سميرة المجناوي واحدة من النساء اللاتي أثرين الساحة المهنية البحرية بأطر شابة، من خلال وظيفتها كأستاذة بالمعهد العالي للصيد البحري، حيث تخرج على يديها تلة من الربابنة والأطر على درجة عالية من الكفاءة المهنية ، هم يزاولون اليوم مهامهم بالقطاع سواء على ظهر سفن الصيد، أو بعدد من المؤسسات والإدارات المرتبطة بالصيد البحري.
تتذكر المجناوي بداياتها الأولى في قطاع الصيد، الذي نسجت معه علاقة متجددة، ترسم معالمها ظروف النشآة المعرفية والإحتكاك العلمي الأكاديمي، بعد أن ارتبطت بداياتها كطالبة بالمعهد العالي للصيد البحري. حيث تفتحت رغبتها في إكتشاف أغوار القطاع، لتبدأ هذا الرغبة في التغول والتطور، مع إشتغالها على ظهر سفن الصيد البحري. لتعود من جديد للمعهد العالي للصيد البحري بمدينة أكادير. لكن هذه المرة كمؤطرة واستادة، تستقبل كل سنة جيلا جديدا من الطلبة، دون أن يقطع ذلك حبل التواصل مع الطلبة القدماء.
وترى سميرة المجناوي أن المرأة المغربية، اكتسحت جميع المجالات المهنية، بما فيها قطاع الصيد البحري، الدي احتلت فيه مناصب عليا. وخير دليل على ذلك زكية الدرويش الكاتبة العاملة لقطاع الصيد البحري، المعروفة داخل الساحة البحرية المهنية بالمرأة الحديدية، كإمرأة نفتخر بها جميعا تؤكد المجناوي . وذلك من خلال ما قدمته و مازالت تقدمه من خدمات لقطاع الصيد البحري. فاليوم المرأة هي حاضرة داخل مختلف مؤسسات وإدارات قطاع الصيد البحري، جنبا الى جنب مع الرجال تضيف المصدر. هذا إضافة الى ولوجها الشق الميداني البحري، بالعمل داخل السفن البحرية وقوارب الصيد التقليدي كما هو الشأن ل” نساء بليونش ” مثلا.
وعلى النقيض من الإشاعات التي تحكم تفكير عامية المجتمع البعيدة عن قطاع الصيد البحري، والتي يبقى من أهمها توصيف بحارة الصيد بجميع أصنافهم و مراتبهم بقلة الاحترام في تعاملهم اليومي مع النساء العاملات بقطاع الصيد، تقول الأستادة بالمعهد العالي للصيد البحري، أن الواقع المعاش لا يمت لهده الإشاعات بأية صلة. لأن البحار الذي يمارس أصعب مهنة وأخطرها على الخصوص، يكون لديه حس من المسؤولية واحترام الذات والآخر كيفما كان، سواء العاملين أو العاملات في قطاع الصيد البحري. فالمعاملة الذكورية مبنية على الاحترام والتقدير والمآزرة ، ودعم العاملات، في قطاع الصيد البحري. علما أن الذي قام بتكوين المراة في بدايات إلتحاقها بالقطاع البحري، هو شقيقها الرجل. لأن العلاقة المهنية والعملية مبنية على نقاش معرفي بحري.
وبخصوص نظرتها للإستراتيجية القطاعية اليوتيس، تؤكد المجناوي أن النسخة الأولى من هذه الإسترتيجية، كانت على درجة كبيرة من الأهمية، حيث شكلت إضافة نوعية، أثرت قطاع الصيد البحري ككل، وبجميع مجالاته وتخصصاته. لأن العنصر البشري حضي بمكانة جد مهمة داخل الإستراتجية، من حيث تكثيف الأبحاث العلمية البحرية، بتأطير من المؤسسات الداخلية لوزارة الصيد البحري، و بتنسيق دائم مع مهني الصيد البحري. فالسير على نفس المنوال والاعتماد على التكوين المستمر في إستراتيجية اليوتيس الثانية، سيمكن العنصر البشري من تجاوز مجموعة من المعيقات. كما سيضمن تطوير قطاع الصيد البحري مستقبلا ككل.
وعلى مستوى أجنداتها المرتبطة بالقطاع سجلت مجناوي، أن الأهداف تبقى في تجدد مستمر، حيث تتطلع إلى الإنخراط أكثر في مجال البحث العلمي الأكاديمي. ودلك بهدف دمج المهارات التقنية في البحوث العلمية البحرية، ما سينعكس بشكل إيجابي على مستقبل التكوين في قطاع الصيد البحري .