دعت الكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي إدارة الصيد إلى فتح مصايد جديدة، تهم بعض الأصناف السمكية، التي ظلت حسب تقارير المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، غير مستغلة من طرف مهنيي الصيد، كما هو الشأن سمك الأنشوبا وسمك شبيه الكلمار “faux calamar” ، في افق تخفيف الضغط على المصايد التي تقهقرت مواردها في السنوات الآخيرة .
جاء ذلك ضمن أشغال أول لقاء يعقده المكتب التنفيذي للكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي، بعد تجديد دمائه شهر غشت المنصرم ، والذي إحتضنته مدينة الرباط أمس الأربعاء 20 دجنبر 2017 بحضور الكاتبة العامة لقطاع الصيد ومدير المراقبة ، ومختلف أعضاء المكتب التنفيذي للكنفدرالية. حيث شكل اللقاء مناسبة لتقييم عمل المكتب في الأشهر الأربعة الآخيرة، وكذا بسط خارطة الطريق التي سترسم عمل التمثيلية المهنية خلال السنوات الثلاث القادمة، حيت الرهان على القاعدة المهنية، بما يضمن سياسة القرب والتعاطي مع تحديات الحنطة على الأرض .
وأكد عدد من أعضاء الكنفدرالية في تصريحات متطابقة للبحرنيوز، أن اللقاء شكل مناسبة للمكاشفة والتعبير بشكل صريح، عن إشكاليات الهيئات المهنية ، بما يشبه نقذا ذاتيا صريحا، إذ أجمع مختلف المتدخلين على ضروة إعادة النظر في إستراتيجية الإشتغال، بما يضمن إعادة الثقة البيمهنية.
وأعلنت الكنفدرالية عن مواصلتها العمل بشكل منفتح مع مختلف الشركاء الإداريين والمهنيين، منوهة في ذات السياق بالحضور القوي للإدارة في شخص الكاتبة العامة ومدير المراقبة ضمن أشغال الإجتماع الأول. وهو ما يعطي إشارات قوية بخصوص مستقبل الإشتغال على المستوى مهني إداري وكدا المهني مهني ، في أفق التعاطي مع مجموعة من التحديات التي يعرفها قطاع الصيد الساحلي .
وتدارس أعضاء الكنفدرالية المغربية حسب محمد عضيض نائب الكاتب العام للكنفدرالية، مجموعة من الملفات التي يبقى أبرزها وضعية ومستقبل المخزون السمكي بمختلف مصايد المملكة، حيث أظهر المهنيون نقاشا ينم عن وعي حقيقي بأهمية صيانة المصايد والتوجه نحو تثمين المنتوجات البحرية، فقد حان الوقت يقول محمد عضيض لولوج التثمين، فالمهنيون اليوم يجب أن يصطادوا النقوذ أكثر من تركيزهم على المصطادات في حد ذاتها ، بمعنى أن الوقت يفرض إختصار الجهد والصيد بشكل أقل فيما يكون الربح أكبر وأكثر. وهو ما يعكس تجاوب الكنفدرالية مع قرار الادارة، باعتماد اصلاحات جوهرية بالمصيدة “باء”، بفرض كوطا فردية بالنسبة لمراكب الصيد، ومراجعة الاميال وترسيم الصناديق البلاستيكية فضلا عن القطع مع منطق العرام .
وأضاف نائب الكاتب العام للكنفدرالية ، أن من بين الملفات التي إستأترت بالنقاش، التطورات التي يعرفها ملف الرصد والمراقبة عبر الأقمار الإصطناعية vms ، الذي يعرف مجموعة من الإنفراجات، مبرزا أن الكنفدرالية راكمت مجهودات مهمة من أجل تقريب الرؤى مع الشركة المستغلة، بخصوص مراجعة الأثمنة المترتبة عن مختلف الخدمات التي تقدمها الشركة، مؤكدا ان المفاوضات تسير في إتجاه جد إيجابي. وهو ما سينعكس إيجابا يضيف عضيض، على مستقبل العلاقات التي تربط المهنيين بهذه الشركة في غضون الأيام القادمة، خصوصا أن سنة 2018 على الأبواب. وهي السنة التي من المنتظر أن تعرف ولوج منافس جديد، من شأنه أن يعطي نوعا من الدينامية لهذا القطاع الخدماتي، سيما ان لمسات بسيطة هي التي تؤخر إنطلاق الشركة المنافسة التي حصلت على موافقة مختلف المتدخلين.
من جانبه أكد حسن السعدوني العضو بالكنفدرالية، أن لقاء الرباط، يعتبر تاريخيا بكل المقاييس، نظرا لحجم الحضور وكدا نوعية النقاش، التي ميزت أطوار الإجتماع الأول للمكتب الجديد للكنفدرالية. فاللقاء يقول السعدوني، جمع بين تدارس الحصيلة وكدا التخطيط للمستقبل، بما يضمن ربط المسؤولية بالمحاسبة، حيث بسط رئيس الكنفدرالية تطلعاته نحو المستقبل، كاشفا إستراتيجية عمله في خطة طريق سترسم عمل الكنفدرالية في السنوات الثلاث القادمة، بسياسة تنظيمية محكمة، يبرز السعدوني، تجعل من التواصل مع جميع الموانئ أولوية، وفتح حوار بناء مع الوزارة الوصية لتجاوز المشاكل العالقة ، وهو أمر يبقى ذو قيمة مضافة. وذلك في أفق تحقيق تطلعات المهنيين الذين يعتبرون عصب التوجه الجديد لسياسة الكنفدرالية، بما يعنيه ذلك الإستماع لهذه الشريحة، والنزول إليها لتجميع قضاياها ومشاكلها، حتى تتمكن الكنفدرالية من القيام بدور المرافقة والمرافعة والتوجيه للجسم المهني.
وسجل السعدوني، أن اللقاء كان مناسبة صريحة للتشديد على الرغبة الملحة التي تطال مهني آسفي، المتطلعين إلى التخلص من الظلم الذي لحقهم جراء الزونينك، ما يبرر حسي المصدر المطالب المهنية اليوم الداعية إلى فك الإرتباط بالمنطقة “ألف” والإلتحاق بالمنطقة “باء”، نظرا لكون مهنيي أسفي وطريقة صيدهم تنسجم إلى حد بعيد مع مصايد الجنوب ومهنييها، أكثر مما هي عليه اليوم في علاقتها بالمصايد الشمالية. هذه المصايد التي فرضت على مهنيي آسفي الغربة والإنعزال. فالمهنيون اليوم مسنودين بالكنفدرالية المغربية يطالبون بمراجعة الحدود بين المنطقتين وإلحاق آسفي بالمنطقة “باء”.
يذكر أن اللقاء وقف عند المشاركة الآخيرة للكنفدرالية المغربية للصيد الساحلي في معرض تيك مير بلوريون الفرنسية، الذي كان قد إستضاف ميناء أسفي كضيف شرف ، حيث قام الوفد الذي شارك في هذا المعرض، بإطلاع المهنيين على اللقاءات التي جمعت الكنفدرالية بعدد من الفاعليين القطاعين بالمدينة الفرنسية، بالإضافة إلى تقريب الصورة بخصوص التطور الذي تعرفه البنيات التحتية، لقطاع الصيد البحري بمدينة الخمس موانئ. كما شكل اللقاء مناسبة لتدارس أفاق التعاون مع الهيئات المهنية بلوريون، في إطار التعاون البيمهني. إذ من المنتظر أن تستضيف مدينة آسفي معرضا سيحضره عدد مهم من الفاعلين الإقتصادين بلوريون شهر ماي القادم.