دعا يوسف بنجلون رئيس الغرفة المتوسطية بطنجة أمس بالقصر الصغير إلى إعتماد راحة بيولوجية موسمية لسمك البوراسي، إسوة بمجموعة من األصناف السمكية لضمان إستعادة هذا النوع من الأسماك لتوازنة بالمصايد المغربية ، لا سيما بعد أن أصبح هذا النوع السمكي يعاني تناقصا كبيرا مقارنة مع العقود الماضية .
وسجل بنجلون الذي كان يتحدث في مداخلة له ضمن أشغال اللقاءء التواصلي والتحسيسي الذي تطرق لمجموعة من القضايا الأساسية التي تهم التحديات التي تواجه قطاع الصيد، بحضور خبراء وفاعلين ومسؤولين، إلى جانب عدد من الهيئات المهنية، سجل أن هذه الخطوة تحتاج لتوافق مهني، في اتجاه تمكين المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، من القيام بدراسات وأبحاث تنسجم مع تطلعات المهنيين بخصوص أسماك البوراسي، الذي ظل صيده يشكل أحد الخصوصيات بالمنطقة .
وطالب بنجلون المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بمزيد من الإنفتاح على قضايا المهنيين المرتبطة بالمصايد السمكية، وفتح أبواب المؤسسة العلمية التي تم إنجازها بمعايير دولية ب “كاب مالاباطا”، على تحديات المنطقة المتوسطية ، حيث الرهان على إيجاد إيجابات على مجموعة من التحديات، سواء المرتبطة منها بالتغيرات المناخية، أو تلك التي أصبحت على شكل اختلالات في بعض المصايد وما رافقها من تحولات عميقة في بنية المصايد المحلية.
وشدد بنجلون من جهة أخرى على أهمية إنفتاح المؤسسات التكوينية البحرية، على عموم الشباب بالدائرة البحرية للغرفة المتوسطية، وذلك إنسجاما مع الرؤية الملكية بخصوص تأهيل الشباب، وجعلهم أكثر إستجابة لسوق الشغل ، ملتمسا في سياق متصل من غرفة التجارة والصناعة والخدمات، فتح قاعاتها في إطار نوع من الشراكة مع معهد تكنولوجيا الصيد البحري بالعرائش، أمام دورات تكوينية متنوعة في قطاع الصيد. ترتكز على مبدإ التناوب ، لتمكين الشباب من التوفر على ثقافة بحرية، إلى جانب تعزيز العرض التكويني لصالح البحارة والمتدربين. وذلك في أفق جعلهم أكثر إنسجاما مع تطور القطاع الذي يساهم بقرابة 4 في المائة من من الإنتاج الوطني على مستوى الحجم، وبقرابة 19 في المائة من حيث القيمة.
ونوه بنجلون بأهمية هذه المفارقة بين محدودية الحجم وأهمية القيمة، التي تصل ل19 في المائة على المستوى الوطني ، ما يبرز التطور الحاصل على مستوى العقلية البشرية من حيث جودة وتثمين المنتوج البحري. وهو ما يتطلب تعزيز هذه التميز ، مؤكدا في سياق متصل، أن برنامج تعميم الصناديق العازلة للحرارة في قطاع الصيد التقليدي الذي وصل اليوم للدائرة البحرية لطنجة، بعد كل من الحسيمة والمضيق والناظور ، هو يندرج في إطار صيانة جودة المنتوجات البحرية، وتثمينها بما يساير إنتظارات مهنيي الصيد التقليدي، مشيدا بإنخراط مختلف المتدخلين في إنجاه هذا البرنامج خصوصا وزارة الصيد البحري.
وفي موضوع متصل بالصيد التقليدي بالقصر الصغير، سجل بنجلون انه كان سببا في تعثر مشروع تزويد نقطة التفريغ المحلية بمحطة للوقود بعد إعتراضه على دفتر التحملات ، مبرزا أن الكيفية التي كان سيخرج بها المشروع هي لا تتماشى مع تطلعات مهنيي المنطقة، بإعتبار دفتر التحملات كان سيوفر بلغة البحارة طاكي في حدود 20 طن من البنزين و20 طن من الكازوال. وهو حجم لا يتناسب بتاتا مع خصوصية القطاع بالمنطقة ، حيث طالب بنجلون بضرورة توفير 150 طن على الأقل، تضم 100طن من الكازوال و 50 طن من البنزين . كما إلتمس في ذات السياق من رئيس غرفة الصناعة والتجارة الدخول في مشاورات مع عامل الإقليم من أجل التسريع بإخراج دفتر التحملات لتمكين نقطة التفريغ من محطة وقود تستجيب لمطالب بحارة المنطقة.
وأشار بنجلون بأن القصر الصغير تحضى بأهمية خاصة لدى الغرفة المتوسطية بطنجة ، لما يمثله القطاع بهذه المنطقة من أهمية في تشغيل الساكنة ، بإعتباره يوفر 1000 فرصة شغل مباشرة، كما يوفر القوت اليومي لألاف المواطنين بالمنطقة. ناهيك عن كونه أحد الروافد المهمة للإقتصاد المحلي. كما أن المدينة ضمت عبر التاريخ بحارة متمرسين ، وهي كلها معطيات تعكس أهمية قطاع الصيد بالمنطقة. وهو ما يتطلب صيانة هذه الخصوصية وإحاطتها بمزيد من العناية من طرف مختلف المتدخلين .
يذكر أن اللقاء التواصلي الذي نظم من طرف الغرفة المتوسطية بشراكة مع الجمعيات المهنية لقطاع الصيد التقليدي، سجل إلقاء مجموعة من العروض، أحدها تحت عنوان قطاع الصيد البحري ونظام الحصص ” قدمه الخبير محمد الملولي الادريسي، رئيس المركز الجهوي للمعهد الوطني للبحث فــي الصيد البحري بطنجة، تم عرض بعنوان “ أي تكوين لبحارة الصيد التقليدي؟ ” قدمه مصطفى الرياضي مدير معهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائـــش. بالإضافة إلى عرض آخر هم ” أثر المناخ الجديد المحتر على الثروة السمكية ” ألقاه الخبير الدولي في علم المناخ محمد سعيد قروق أستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
كما تضمن جدول أعمال اللقاء مجموعة من الكلمات التي تناوب على إلقائها ، كل من مندوب الصيد البحري بطنجة حول مستجدات الصيد البحري، والمديرة الجهوية للمكتب الوطني للصيد، ورئيس غرفة الصيد البحري المتوسطية، إلى جانب رئيس الجامعة المغربية لغرف التجارة و الصناعة والخدمات، و رئيس غرفة التجارة و الصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة. كما شهد اللقاء مجموعة من المداخلات لجمعيات الصيد التقليدي بإقليم الفحص أنجرة ، فيما تم إختتام اللقاء بتكريم مجموعة من الوجوه البحرية في قطاع الصيد.