قادت بعض الأبحاث العلمية المعمقة حول انعكاس الصيد بالجر على الحياة في القاع البحري ، إلى فكرة الحفاظ على التوازن الذي ينبغي تحقيقه بين استغلال ايجابي و مربح للمهنيين من جهة ، و كدا حماية البيئة البحرية من جهة أخرى .
وخلصت ذات البحات إلى إن الضرر الكبير الذي يحدثه الصيد بشباك الجر في العمق الذي تصله الشباك ، يتسبب في انعكاسات سلبية خطيرة على البيئة البحرية ، و على الموائل ، ما يستدعى بالضرورة القصوى إلى التأكد أولا من آليات الصيد المستعملة ، و تأثيرها على الحياة البحرية ، ما يتطلب التفكير مليا في الضوابط الفعلية و القانونية التي تنظم استعمال آليات معتمدة و موحدة لأسطول الصيد بالجر .
ونبهت الأبحاث إلى كون الآثار الجانبية السلبية التي يحدثها الصيد بالجر على الحياة البحرية ، لا تعد ولا تحصى ، سيما على مستوى الآليات و المعدات المستعملة أثناء رحلات الصيد ، باختلافها و اختلاف مكوناتها ، الأمر الذي ينعكس سلبا على دخل البحارة ، و يجعل التكلفة البيئة تتفاقم بشكل خطير .
وتؤكد مجموعة من التقارير العلمية إلى أن قاع البحار و المحيطات تعد موطناً للتنوع البيولوجي ، وخاصة الكائنات اللافقارية ، باعتبارها كائنات حية تغير بيئتها بشكل مفاجئ ، من قبل بناء هياكل مماثلة للشعاب المرجانية ، أو عن طريق الحفر في الرواسب ، باعتبارها أيضا تعيش على السطح السفلي ، أو تحته . وهذا يعطيها دورا أساسيا في نقل الكربون من الماء إلى الرواسب ، وكذلك في إطلاق العناصر الغذائية في الماء . وبالإضافة إلى ذلك ، تعد اللافقاريات القاعية مصدرا هاما للغذاء لكثير من الأنواع البحرية التي نستغلها ، مثل الأسماك أو المحار أو القشريات .
وسجلت التقارير المتطابقة أن النظم الإيكولوجية القاعية تعاني بشكل متزايد من الأنشطة البشرية، مثل ارتفاع وثيرة الصيد بالجر و بآليات مختلفة و غير مقننة و غير معتمدة ، ما يثير قلقا متزايدا بشأن الآثار الخطيرة لشباك الصيد بالجر ، و ما يدفع إلى المطالبة بإجراء دراسات علمية دقيقة، لتحديد مدى خطورة المشكلة ، و الأمور التي تستدعي المراقبة المستمرة ، و المعدات المستعملة التي تتسبب في ضرر أكبر على البيئة البحرية .
و في ظل غياب دراسة مفصلة ، برسوم خرائطية على مستوى تأثير شباك الجر القاعية في المصايد المغربية ، و غياب تقارير عن حجم الآثار التي تتسبب فيه شباك الجر ، و غياب الترسانة القانونية الملزمة لتحديد نوع الآليات و المعدات و المكونات المفروض استعمالها ، يبقى محور الحفاظ على الثروة السمكية ، و ضمانها للأجيال القادمة ، و الصيد الرشيد و المسؤول، مجرد شعارات رنانة ، لا تمت مع الواقع بصلة ، خصوصا مع تأكيد تقرير المعهد الوطني للبحث في الصيد على تراجع الثروة السمكية بنسبة حادة و خطيرة .
يشار أن اعتماد آليات صيد معتمدة من معاهد التكوين في الصيد و البحث العلمي ، من شأنه يالتخفيف من تأثير شباك الجر على الحياة البحرية و التنوع البيولوجي، الذي توفره البيئة البحرية ، و اعتماد كذلك تقنيات للحد من التأثيرات ، و تقليص معدل الوفيات القاعية بشكل تتناسب مع الأعماق، التي تصل إليها هده المعدات لتحديد حتى المراكز القاعية التي يحيط بها الخطر.