الخط ، إذ أصبحت بدورها تفرغ مصطاداتها بالميناء، ما تسبب في نوع من الإرتباك لمصالح المكتب الوطني للصيد نتيجة النقص الحاصل في الصناديق البلاستيكية. وهو وضع لجأت معه مصالح المكتب الوطني للصيد إلى الصناديق العازلة المخصصة للصيد التقليدي في كثير من الأحيان ، لإحتواء مفرغات الصيد بالجر، وعرضها داخل السوق.
وأكدت ذات المصادر أن الحالة التي تتحدث عنها صورة الأخطبوط المفترش للأرض ، تبقى جد معزولة، ولم تستمر إلا لدقائق قليلة جدا، حيث قام البحارة بيسط مصطاداتهم، لكن مصالح المكتب شوهدت وهي تتدخل في حينه، إذ تمكنت في وقت وجيز من إجبار المهنيين على تجميع مصطاداتهم، وإلزامهم بشروط العرض المتفق عليه داخل أسواق السمك التابعة للمكتب الوطني للصيد البحري.
ويعرف سوق السمك بطرفاية رواجا مهما، في ظل نشاط قرابة 200 قارب للصيد التقليدي، وكدا مراكب الصيد بالجر، ما يجعل من السوق خلية نحل بسبب النشاط المتزايد للقطع البحرية. إذ أشارت مصادر مطلعة ان الحصة اليومية المسموح بصيدها من طرف قوارب الصيد التقليدي، محددة في 80 كلغ من الأخطبوط ، مؤكدة أن متوسط اثمنة هذا الصنف من الأحياء المائية، تراوح بين 77 و78 درهما، فيما تراوحت أثمنة الأحجام الجيدة بين 115 و125 درهما. وهي أرقام تبقى حسب ذات المصادر ، واعدة بالنسبة لمختلف المتدخلين في قطاع الصيد البحري بالمنطقة .