عبر العديد من المهنيين صباح اليوم بميناء طنجة عن استياءهم البالغ جراء نقص مادة الثلج الضرورية لسلامة منتوجاتهم البحرية، مؤكدين أنهم لاحظوا خلال الأيام القليلة الماضية انخفاضا مهولا فيما يتعلق بالتزويد بمادة الثلج مع التأخر الذي أخذ يطال عملية إيصال هذه المادة.
و أفادت مصادر من داخل ميناء طنجة أن نقص كميات الثلج طوال الأسبوع الماضي ليست له أية علاقة بوفرة الأسماك التي تم اصطيادها، خاصة في ظل تواجد 3 وحدات صناعية متخصصة في إنتاج “الثلج” و التي يفترض أن تغطي حاجيات الميناء حسب تعبيرهم. مرجحين في السياق ذاته أن يكون السبب وراء ذلك عائدا إلى مشكل تقني طال آلات تصنيع الثلج أو إلى تهاون الشركات و انعدام شعورهم بالمسؤولية.
وأضافت ذات المصادر أن الأهمية البالغة لمادة الثلج بالنسبة للبحارة تفرض توفرها بشكل دائم و في الوقت المطلوب، كما أن أي نقص في المادة من شأنه أن يؤثر سلبا على سلامة و جودة المنتوجات البحرية و كذا انخفاض أثمانها في السوق.
من جهة ثانية أوضحت المصادر أن شركة واحدة فقط من بين الشركات الثلاثة المختصة في إنتاج مادة الثلج، هي التي تحاول دائما خلق نوع من التوازن في التزويد بهذه المادة، كما أنها كانت تغطي حاجيات الميناء من الثلج بحوالي 70 بالمائة، إلا أن مجهوداتها تبقى غير كافية بالنظر لتزايد النشاطات البحرية بميناء طنجة. في حين أن الشركة الأخرى و هي الأقدم على مستوى الميناء تقول المصادر، لا زالت تنتج كمية جد محدودة، بحيث لا تستطيع تلبية متطلبات السوق، فيما تسجل المصادر توقف الشركة الثالثة عن العمل منذ وقت طويل.
و في اتصال أجرته البحرنيوز مع ممثلة شركة “كلاص باك”المتخصصة في صناعة الثلج بالميناء ، أوضحت من خلاله أن ميناء طنجة أضحى يعرف نموا مستمرا من حيث عدد المراكب و المقاهي مما يزيد حاجيات البحارة لمادة الثلج، مؤكدة في ذات السياق أنهم على وعي بالأمر خاصة بعدما أضحت الشركة القديمة عاجزة عن إنتاج كمية ملائمة.
وسجلت ممثلة الشركة ، أن الآخيرة عملت على جلب آلات جديدة، و كذا عقد اجتماعات بغرض الانتقال لمكان أكبر حجما بإمكانه استيعاب كل الآلات، مع ضمان توفير مستلزمات السوق من هذه المادة. غير أن السبب وراء تأخر الانتقال إلى العمل بها تضيف المتحدثة، يرجع إلى صعوبة حصولهم على التراخيص اللازمة لذلك، بالرغم من توصلهم فيما قبل بوعود تفيد إمكانية انتقالهم و تركيب الآلات و تفعيلها نهاية سنة 2016، مشددة أن الوضع سيظل على ما هو عليه ما إن لم يتوصلوا بالتراخيص اللازمة.
و في موضوع دي صلة أوضح ممثل شركة آخرى تنشط بالميناء في اتصال أجرته معه البحرنيوز، أنه ليس هناك أي نقص في مادة الثلج، خاصة و أنهم مستقرون و مكتفون من حيث تزويد زبائنهم و تغطية كافة متطلباتهم.
وأضاف المصدر أن التأخر في التزويد يعود بالأساس للعامل اللوجيستيكي، مسجلا أنه من المستحيل تزويد كل البحارة بمادة الثلج في الوقت الذي يطلبونه، إذ أن المراكب تتجه لمزاولة مهامها البحرية في وقت واحد. كما أردف أن شركتهم تحاول الرفع من كميات مادة الثلج التي تنتجها بالرغم من عدم توصلهم بأية شكاية تفيد نقص هذه المادة بالميناء.