في ظل الجدل الذي تثيره شكليات إستفادة أسر البحارة من حقوقهم المالية بعد فقدانهم جراء حوادث الغرق في البحر، بادر فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، إلى مساءلة رئيس مجلس المستشارين، حول الإجراءات العملية التي يعتزم المجلس إتخاذها لضمان إستفادة دوي حقوق المفقودين من البحارة من حقوقهم في أجل معقول، وإستثناءهم من الأجل المنصوص عليه في مدونة الأسرة.
وأوضح الفريق التجمعي، أن البحارة هم عرضة لحوادث أثناء قيامهم بعملهم ، قد تصل إلى غرق سفن الصيد وفقدانهم ، وما يترتب عن ذلك من طول أمد مدة البحث عن جثث المفقودين، قد تطول . خصوصا وأن أحكام المادة 327 من القانون 70.03 بمتابة مدونة الأسرة، قد حددت أجل الحكم بموت المفقود في سنة على الأقل. حيث أبرز كل من كمال صبري وكمال بن خالد ممثلا الفريق التجمعي الموقعان على السؤال، أن هذا التحديد قد يحرم أسر هؤلاء المفقودين من الإستفادة من حقوقهم المالية في وقت معقول ويساهم في مضاعفة معاناتهم .
وفي موضوع متصل ، كانت صباح بوفزوز رئيسة جمعية الأمل لأرامل وأيتام البحارة قد أكدت في تصريح سابق للبحرنيوز، أن إنتظار “عام ونهار” من أجل مباشرة مسطرة التمويت، هو موضوع يثار بإستمرار، حيث يمارس المشرع الكثير من التعسف والحيف على أسر المفقودين، على إعتبار أنه إنتظار يعرقل مجموعة من الإجراءات والملفات. كما يدفع بالأسر للتشرد. مؤكدة ان المطلب هو إعادة النظر في هذا القانون، وتغيير المساطر، عبر إستحضار الوضعية الإجتماعية للأسر المكلومة، لأننا سننقد مجموعة من العائلات من التشتت والمشاكل الإجتماعية. فمطلب مراجعة مسطرة التمويت ورش هام للغاية ويكتسي طابع الإستعجال لإنصاف أرمال البحارة وأيتامهم.
وترى بوفزوز، أن إنتظار “عام ونهار”، لن تنتهي معه المعاناة، وإنما هي بدايتها، لأن بعد مرور هذه المدة، تشرع الأسرة في مباشرة إجراءات مسطرة التمويت، والتي تستغرق 18 شهرا على الأقل ،فيما هناك نساء لم تستكملن هذه المسطرة إلا بعد مرور 14 سنة كاملة، تم قضاؤها بين دهاليز مسطرة التمويت، دون أن تحصل الأسرة على شهادة الوفاة.
وأشار رئيسة الجمعية التي تعنى بأرمال وأيتام البحارة بكافة تراب المملكة، ان لمسطرة التمويت تحرم الأسرة من الإستفادة من تقاعد معيلها المفقود، وكذا من التعويضات الإجتماعية لأبنائها ناهيك عن “واجبات العزو” التي يصرفها الصندوق، كما أن هناك نساء هن في مقتبل العمر، يجدن انفسهن محرومات من حقهن الإجتماعي في بداية حياة جيدة. لدى ف “سنة ويوم” من الإنتظار، هي حاجز كبير ، بما يحمله من معيقات نفسية وتحديات إجتماعية وإنسانية، تعرقل حياة الأرملة وأبنائها.