دعا عدد من الفاعلين الملتئمين أمس الخميس ضمن اشغال لقاء دراسي ببعد تواصلي، حول موضوع السلامة المهنية في قطاع الصيد البحري وتحديات حوادث الشغل، إلى تعزيز الوعي في صفوف رجال البحر بأهمية التسلح بأدوات السلامة، وإكتساب ثقافة الإنقاذ وتجنب الحوادث من طرف الربابنة والبحارة على حد السواء.
ويأتي هذا النداء في سياق الحوادث المتتالية التي شهدتها مجموعة من السواحل المغربية، خصوصا الحادث الأخير بالداخلة الناجم عن إصطدام مركب للصيد بالخيط مع سفينة تجارية، والذي كانت حصيلته جد ثقيلة بعد فقدان 11 بحارا. حيث تعتبر التوعية حسب التهامي المشطي الإطار بمعهد تكنولوجيا الصيد البحري بالعرائش احد المتدخلين ضمن أشغال اللقاء، هاجسا يجب إدكاؤه وتعزيز ميكانزماته، في صفوف المشتغلين في قطاع الصيد. وذلك في أفق تلافي المزيد من ضياع الأرواح، التي يتم فقدانها واحدة تلوى الآخرى بالسواحل المغربية.
ونظم هذا اللقاء من طرف جمعية الكرامة لبحارة الصيد الساحلي بالعرائش، بشراكة مع معهد تكنولوجيا الصيد البحري بالعرائش وبمشاركة من جمعية أصدقاء الصحة بالمدينة إلى جانب الجامعة الملكية للإنقاذ، إذ يدخل في سياق الأيام الوطنية والجهوية، حول السلامة البحرية التي تنظمها مختلف مؤسسات التكوين البحري على المستوى الوطني شهري أكتوبر ونونبر. وذلك بغرض التحسيس بتحديات السلامة المهنية في قطاع الصيد ، ومعها سبل الوقاية من حوادث الشغل على مستوى القطاع.
وعرف اللقاء الرامي إلى غرس ثقافة السلامة البحرية عند البحارة وكذلك عند متدربي مؤسسات التكوين البحري حسب تصريح الصديق خالد منسق العروض باللقاء، والعضو بالمكتب المسير لجمعية الكرامة للصيد الساحلي، مجموعة من العروض، همت موضوع “السلامة المهنية البحرية من منظور القانون الدولي” جمع محاوره التهامي المشطي، فيما تطرق حميد الكنوني لمحول “حوادث الشغل في قطاع الصيد”، دون إغفال العرض الذي حضره أحد المتدربين قارب من خلاله، “أهمية ادوات السلامة البحرية في انقاذ الأرواح البشرية عند وقوع حادث في البحر”. وذلك إلى جانب المشاركة القوية لجمعية أصدقاء الصحة، حول موضوع “الأمراض المهنية عند البحارة”.
ونوه الصديق خالد بقيمة النقاش الناجم عن العروض التي تم إلقاؤها، وكذا الخلاصات المحصّلة من خلال التدخلات ، والتي شددت في مجموعها على ضرورة إنخراط مختلف المتدخلين، لتعزيز مبادئ السلامة والإنقاد ، لإيقاف نزيف الأرواح البشرية بالبحر، خصوصا أن اللقاء إستطاع مقاربة مجموعة من المحاور، التي إستفاد منها البحارة وكذا الربابنة ومتدربو المعهد، هؤلاء الذين ملأوا بمختلف شرائحهم التكوينية والمهنية قاعة العروض التابعة لمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بالعرائش.
وتعتبر مواضيع السلامة البحرية والإنقاذ من التحديات التي تواجه رجال البحر في قطاع الصيد ، حيث النداءات متواصلة بضرورة إعطاء عناية كبيرة لهذين المعطيين، لاسيما على مستوى التكوين المستمر ، وتعزيز الأدوات الكفيلة بحماية رجال البحر من خطورة المواقف، التي عادة ما تواجههم بعرض البحر. حيث يبقى التسلح بثقافة الحماية بشكل إستباقي ومعها التمكن من تملك الميكانزمات الوقائية عز الطلب ، لكونها تساهم في إخراج البحارة بنسب مهمة من المواقف الصعبة عند وقوع حادث من الحوادث لا قدر الله .