يعيش الوضع المهني بمصيدة الأخطبوط حالة من الترقب، بعد أن شارفت اغلب وحدات الصيد بالمصيدة الجنوبية على إستنفاذ الكوطا المخصصة لها برسم الموسم الشتوي، في وضعية لم يعشها الفرقاء المهنيون مند مدة بعيدة.
ويطالب المهنييون بمراجعة حصة الأخطبوط، وتعزيز الكوطا المخصصة للموسم مع تمديد فترة العمل إلى نهاية شهر ابريل، لاسيما وأن شهر رمضان الأبرك على الأبواب.وذلك إنسجاما مع الوفرة التي تشهدها المصيدة ،مند إنطلاقة الموسم الحالي, كما يؤكد ذلك حجم المبيعات المحققة وكذا الأحجام التجارية القانونية, التي إستقبلتها الأسواق المحلية. هذا ناهيك عن المفرغات المهمة لسفن الصيد التي تعمل بنظام التبريد والتجميد .
وقال مولاي الحسن الطالبي العضو بالغرفة الأطلسية الجنوبية، أن الزيادة في الكوطا الموسمية، ستكون بمثابة حصن منيع أمام مجموعة من السلوكيات، التي قد تهدد المخزون، لاسيما الصيد غير القانوني وغير المنظم وغير المصرح به الذي يترصد بالمصيدة. حيث ستكون السواحل المحلية مسرحا للصيد غير المشروع، من طرف ممارسي هذا النوع من الصيد والبيع السري، لبعض الوحدات الصناعية. فيلحق بذلك الضرر البليغ بأرباب القوارب والبحارة القانونيين. وتضيع معها حقوقهم وإستفادتهم من الضمان الإجتماعي.
وتؤكد ملتمسات المهنيين الداعية إلى رفع الكوطا ، أن هذه المراجعة ستكون بمثابة حاجز أمام مجموعة من الممارسات التحايلية، من قبيل رمي مصطادات لأجل تغييرها بمصطادات أحسن على مستوى الحجم والجودة، أو أن تقوم مراكب الصيد الساحلي بالجر، بالتصريح بحجم من الأخطبوط وتمرير آخر في السوق السوداء، وكذا قوارب الصيد التقليدي، لاسيما في ظل النشاط المتزايد لتجارة “الأوراق”، التي تستعمل في تبييض الأطنان من الأخطبوط، المتأتي من صيد غير مشروع، خصوصا وأن عددا من وحدات التجميد، تجد ظالتها في مثل هذه السلوكيات، التي تغذي توسع دائرة الصيد غير القانوني بالمصايد المحلية.
إلى ذلك يطالب مهنيو الصيد في أعالي البحار بدورهم برفع الكوطا المخصصة للموسم الشتوي ، لاسيما وأن عددا كبير من سفن الصيد هي اليوم على مشارف إستنفاذ حصتها الشتوية، على بعد قرابة 45 يوما من نهاية الموسم. وهو ما يضع السفن أمام مستقبل غامض، وسط مخاوف لدى المتتبعين، من طريقة تدبير ما تبقى من الموسم، بعد الترخيص للسفن بالصيد فوق 10 أميال بحرية مع فاتح مارس. وهو ما يتطلب تحرك إدارة الصيد، بإتخاذ إجراءات إستباقية وببعد إستثنائي لمسايرة موسم إستثنائي بمصيدة الأخطبوط.
وأمام هذا الوضع كشفت مصادر جد مطلعة أن إدارة الصيد وبتوصيات من معهد البحث، هي تتعامل مع وضعية المصيدة بنوع من الحذر، حيث ترفض في الوقت الحالي أي مراجعة للكوطا الموسمية ، وهو ما يطرح الكثير من علامات الإستفهام بخصوص مستقبل الموسم، مع إقتراب إستنفاذ مختلف الأساطيل للكوطا المخصصة لها. حيث الكل يعيش اليوم على أعصابه جراء حالة من الترقب، لما سيحمله الأسبوعان القادمان بدواليب إدارة الصيد ، التي تعاني ضغطا قويا، جراء الملتمسات المتزايدة التي تتوافذ عليها من الفرقاء المهنيين، الذين يجمعون على إختلاف توجهاتهم على مراجعة الكوطا المخصصة للموسم.
إلى ذلك عزت جهات مهتمة ، المخاوف القائمة لدى الإدارة الوصية ، إلى التوجس المرتبط بتدني الأثمنة، التي لم تشفى بعد في قطاع الأخطبوط. وهو توجس يرمي بثقله على الإدارة، التي تطمح إلى إستمرار التحكم في العرض، بشكل صارم، برهان إعادة، الأثمنة إلى مستوى من الإرتفاع، خصوصا بعد ان كانت قد لامست في وقت سابق على المستوى المحلي عتبة 150 درهما للكيلوغرام الواحد.
يتبع ..