شب حريق بعد زوال اليوم الإثنين 25 دجنبر 2017 بعدد مهم من مستودعات البحارة بقرية الصيد البويردة “تشيكا” بالداخلة، ملحقا أضرارا مادية جسيمة بمخازن وممتلكات البحارة دون تسجيل أي خسائر في الأرواح.
وحسب مصادر مطلعة من الداخلة فإن الحريق قد أتى على عدد كبير من المستودعات، ملحقا أضرارا مادية جسيمة بهذه المخازن و معها معدات البحارة، حيث ساهمت المواد القابلة للإشتعال المتوفرة بقوة سواء داخل المستودعات وكدا في أفضية القرية ، خصوصا المحروقات وقنينات الغاز التي سمع دويها على بعد كيلومترات من مكان الحادث، في توسع النيران .
وتسارع السلطات المختصة مدعومة بالبحارة وكذا فرق الوقاية المدنية الزمن، من أجل إخماد النيران والسيطرة على الحريق، الذي لازال يهدد بإلتهام المزيد من المستودعات او “البراكات”، المفتقرة لأبسط ظروف العيش، والمبنية بواسطة متلاشيات الخشب و القزدير و البلاستيك والإسفنج، فضلا عن بقايا الملابس. وهو ما يجعلها قابلة للإشتعال في تفاعل بسيط مع النيران، سيما انها تحتوي على الأطنان من المحروقات التي تستعمل في رحلات الصيد. حيث توجد حالة إستنفار قصوى لعزل مكان الحريق، في أفق الحيلولة دون إمتدادها إلى المزيد من أرجاء القرية.
ومن المنتظر ان يعود عشرات البحارة أدراجهم هذا المساء عائدين من رحلات الصيد ، حيث سيفاجأون بإلتهام النيران لمستودعاتهم ما يضعهم في مواجهة المجهول ، حيث وجهت هيئات مهنية تنشط بالمنطقة نداءها لوالي صاحب الجلالة على جهة الداخلة واد الدهب من أجل مساعدة البحارة على تخطي هذا “المصاب” وتجاوز الأزمة ، سيما أن البحارة أصبحوا اليوم بلا مأوى ، فالعشرات منهم سيفترشون هذه الليلة العراء تقول المصادر، فهم في حاجة لمساعدة حقيقية من مختلف المتدخلين.
ويحلم المهنيون بجعل قرية الصيد البويردة قرية نموذجية لكونها تعتبر من الركائز ضمن الإقتصاد المحلي، لما تدره على خزينة المنطقة من مداخيل مالية مهمة، تستثمر في تنمية المنطقة دون ان يكون لها الأطر الإيجابي على مهنيي الصيد . فالحاجة اليوم تسجل مصادر مهنية، إلى التعاطي مع قرى الصيد على أساس الكرامة الإنسانية والعيش الكريم، منبهة في ذات السياق إلى أن الحريق الذي يأتي ضمن سلسلة من الحرائق التي عرفتها المنطقة، سيعود إلى الإندلاع في مناسبات أخرى، ما دامت الظروف المساعدة متواجدة داخل القرية.
وتسارع وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية الزمن لإطلاق مشروع تهيئة قرى الصيد بجهة الداخلة واد الدهب، بعد أن زارت لجنة خاصة بعض قرى الصيد شهر يوليوز المنصرم، لدراسة تشييد مساكن لائقة للبحارة بقرى أنتريفت و”البويردة” و”العين البيضا”. وهي القرى التي وردت أسماؤها في الإتفاق الموقع ضمن المشروع التنموي للأقاليم الجنوبية، حيث أكدت مصادر مطلعة أن الإعتمادات المالية لتفعيل برنامج قرى الصيادين جاهزة اليوم، في أفق إطلاق الأشغال مع مطلع سنة 2018.