توصلت البحرنيوز بصور وفيديوهات من بعض ربابنة الصيد في أعالي البحار، تم توثيقها خلال الموسم الشتوي المنصرم بمصيدة الأخطبوط ، توثق بعض سفن الصيد وهي تتخلص من كميات كبيرة من الغراريف البلاستيكية التي إستوطنت السواحل الممتدة بين النقطتين البحريتين 24.00 و24.40، والذي تحول بفعل تهور بعض مهنيي الصيد، لحزام من الغراريف البلاستيكية، والفؤوس، إلى جانب الكثير من المتلاشيات التي تهدد مستقبل الأخطبوط بالمنطقة.
وقال عبد اللطيف عكرادي واحد من ربابنة الصيد الذين تحدثوا للبحرنيوز، أن شباك سفن الصيد أصبحت تنتشل عددا كبيرا من الغراريف البلاستيكية، المتخلى عنها من طرف قوارب الصيد التقليدي القانونية وغير القانونية، بعد أن يتم إستعمالها بطرق غير مشروعة في صيد الأخطبوط بسواحل الداخلة. حيث أبرز المصدر أن الأطقم البحرية أصبحت تضطر لرفع الشباك من أجل التخلص من هذه الغراريف، التي تعلق فيها وتعد بالمائات مهددة سلامة السفينة. هذه الآخيرة التي تصبح عرضة للإرتباك على مستوى المناورة، لكون هذه الغراريف تكون ممملوءة بالمياه، لتصبح الشباك ثقيلة.
وأفاد المصدر أن المشهد يوحي بوجود فوضوية، يترجمها وصول هذه الغراريف لأعالي سواحل المنطقة، والتي لم تعد تقتصر على الغراريف دات السعة الصغيرة ، وإنما تطورت لتصبح القوارب تعتمد أيضا على غراريف من حجم 30 لترا ، وهي معدات بلاستيكة خطيرة على مستوى المصيدة، لأن الكل يعلم أن هذه الغراريف تستعمل في صيد الأخطبوط ، وتشكل فخا للإناث، وهو ما يعتبر مجزرة حقيقية ضد الإستدامة ، حيث أن هذه الإناة عادة ما تكون في فترة الإباضة، فتختار هذه الغراريف لوضع يبوضها. فالعارفون بخبايا هذا النوع الرخوي، يؤكدون أن أنتى الأخطبوط قد تضع 50000 بيضة، فصيدها وقتلها يعني القضاء على الأطنان من الأخطبوط ، في غياب الوعي بخصوصية هذا النوع من الأحياء البحرية. إنها الأطنان من الإناث تلك التي يتم صيدها بشكل يومي بمصايد الجنوب من طرف المئات من القوارب غير القانونية إبان الراحة البيولوجية ، ما يؤكد حجم الصدمة والدمار الشامل الذي تتعرض له المصيدة .
ودعا اربان الصيد الوزارة الوصية إلى بعث فرق خاصة، للتحقيق في هذه الظاهرة، التي تخدش صورة المراقبة، بإعتبار هذه الغراريف يتم إدخالها من البر، في تناقض تام مع القوانين المنظمة لصيد الأخطبوط، التي تحرم إستعمال مثل هذه الآليات في الصيد. وذلك لما لها من إنعكاسات خطيرة على إستدامة هذا النوع من الأحياء البحرية، ما دامت الإنات هي التي تصطاد بشكل كبير في مثل هذه الأليات البدائية المستعملة في الصيد.
وترخص إدارة الصيد لقوارب الصيد التقليدي القانونية في موسم الأخطبوط، بإستعمال 300 من القوارير والغراريف ، فيما تمنع إستعمال الأقفاص والسلال المطعة من أجل صيد الأخطبوط ، غير ان القوارب تعمد إلى إستعمال أعدادا أكبر من الغراريف بطرق ملتوية ، وتتخلى عنها بعد نهاية موسم صيد الأخطبوط لتبقى في السواحل بما تحمله من أخطار بيئية وبيولوجية .
وتقوم لجن خاصة تضم مجموعة من المتدخلين بين الفينة والأخرى بشن حملات، على مستوى قرى الصيد لمحاربة الغراريف البلاستيكة من الأحجام الكبيرة. وذلك في إطار المجهودات الرامية لمحاربة أليات الصيد الممنوعة، التي من شأنها تشكيل تهديد حقيقي للسواحل المحلية . لكن هذه الحملات تبقى قاصرة على مواجهة الظاهرة، لكون البحارة يعمدون إلى تهريب الغراريف الكبيرة في إتجاه السواحل هروبا من أعين المراقبة. لاسيما وأن المنطقة تعرف نشاطا مطردا للقوارب غير القانونية والزودياكات والشمبريرات، حيث يتم إدخال المئات من الغراريف إلى البحر بشكل يومي، والإحتفاظ بها في السواحل وفق إحداثيات معينة. تمكن من الرجوع إليها عند الحاجة.
يجب أن تتحدثوا على شباك الترامبا بإعتبارها السبب الرئيسي في استنزاف الثروة السمكية ، والني تقتل جل اسماك ، ويستعملوها كل من مراكب الصيد بالجر سواء الصيد الساحلي والصيد بأعالي البحار ، نعم الكل يستعملها ، واصبحت عادية جدا ، لماذا لا تتحدثون عليها ؟