يعد إرتفاع تركيز مادة الهيستامين في الأسماك أحد التحديات، التي تواجه الفاعلين المهنيين خصوصا في الأسماك السطحية الصغيرة ، حيث تتواصل الجهود لوضح حد لهذه الظاهرة، التي تعد من المعيقات الحقيقية للرقي بتسويق وتثمين الأسماك السطحية الصغيرة .
ولمواجهة هذا التحدي الذي يواجه جودة الأسماك، إحتضنت مدينة الإبتكار بأكادير مؤخرا ورشة عمل، سلطت الضوء على تحديات الهيستامين، حيث تم تقديم جهاز استشعار، حيوي يقدم نتائج سريعة لتركيز الهستامين، نظمها القطب التنافسي Haliopole ، بالشراكة مع مصالح المكتب الوطني للسلامة البحرية ONSSA ومجموعة BIOLAN صاحبة الجهاز. وذلك بحضور حوالي ثلاثين شركة مختصة في المنتوجات البحرية، إلى جانب فاعلين في تجارة السمك، ومجهزين في الصيد بالإضافة إلى شركاء مؤسسيين ونقابيين.
وتم تصميم هذا الجيل الجديد من الأجهزة، لدعم طريقة قياس جديدة، تهدف إلى زيادة تحسين الجودة والسلامة الصحية للأسماك. حيث يعد جهاز ألة استشعار حيوي إنزيمي ذكي، لقياس كمية الهيستامين في المنتجات السمكية. إوذلك من خلال توصيل جهاز القياس بسحابة من خلال منصة BIOLANglobal، والتي تتيح تخزين بيانات التحليلات وإدارتها بشكل آمن. فيما يعد استخدام BIOFISH 3000 بسيطًا ويقدم نتائج تركيز الهيستامين في أقل من دقيقتين، بطريقة بسيطة ودقيقة واقتصادية حسب الجهة المصنعة.
ولقي الجهاز الجديد ترحيبا في وسط الفاعلين المحليين، بإعتباره سيوفر تحاليل مخبرية سريعة للأسماك السطحية الصغيرة ، حيث أكد عمر بوعياد عضو الكنفدرالية الوطنية لتجار منتوجات الصيد البحري بالأسواق والموانئ الوطنية ، ان تبسيط عملية الفحص وتسريعها ستغني المجهزين والتجار عن توالي عمليات الرفض التي تطال منتوجاتهم السمكية من طرف المصانع ووحدات التجميد، مما كان يتسبب في تراجع جودتها بسبب كثرة الانتظار، حيث تتهاوي قيمتها المالية، حتى انه في كثير من الحيان يتم توجيه المصطادات إضطراريا إلى معامل دقيق السمك.
وحسب ذات المصدر المتخصص في تجارة الأسماك السطحية الصغيرة بالجملة ، والذي تابع أشغال الورشة ، فإن جهاز الفحص، سيمكن تاجر السمك من معرفة نوعية وقيمة المنتوج الذي بين يديه، من حيث درجات الجودة، وتحديد وجهة الأسماك قبل تنزيلها من المركب، إستنادا للتقنية الالكترونية التحليلية، التي تقوم بعملية تصنيف جودة الأسماك السطحية، في فترة قد لا تزيد عن دقيقتين. و ذلك من خلال الكشف عن نسبة الإيستامين، ما اذا كانت مرتفعة في الأسماك. وهو الآمر الذي سيسرع من معرفة جودتها قبل شرائها، أو إحالتها على المصانع، التي عادة ما تقوم بتحاليل الجودة التي قد تدفع في إتجاه رفض شحنة الأسماك.
كما سيمكن الجهاز الجديد الذي سيعزز الأدوار التي يقوم بها مختبر التحاليل التابع لقطب Haliopole بمركز فرز الأسماك السطحية الصغيرة بميناء أكادير ، من إعطاء إشعاعا لتجارة السمك ، وتقوية قدراتهم وديناميتهم ، إنسجاما مع إسترتيجية الوزارة في ضمان تنافسية الأسماك وجودتها وتثمينها. وهو الأمر الذي سيكرس مفهوم الجودة عند إستقطاب الأسماك وتجارتها وتثمينها، بما يضمن تحسين تنافسية السرالأسماك السطحية الصغيرة على مستوى التجميد والتصبير وسوق الإستهلاك.