مع حلول الشهر الفضيل بدأت أصوات بعض مهنيي الصيد الساحلي صنف الأسماك السطحية الصغيرة بميناء العيون تتعالى، داعية وزارة الصيد البحري إلى إعادة النظر في التقسيم الآخير الذي عرفته المصيدة الأطلسية الوسطى، بعد أن تحول ميناء العيون القلب النابض للأسماك السطحية الصغيرة، إلى ما يشبه “كراج” لعدد كبير من مراكب الصيد الساحلي الصناعي، إذ أعاق تقهقر المصيدة والإرتفاع الصاروخي للمحروقات، حركية المراكب في المصايد المحلية.
وقال الحسن أمهري رئيس إتحاد جمعيات مهنيي مراكب الصيد الساحلي بالمغرب في تصريح لجريدة البحرنيوز، أن الظرفية الإستثنائة التي تعرفها مصايد السردين في هذا الموسم، تتطلب إجراءات إستثنائية أيضا ، خصوصا على مستوى الزونينك ، حيث أن الكثير من مراكب الصيد، التي إختارت في وقت سابق التسجيل في ميناء العيون، يعيش مجهزوها وأطقمها اليوم، أوضاعا صعبة للغاية ، بعد أن تحول ميناء المرسى لما يشبه “كراجا” للمراكب.
وأوضح محمد أمهري أن المطلب الذي قد ينعش أمال المهنيين في تحقيق نوع من التوازن، سيكون لامحالة هو العودة للمقترح، الذي إقترحه ثلة من المهنيين إبان تنزيل هذا النوع من الإصلاح، الرامي، لتخفيف الجهد على المصيدة، بجعل ميناء الوطية الواقع في وسط المصيدة ، ميناء مشتركا بين المصيدتين “أ” التي تضم ميناءي أكادير وسيد إفني و “ب” التي تضم كل من طرفاية والعيون بالمنطقة الوسطى، حتى يكون هناك متنفسا أمام الأسطول للقيام بالأدوار المنوطة به، على مستوى تموين الأسواق المحلية بأسماك السردين.
إلى ذلك ترى جهات أخرى محسوبة على مهنيي صيد السمك الصناعي، أن قرار وزارة الصيد قد إنبنى على التشاور مع المهنيين، لكونه يحمل في طياته بعد تنظيميا، وكذا جرأة إستباقية على مستوى تدبير هذه المصيدة الحيوية، مبرزة في ذات السياق أن مخاوف مهنيي السردين هي مسألة طبيعة، في ظل تراجع المصيدة وإرتفاع أثمنة المحروقات، مشيرا في ذات السياق أن الأشهر الأولى من السنة، هي عادة ما تحمل إرهاصات في الصف المهني. حيث أشارت المصادر في موضوع متصل إلى أن إفتتاح المصيدة الشرقية، وإستقرار الأجواء المناخية، سيعيد المياه لطبيعتها ، ومعه ستعود المصيدة لسابق عهدها.
ولم تخفي ذات المصادر قلقها من الوضعية الصعبة التي تعيشها مختلف مراكب الصيد الساحلي هذا الموسم، حيث أن المراكب خصوصا بميناء كالعيون، أصبحت اليوم عاجزة عن الحركة والمناورة، لاسيما و أن تحرك المراكب ونشاطها المتواصل هو ما يمكن من العتور على الرشم أو رأس أسراب السردين ، لكن ما صعوبة التحرك في ظل الإرتفاعات الصاروخية التي تعرفها المحروقات ، وكذا عدم اليقين في إمكانية الصيد والتدمر الذي تسرب للوسط المهني تصعب من مهمة المراكب في العتور على الرشم. وهي كلها معطيات تسائل وزارة الصيد اليوم ومعها باقي المتدخلين من أجل الإنخراط في حلول تحفيزية، تعيد للمراكب حيويتها المعهودة بميناء المرسى، هذا الآخير الذي لا يمكن أن يتنفس في غياب مفرغات السردين.
ويراهن الفاعلون المهنيون على إفتتاح المصيدة الشرقية في تحقيق مصطادات، وكذا تنويع المناورة بالمصيدة في أفق إعادىة الإبتسامة المفقودة لمهنيي السردين بالمنطقة ، فيما تتواصل ردود الأفعال في الوسط المحلي بخصوص التقسيم أو الزونينك، الذي كان أحد المخرجات التي إقتراحها المعهد الوطني للبحث في الصيد إلى جانب إعتماد راحة بيولوجية ، تنضاق إلى إجراءات أخرى، تراهن في عمقها على إستدامة المصيدة، وهي إجراءات وتدابير تكتسي أفاقا على المستوى المتوسط والبعيد، لحماية السردينن وضمان حضوره بالمصايد المغربية.
ويطالب المهنيون المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري بتعميق أبحاثه بخصوص التطورات التي تعرفها المصايد السطحية، مع إعتماد سياسة تواصلية تقدم الحقائق بخصوص ما يقع ، وكذا الحلول المنتظرة، حيث أن واقع الحال يحتاج لتخريجات علمية مبنية على دراسات وخرجات ميدانية ، تتيح للمهنيين معرفة ما يحيط بمصايدهم، خصوصا أن الوسط المهني بعد أن تفاعل بشكل إيجابي، مع القرارات الآخيرة لوزارة الصيد بخصوص المصيدة، هو اليوم لديه إنتظارات قوية ويتطلع للنتائج ، وسط إستعداد لمزيد من الإنخراط في ما يمكنه أن يخدم المصيدة المحلية.