انخرطت الجمعية الجهوية لأرباب و ربابنة و بحارة الصيد الساحلي بالعيون، في إعداد اللوائح الخاصة بالمستفيدين من دروس التكوين في خياطة الشباك بالمعهد التكنولوجي للصيد البحري بالعيون، حيث سيستفيدون من تعلم بعض تقنيات الفصالة والجمع بين الأجزاء والقياسات المختلفة للشباك.
وتأتي مبادرة تكوين البحارة في اختصاص خياطة الشباك، بناء على مجموعة من المراسلات التي سهرت على توجيهها الجمعية الجهوية لأرباب و ربابنة و بحارة الصيد الساحلي بالعيون ، إلى مديرية التكوينات البحرية بوزارة الصيد البحري، بعدما تم منع تسجيل اختصاص خياط في سجلات المراكب، رغم الدور الكبير الذي يلعبه الخياطة في الحفاظ على الشباك المستعملة في الصيد، و صيانتها بشكل دقيق و متقن حتى تحافظ على القياسات اللازمة لضمان فاعليتها في عمليات الصيد .
وانتشرت صناعة شباك الصيد البحري بشكل كبير في مراكب الصيد الساحلي، وخاصة السردين، بفعل نقل أسرار حرفة الخياطة وتعليمها من طرف البحارة القدامى. هؤلاء الذين اكتسبوا خبرة الحياكة و إبداعية مداعبة خيوط الشباك للبحارة الجدد. و أسست لها قيمة من ناحية الحصة المالية المضاعفة، التي يجنيها خياطي شباك السردين مع أطقم المراكب. لكن ما فتئت تندثر بعد قرار منع تسجيل البحارة في سجلات المراكب باختصاصهم ، مما يضيع عليهم حقوقهم في الضمان الاجتماعي، بعد تصريح الدخل بحصة واحدة فقط. و هو ما تسبب في نفور البحارة الجدد من تعلم واكتساب حرفة الخياطة اليدوية للشباك .
وقال محمد شكير مدير الجمعية الجهوية لأرباب و ربابنة و بحارة الصيد الساحلي في تصريح لجريدة البحرنيوز ، أنه وبناء على قرار مديرية التكوينات البحرية ، و بتوصية من الجمعية الجهوية بالعيون، وبتنسيق مع مجلس الإتقان و تمثيلية المهنيين ، و مندوبية الصيد البحري بالعيون، و مدير المعهد التكنولوجي للصيد البحري، قد تم الاتفاق في محضر رسمي بتاريخ 17 مارس2018 ، على فتح باب التكوينات البحرية في فرع خياطة الشباك المختلفة للصيد بالخيط و الصيد بالجر و السردين.
ويروم التكوين الجديد إلى الحفاظ على هده الحرفة، و ضمان استمرارية امتهانها على ظهر مراكب الصيد ، حيث تكلفت الجمعية بتنظيم ملفات الراغبين في الاستفادة من هده التكوينات، للحصول على شهادة مهنية مقدمة من المعهد التكنولوجي للصيد البحري ، تسمح للخريجين بمزاولة الخياطة وفقا لمتطلبات المهنة. وأضاف شكير أن الخياطة القدامى و الدين يتوفرون على خبرة كافية، سيتم إخضاعهم إلى اختبار تقني بسيط، على أن يتسلموا وثيقة تفيد اختصاصهم ، فيما سيخضع الراغبون الجدد في تعلم الخياطة يتابع محمد شكير، لتكوين مستمر ستحدد تفاصيله لاحقا من طرف إدارة المعهد .
وأكد المصدر المهني في ذات السياق ، أن صناعة الشباك لها شروط ومواصفات، منها أن يكون الخياط على دراية كاملة بأسرار مهنة الصيد، ولديه خبرة كافية بأصناف الأسماك، وتظهر مهارته في صنع فتحات الشباك، التي تستلزم أن تكون ذات قياس مضبوط ، و فصالة متقنة.
وقد أصبح من الضروري جدا حسب المتتبعين لشأن البحري ، تواجد أكثر من خياط على ظهر المراكب وخاصة مراكب السردين، بحكم تعرض شباكهم إلى حالات التمزق و القطع الناتجة عن عمليات الصيد اليومية في المصايد ، ما يجعل من التكوين مطلبا ملحا في ظل تناقص العارفين بخبايا الحرفة، وكذا التطوارت التي تعرفها خياطة الشباك تزامنا مع التغيرات التي طالت المصايد. لذلك يعتبر التكوين صمام الأمان لضمان استمرارية الحرفة، حسب متطلبات مهنة الصيد البحري .
