تواصل صناعة سفن ومراكب الصيد المغربية خلق الحدث على المستوى المغاربي والقاري، بتصديرها لمركب جديد إلى الموانئ الفرنسية، وبالضبط إلى ميناء لوهافر، حيث تم تصنيع مركب الصيد “le prince” أو الأمير بخصوصيات دقيقة، بورش سوس ماسة بميناء أكادير ، لتأهيله من أجل إستهداف الصدفيات في السواحل الفرنسية .
وقال محمد باحمو المدير العام لورش سوس ماسة ، أن سرورا كبير يعتريه رفقة زملائه بالورش، في أن يكون هذا المركب، الذي إستهلك ستة أشهرمن العمل المتواصل، سفيرا حقيقيا للكفاءة المغربية ، لاسيما وأن مركب “الأمير” يعد رابع مركب، يصدّره الورش إلى الموانئ الفرنسية ، وهو مؤشر إيجابي يؤكد حجم الثقة التي أصبح يحضى بها ورش سوس ماسة في الأوساط المهنية الفرنسية. واشاد المصدر المسؤول في ذات السياق، بما وصفه بالإهتمام المتزياد الذي أصبحت تحضى به هذه الصناعة على المستوى الوطني، والتي كان من تجلياتها المواكبة الإدارية التي أظهرتها وزارة الصناعة والتجارة لعملية تصدير المركب .
وأبدع فريق العمل المغربي في صناعة مركب “الأمير” من مادة الألمنيوم بورش سوس ماسة ، بطول يمتد ل 9.88 متر وعرض في حدود 3.60 متر، حيث يضم محركا من نوع “JOHN DEERE” “جو ندير” بقوة 350 حصانا. فيما يتسع خزانه لطن واحد من الكازوال. ويتيح إمكانية قيادته وتشغيل ميكانزماته المختلفة من طرف بحارين فقط، يقول يوسف الأزرق مسؤول تقني بورش سوس ماسة .
وأصبح هذا الإهتمام المتزايد بالورش المغربي، يثير نقاشا قويا في الأوساط الفرنسية، حيث علق فاعلون فرنسيون على أن المجهزين المحليين، أغرموا إلى حد بعيد بالكفاءة المغربية، التي يتوفرعليها الورش السوسي، وكذا التكلفة المنخفظة التي تقل بشكل كبير عن تلك المتداولة بفرنسا بنسب تتراوح بين 25 و30 في المائة ، ما جعل الصحافة الفرنسية، تعلّق على هذا الإهتمام بكون الأوراش الفرنسية أصبحت في خطر حقيقي، في ظل هذا الإهتمام المتزايد الذي يقوي المنافسة الخارجية، حيث أظهرت السفن المغربية، قدرتها على المنافسة وتجاوزمختلف الإختبارات ، بل أكدت تفوقها وهي تبحر بالسواحل الفرنسية.
ويتيح الوضع المتقدم للمغرب في علاقته مع الإتحاد الأوربي إمكانيات كبيرة في هذا السياق، حيث تؤكد إدارة الورش المنتشية بتصدير مركب لصيد الأسماك السطحية الصغيرة إلى الجارة موريتانيا قبل أيام فقط، تؤكد توفرها على مشاريع جديدة مع مجهزين أوربيين. وهو ما يفتح الباب أمام مجموعة من الأسئلة، المرتبطة بالإهتمام بهذه الصناعة على مستوى سوس ماسة، بإعتبارها تحتاج لعناية خاصة، نظير ما تقدمه من إشعاع قوي بخصوص التطور الصناعي للجهة التي تراهن على هذا النوع من الصناعات في المستقبل القريب.
وكان وزير الصناعة والتجارة قد قام في وقت سابق بزيارة لورش صناعة السفن سوس ماسة، ووقف بشكل يحفّه الإنبهار، لأهمية العمل الصناعي الذي يقوم به الورش المتخصص في السفن الفولاذية، حيث ترسخت قناعة حقيقية لدى الوزير بأهمية العمل القاعدي الذي ينجز على الأرض، لتبني فكرة موضوعية تؤكد أن صناعة سفن الصيد بالمغرب، هي أمر واقع، وأن سيطها تجاوز حدود البلاد بإفريقيا وأسيا وأوربا، وأن هذه الصناعة تحتاج اليوم لتحفيزات حقيقية، تتيح لها التطور. لأن ما ينجز اليوم على مستوى الأوراش، يبقى نتيجة تضحيات وإجتهادات خاصة، تحتاج للمواكبة والدعم على مستوى سلطات القرار والفاعلين المحليين.