سيدي إفني تَعِدُ بلعب دور أساسي في تموين الأسواق المغربية بالسردين وسط تحفيزات مهنية وإدارية

0
Jorgesys Html test

لم تثني الظروف الصعبة التي تواجه مصيدة السردين كعادتها في الأشهر الأولى من كل موسم، مهني هذا النوع من الصيد في التسلح بالتفاؤل ، وسبر أغوار المياه من أجل ضمان تزويد سلسلة التوريد ، حيث الرهان على تحقيق حاجة المستهلك المغربي من هذه المادة الحيوية.

فرغم النقص الحاصل في حجم المفرغات من أسماك السردين  مقارنة مع نفس الفترة بالسنة الماضية بسدي إفني، فقد بدا الرصيفين المخصصين لتفريغ مراكب الصيد الساحلي ، في حركية ذؤوبة ومهمة ، ترجمتها المراكب وكذا الشاحنات التي إمتلأت عن آخرها بالأسماك ، في حركية غابت على موانئ مجاورة،  فالميناء حسب مصطفى أيت علا مندوب الصيد البحري بميناء سيدي إفني هو يستقبل يوميا في الفترة الآخيرة، كميات من الأسماك تتراوح بين 400 و600 طن على رأسها السردين، وهو رقم لابأس به، من شأنه أن يخلق توازنا على مستوى الأسواق. 

وقال مندوب الصيد البحري الذي تحدث للبحرينوز،  أن إدارة الصيد كانت واعية بالتحديات التي تواجه المصيدة، كما كانت حاسمة في إتخاذ مجموعة من التدابير الإجرائية الإستباقية،  خصوصا  إغلاق المصيدة الشرقية، وإعتماد الراحة البيولوجية بميناء الداخلة لأول مرة ، وإعتماد الزونينك  وهي خطوات سيكون لها الأثر الإيجابي في إعادة التوازن لمصيدة السردين. مشيرا في ذات السياق أن مجموعة من التدابير تم إتخاذها لتسهيل مهمة المراكب، وتعزيز جادبية الميناء. حيث يعرف الميناء اليوم نشاط عدد يترواح بين 25 و30 مركبا للسردين  وكذا بعض مراكب الصيد بالجر ناهيك عن مايتراوح بين 200 و300 قارب صيد تزود الميناء والأسواق المحلية والوطنية  بالمنتوجات البحرية 

وحل أمس بميناء سيدي إفني وفد يتقدمه عبد الرحيم الهبزة نائب رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى بمدينة أكادير مرفوقا بمحمد عضيض رئيس الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي بالمغرب وفاعلون آخرون، حيث شوهدوا وهو يطلعون على سير المفرغات بمعية مندوب الصيد ومندوب المكتب الوطني للصيد ، في زيارة تكتسي طابعا تحفيزيا من جهة ، وكذا للوقوف على دينامية نشاط الصيد بهذا الميناء، الذي يعد من الموانئ الأكثر نشاطا في صيد السردين في الأسابيع الآخيرة .

وأكد عبد الرحيم الهبزة نائب رئيس غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى  في تصريح للبحرنيوز ،  أن هذه السنة تميزت بداياتها بعسرة كبيرة على مستوى مصيدة السردين، بالمنطقة الوسطى ، غير أن الأيام الاخيرة بدأت تعرف مؤشرات تفتح باب التفاؤل، خصوصا بموانئ  طانطان وأكادير وسيد إفني، التي تسجل مفرغات لا بأس بها من السردين. فالرهان الكبير الذي يرفعه مجهزو السردين وأطقم الصيد، يقول عبد الرحيم الهبزة، هو إستعادة المصايد لنشاطها بالشكل المطلوب ، حتى يبقى السردين وفيا لسابق عهده، بتسيده المشهد الإستهلاكي للمنتوجات البحرية، على مستوى طاولة الإفطار الرمضانية.

وأضاف الفاعل المهني في صيد السمك الصناعي،  انه بالرغم من التحديات المرتبطة بتغول اثمنة المحروقات وتراجع المصايد ، تضحيات كبيرة تبدل من طرف مهنيي الصيد بتنسيق مع الوزارة الوصية،  لضمان إستقرار أثمنة المنتوج عند البيع الأول والثاني، إذ بالرغم من كل المعيقات فأثمنة السردين، إنطلاقا من ميناء سيدي إفني في إتجاه الجنوب هي محددة بشكل مرجعي، ولا تتجاوز ثلاثة دراهم ، وتباع في أسواق البيع الثاني بأثمنة تتراوح بين 6,5 و10 دراهم على اقصى تقدير. لدى يبقى على الجهات المختصة، حماية الأثمنة في باقي قنوات البيع على مستوى سوق الإستهلاك، ومنع أي تلاعب من طرف الوسطاء.

من جانبه إعتبر محمد عضيض رئيس الجامعة الوطنية لهيئات مهنيي الصيد الساحلي بالمغرب، أن رمضان وهو يتقدم إلى الأشهر الأولى من السنة، يجعل  تموين السوق بالأسماك السطحية الصغيرة، معطى غاية في الصعوبة ، لتزامن هذه الفترة مع مجموعة من التحديات الطبيعية التي يكون لها إنعكاس على حضور أسماك السردين ، وهي تحديات زادت من حدتها هذه السنة أزمة المحروقات، التي جعلت كلف الإنتاج ترتفع بشكل كبير ، لكن بالرغم من ذلك يقول عضيض ، فالمهنيون من مجهزين وأطقم بحرية، هو واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، في هذه الظرفية لضمان تموين السوق الوطنية بالمنتوجات البحرية، حيث تم إتخاذ مجموعة من الترتيبات التنسيقية، لضمان حضور السردين بالسواق المغربية ، وبأثمنة مستقرة.

وأضاف رئيس الجامعة أن ميناء كسيدي إفني هو يقدم نفسه اليوم كصمام الأمان، في سياق تزويد السوق بالأسماك ، لما يعرفه هذا الميناء من نشاط واعد ، من شأنه خلق التوازن المطلوب ، لكن بالمقابل يقول محمد عضيض ، فالدور منوط بباقي المتدخلين في تتبع الأثمنة على مستوى أسواق الإستهلاك، لاسيما وأن وزارة الصيد  قننت هذه الأثمنة على مستوى موانئ الوسط والجنوب،  وذلك بعد التوفق بين مجهزي الصيد والمصنعين ، لحماية القدرة الشرائية ، وهي أثمنة في عمومها لا تتجاوز 3 دراهم،  وتصل للأسواق الجملة بأثمنة تفضيلية ، لكن السئلة تطرح بخصوص من يحمي هذه الأثمنة على مستوى اسواق الإستهلاك.

إلى ذلك قال خالد سطيفا مندوب المكتب الوطني للصيد ، أن إدارة المكتب تعمل على تزويد السلطات المختصة بمختلف المؤشرات الرقمية المرتبطة بالأثمنة في تداول الأسماك، وهي مؤشرات ثابثة على مستوى البيع الأول لأسماك السردين ولا تتجاوز 3 دراهم ،  مبرزا في ذات السياق أن ميناء سيدي إفني يعرف نشاطا مهما على مستوى مراكب السردين ، التي تفوق معدل 30 مركبا يوميا ، فيما يعرف الميناء خروج  40 شاحنة محملة بالأسماك في إتجاه وجهات مختلفة بالسواق الوطنية. وهو ما يجعل الميناء قادرا على تموين الأسواق بهذا المنتوج الحيوي. فيما اشار إلى أن هناك توجيها من عامل الإقليم وكذا من الإدارة العامة للمكتب الوطني للصيد لضمان إنسايبية المفرغات خلال هذا الشهر الفضيل .

رشيد ربان مركب للصيد الساحلي  أكد للبحرنيوز، أن الأسماك متواجدة في مناطق غير بعيدة من الميناء، وهو معطى إيجابي للغاية، حيث أن الرحلات محدودة في المسافة والزمن، ما يخزل مجهود الصيد، ويقلل من نفقاته في المصاريف، وهو ما يؤكده تقاطر المراكب من موانئ أكادير وطانطان ، حيث أن المراكب تأتي محملة بكميات تتراوح بين 15 و25 طنا من السردين، ما يجعل من كلف الإنتاج لا تؤثر على الأثمنة، فيما رفض المصدر  في حديثه للبحرنيوز الحديث عن أزمة مصيدة السردين قائلا “الخير موجود وغياب وحضور السماك في أوقات من السنة هو أمر وارد تم الإعتياد عليه”، فيما شدد عل ضرورة تدخل الدولة لتسقيف المحروقات التي تهدد إستقرار نشاط الصيد. 

وحسب الخبراء فإن السردين المنتشر بالسواحل المغربية ينتمي إلى  سمك السردين الأوروبي، الذي يعد من أجود أنواع السردين وأكثرها طلبا بين دول العالم، والذي يعرف باسم “البلشارد” (pilchard) أو (pilchardus). حيث تعد  “السردينة الأوروبية” الأكثر جودة على مستوى العالم، وأفضل نوع للسردين.  ما يجعل من السردين المغربي يصدر لأكثر من 60 دولة، ويوجه أكثر من نصف صادرات السردين نحو أفريقيا، في حين تعد فرنسا أول سوق مستورد ضمن السوق الأوروبي

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا