أختتمت أمس بمدينة الداخلة اشغال المنتدى المغربي الفرنسي، الذي جمع أزيد من 400 فاعل اقتصادي من المغرب وفرنسا وبلدان إفريقية، على مدى ثلاثة أيام في جوهرة الجنوب، كانت كافية بتقديم طابع إيجابي لذي المستثمرين الفرنسيين. هؤلاء الذين عبروا عن رغبتهم في الإنخراط في الطفرة الإقتصادية والتنموية التي تعرفها المنطقة .
وكان من بين القطاعات التي وقف عليها المستثمرون قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء البحرية واللوجستيك ، وهي قطاعات حضيت بإهتمامات متزايدة من طرف الفاعلين الفرنسيين. حتى أنهم عبروا صراحة عن الرغبة في إستغلال الفرص الاستثمارية التي تتيحها الداخلة وسواحلها والبنيات التحتية التي تتوفر عليها، أو التي سيتم إنجازها كما هو الشأن لميناء الداخلة الأطلسي ، وهي كلها ظروف مساعدة بالنسبة للمقاولات التي ترغب في تطوير واستكشاف أسواق جديدة خاصة في اتجاه إفريقيا وأوروبا..
ويعول المستثمرون الأوربيون على إقامة شراكات مع القطاع الخاص، حيث بحثوا في إطار اللقاءات الثنائية التي جمعت عدد من المستثمرين الفرنسيين بنظرائهم المغاربة، التعاون في مجموعة من القطاعات المنتجة بيننها الصيد البحري وكذا الخدمات والسياحة ، بإعتبارها قطاعات واعدة على مستوى المنطقة. فيما وقف المشاركون في المنتدى من خلال الزيارات الميدانية على الأهمية التي تتسم بها المشاريع الإستثمارية الكبرى في الجهة، كمركز تأهيل الكفاءات التابع لمؤسسة فوسبوكراع ومواقع لتربية الأحياء المائية ومشروع ميناء الداخلة الأطلسي.
ويرى المستثمرون الفرنسيون في مشروع الميناء الجديد “لبنة أولى” ستسمح للمملكة ، بمجرد تطويرها، باستقطاب أنواع جديدة من الأنشطة ، خاصة الأنشطة المتعلقة بالتوزيع ، وهي الأنشطة التي ستجعل الميناء أكثر تنافسية فيما يتعلق بتدفقات اللوجستيات العالمية. ناهيك عن كون هذا المشروع الجديد سيسمح بتطوير المنظومة الإيكولوجية اللوجستية المجاورة بأكملها ، بفضل الموقع الجغرافي والتنافسية الكبيرة لجهة الداخلة – وادي الذهب.
ويتوخى هذا المشروع ، دعم إحداث أسطول جديد للصيد البحري ، وتوفير ميناء للتصدير المباشر للمنتجات ذات القيمة المضافة ، وخفض تكاليف الإمداد بالمواد الأولية ، وتنمية قطب صناعي سمكي بالجنوب، من خلال توفير الشروط الضرورية لبناء مصانع على رصيف الميناء، واستغلال الثروات السمكية المتوفرة. حيث ينتظر أن يساهم هذا المشروع في توفير حوالي 183 ألف منصب شغل في أفق 2030.
يذكر أن رئيس مجلس اجهة الداخلة وادي الذهب كلن قد وقع على هامش أشغال منتدى الأعمال المغربي الفرنسي على إتفاقيتين مهمتين سيعززان فرص الإستثمار بالجهة، همت الأولى تطوير وتعزيز النظام الإيكولوجي وتشجيع الإستثمار الذاتي في جهة الداخلة وادي الذهب، إلى جانب السعي إلى تطوير النظام الإيكولوجي، و دعم مكانة أصحاب المشاريع الحرة بالجهة. وهمت الثانية مشروع شراكة من أجل تجهيز وتهيئة وتدبير منطقة التجارة واللوجيستيك ببئر گندوز.