صلاح الدين الراشدي للبحرنيوز : الكل مدعو اليوم إلى تكثيف الجهود .. لمحاربة لوبيات الصيد الغير المنظم
في هذا الحوار يتحدث صلاح الدين الراشدي منذوب إدارة الصيد البحري بميناء بوجدور عن قطاع الصيد بالمنطقة ومدى التطور الذي يحققه القطاع في ظل تعزيز المنطقة ببنيات تحتية مهمة، كما يتحدت عن البحارة ووضعيتهم الإجتماعية ، فضلا عن إنعكاس قطاع الصيد على واقع التنمية ببوجدور. كما تحدث عن بعض الظواهر السلبية التي يتخبط فيها قطاع الصيد وما لها من إنعكاسات على الإقتصاد الوطني.
أجرت الحوار: ليلى حبيبي
تميزت سنة 2013 بتعزيز المكانة البحرية لمدينة بوجدور بتدشين بنيات تحتية مهمة في أفق جعل المدينة من المدن دات تنافسية في قطاع الصيد البحري قربنا أكثر من الأوراش التي تم فتحها في هذا السياق؟
هذا الميناء تأسس على اساس شطرين، الشطر الاول تم تدشينه سنة 2013 ويتوفر الميناء الجديد، على حاجز وقائي رئيسي على طول 724 مترا وآخر عرضي على طول 260 مترا، ورصيفين مجهزين، الأول بعمق 5 أمتار على طول 150 مترا والثاني بعمق 3 أمتار على طول 160 متر . و تم كذلك تدشين المرافق المرتيطة بالميناء من سوق السمك ووحدة لتصنيع الثلج و وحدة لتسيير الصناديق الموحدة. هذا بالإضافة إلى بناء المنطقة الصتاعية و تزويدها بجميع المرافق الصحية من ماء و كهرباء و أنترنيت و قناة لصرف الصحي. وتعززت بوجدور في نفس السنة بتدشين معهد التكوين للتدرج المهني البحري. لتنطلق بذلك خطة الاشتغال و العمل، حيث تم التصريح ل 13 مركبا من أجل الاشتغال بصيد السردين منذ التدشين سنة 2013 .
عند إنطلاق الميناء شوهدت بعض البواخر الصنورية ترسو وتبحر إنطلاقا من الميناء لماذا تم توقيف إبحارها بالمنطقة؟
البواخر الصنورية كانت فقط بمتابة تجربة للميناء الجديد، حيت لاحت في الأفق مجموعة من الإرهاصات التي تهدد مستقبل الصيد الثقليدي بالمنطقة في ظل المنافسة الشرسة والغير متكافئة من طرف هذه البواخر على قوارب الصيد . ومع هذه الاكراهات التي تجعل أي قرار لابدة له من رصد أبعاده و المشاكل المترتية عنه كان حظ هذه النوع من البواخر فقط التجربة من أجل جس النبض على الميناء الجديد حيت تم التخلي عنها بعد ذلك. وهي خطوة تم الإقدام عليها في سياق صيانة وحماية الصيد التقليدي من المنافسة لأنه هو الاساس و الاصل في مدينة بوجدور منذ عقود و عقود، و يعتبر هيكل من الهياكل الالية و الاقتصادية الجد المهمة في المدينة لتشغيله يد عاملة كبيرة. فنحن كإدارة دائمي التفكير في إنشاء مشاريع جديدة لكن بدراسة معمقة و طويلة للرقي بالصيد، و جذب مستثمرين دون المساس بمصالح البحارة التقليديين بالمنطقة.
الحديت عن بحارة الصيد الثقليدي يقودنا إلى السؤوال عن وضعية قرى الصيد المتواجدة بنفوذ الميناء سيما ان عددا مهما منها يعيش ظروفا كارثية؟
نعم فهذه المناطق تعرف عدة إرهاصات و مشاكل متمثلة في ظروف عيش صعبة، و ظروف إجتماعية مؤترة ، وكدا ظروف مناخية و هيدرومناخية كدلك صعبة . هذا رغم مجهودات الدولة لتحسين الوضعية الاجتماعية لهؤلاء البحارة من خلال بناء نقط التفريغ، و كدا إنشاء محلات ومخازن، إلا أنها لم تستعمل إلا حد الآن. و الامنية الكبيرة الحد من البناء العشوائي مع الرقي بالسكن للبحارة، لكن لابد من تضافر جهود البحارة أنفسهم مع السلطات من أجل بناء قرية نموذجية توفر لقمة العيش وكدا الحياة الكريمة لهذه الشريحة العريضة التي تبقى دائما في حاجة للرعاية والإهتمام.
ربما اليوم الوزارة تسير في إتجاه تأهيل الصيد التقليدي وكدا الإهتمام بالبحار الذي ظل لعقود يعاني ويلات الإقصاء وعدم الإهتمام فما نصيب بحارة الصيد الثقليدي ببوجدور على مستوى الملف الإجتماعي؟
البحار قديما كان دون ضمانات إجتماعية أو صحية، مما كان يؤرق بال البحارة مع عائلاتهم خصوصا و أن قوت يومهم الصيد مع العلم أن مردودية البحر كانت هزيلة. و كل هذه الاسباب أدت إلى بداية تفكير في هذه الطبقة من العاملين في القطاع، و ذلك بتوفير التغطية الصحية لهم، و التي تعتبر من أكبر المصالح الإجنماعية الاسرية لديهم. و في هذا الصدد قد إحتلت بوجدور الرتبة الاولى في المغرب من حيث الانخراط المذهل للبحارة و عائلاتهم بمساعدة الجمعيات المدنية، و الوكالة الجهوية للضمان الاجتماعي و منذوبية الصيد البحري. فجل هذه المؤسسات كثفوا الجهود من أجل إنجاح هذا المشروع الاجتماعي الصحي، ليصبح للبحار اليوم تقاعدي سنعم به بعد بلوغه سن متقدم، و كذا الاستفاذة نقدا عن أبنائه، و بهذا يمكن القول أننا أعدنا للبحارة جزءا من كرامتهم ذاخل المنظومة الاجتماعية.
ربما أن المنظومة الإجتماعية على مستوى مهنيي الصيد الثقليدي بدأت تجد طريقها للتطور لكن رغم ذلك فإننا لازلنا نسمع على سقوط عدد من البحارة في حوادت ذاخل البحر، وبوجدور ليست بمعزل في ظل الرياح التي عادة ما تميز مناخ المنطقة؟
تعرف منطقة يوجدور برياح قوية مصحوبة بعض الاحيان بزوابع رملية مما لها أثار سلبية و إجابية على البحارة. فالمناطق التي تتشكل فيها الرياح تحظى براحة بيولوجية ربانية، و لا تحتاج لقرار وزاري و لا لأي قانون كيف ما كان. وهو الأمر الذي يساعد على و جود ثروة سمكية مذهلة في هذه المناطق و لكل قاعدة استثناء . وحتى أصدقك القول إنطلاقا من تفكيري الخاص فالأسماك لا بد لها من راحة بيولوجية من أجل الحفاظ على ثروتنا السمكية. فالصيد اليومي على مدار 365 يوم له اثار سلبية على المنظومة البحرية. هذا بالنسبة للأثار الايجابية اما السلبية فبعد العلم يقوة الرياح و بعلو الموج من لدن الارصاد الجوية نعلم جميع السلطات المحلية، من أجل أخد الحيطة و الحذر لمنع البحارة المغامرين من خوض تجربة الموت. فحياة البحارة تهمنا طبعا ، مما يحتم وضع حد لكل تهور من طرف البحارة. فلا يعقل ان يعلم البحار بصعوبة الإبحار، ورغم ذلك يرمي بنفسه إلى الهلاك، كأن ما سيحصله في ذاك اليوم هو الذي سيغنيه عن العمل طيلة حياته، في الوقت الذي قد يتحول ذاك الطموح إلى كارثة إنسانية.
لكن ماذا أعددتم من آليات للسلامة والإنقاد ذاخل الميناء وكدا نقط الصيد لتعاطي مع بعض الحوادث لقدر الله ؟
بميناء بوجدور توجد اللجنة المحلية لإنقاذ الارواح البشرية التي لها مجموعة من تجهيزات مثل مخفر للإنقاذ و ثلاثة زوارق للإنقاد ذات سرعة هائلة تتذخل في الحالات المستعجلة، و يوجد كذلك زورقان بقرى الصيد ( الكاب 7, و سيدي الغازي ) . هذا بالإضافة إلى التتبع اليومي لأحوال الطقس والذي يساعد على أخذ الحيطة و الحذر في صفوف البحارة، سيما أن البحارة اليوم صاروا أكثر إحتراسا في ظل تعاملهم مع التكنولوجيا التي أكسبتهم دراية قوية بالمحيط الخارجي، فهم ذائمي الحرص على إطلاع بأحوال الطقس و علو الموج عبر الانترنيت .
نعود إلى الحديث عن قطاع الصيد بإعتبار الآخير يعرف مجموعة من الظواهر التي تؤرق الإدارة ومعها الإقتصاد الوطني الحديث هنا على ظاهرة التهريب والسوق السوداء ما تعليقكم؟
في أي مجال كيف ما كان تجد إشكالية ” التهريب ” مطروحة بشكل من الأشكال، و المجال البحري هو كذالك لم تستثنيه هذه الآفة . و نحن نعمل على جميع الوسائل من أجل التخلص منها بشكل نهائي والسيطرة عليها من جميع الجهات. فأولا عبر الترسانة القانونية الجد مهمة، حيث خرج قانون محاربة الصيد الغير المنظم و الغير المصرح به، و حتى الان ننتظر خروج قوانين تطبيقية لمحاربة هده الافة . الكل يسهر داخل الادارة على تفعيل هذه المراسيم و القرارات وهو ما يقطع مع عهد سابق كانت فيه الترسنة القانونية تعاني مشاكل و اختلالات في ظل الفراغ الذي كان يحتم على الموظف الإحتراز في تعاطيه مع عدد من الظواهر التي تهدد القطاع. إن الكل مدعو اليوم إلى تكثيف الجهود ، أقصد جميع الادارات التي لها صلاحيات مثل البحرية الملكية ، و الدرك الملكي و السلطات المحلية، من أجل محاربة لوبيات الصيد الغير المنظم والغير مصرح به.
بعد تدشين الشطر الأول من الميناء تم السماح سنة 2013 ل13 مركبا للصيد الساحلي بدخول الميناء واليت تتكتل اليوم في مجموعة دات نفع إقتصادي غير أن هذه المراكب خلفت كثيرا من اللغط سيما في الجانب المتعلق بالكوطا وعدم إحترام هذه المجموعة للكوطا المتفق بشأنها إلى أي حد هذا الكلام صحيح.
يتواجد بميناء بوجدور 13مركبا للصيد الساحلي كانت قد ذخلت للمينا عبر طلب عروض ووفق دفثر تحملات يرغم الجميع بالإمتثال لكل مقتضياته وحتى أصدقك القول فهي مراكب تتحرك يمياه المدينة حسب القانون. والمراكب التي كانت قد انهت “الكوطة ” المتعلقة بها قبل سنة 2014 قمت انا بنفسي بإقافهم، و بقيت أربعة مراكب إنتهت كوطتها تلقائيا مع نهاية سنة 2014 حيت يتم الإعلان عن بداية موسم جديد ل 13 مركب ب كوطة جديدة مع بداية السنة الجارية.
ربما الساكنة المحلية متدمرة نوعا ما وهي التي كانت تراهن على الميناء الجديد في حل معظلة البطالة والدفع بقاطرة التنمية بالمنطقة فإلى أي حد إستطاع الميناء اليوم خلق دينامية إقتصادية بالمدينة؟
فالانتظارات تكون عادة كبيرة في حين يكون التطور تدريجي . فتهيئة المنطقة الصناعية مازال في طور الانجاز حيث تم ربط المنطقة بجميع المتطلبات الضرورية من” كهرباء، ماء، و انترنيت ، و صرف صحي… ” و المصانع تبقى في مجملها دات هذف مادي صرف. فلا يمكن لمصنع ان يجازف بعمله دون رسم خطة يخطوا بخطاها، و ذالك عبر استناده إلى إحصائيات يتعرف من خلالها على نسبة المنتوج و هل اليد العاملة مؤهلة للشغل . فبالنسبة للمتنثوج فهناك تطور بنسبة 108 في المائة، في حين تطورت قيمة المنتوج ب 50 في المائة. اما اليد العاملة فمعهد التكوين بالتدرج المهني البحري يؤهل بحارة أكفاء من اجل الاشتغال في ظروف مضمونة الثمار بالنسبة لسياسة التصنيع. قتواجد معهد التكوين للتدرج المهني البحري ببوجدور هو دلالة قوية على إرادة الإدارة في تخريج موارد بشرية تساير خطة التنمية المرسومة لمدينة بوجدور. وهو ما يعطينا ثقة في المستقبل حيت سيعود ميناء بوجدور بالنفع على الساكنة المحلية والأقاليم الجنوبية للمملكة. فقط للاشارة فالأشغال بالمنطقة الصناعية ستنتهي خلال هذه السنة أو العام القادمة على أبعد تقدير.