مددت وزارة الصيد البحري فترة صيد الأسماك السطحية بالسواحل المتواجدة شرق ميناء طانطان لأسبوعين إضافيين ، وذلك تفاعلا مع مطالب وملتمسات مجموعة من الهيئات المهنية، التي إلتمست في وقت سابق، تمديد فترة الصيد وعدم إغلاق المصيدة ، لاسيما بعد الظروف الصعبة التي واجهها مهنيو الصيد في الأشهر الأخيرة، نتيجة ضعف المردودية.
ونص قرار جديد لوزارة الصيد تحت رقم 02/19، الموقع من طرف الكاتبة العامة لقطاع الصيد البحري زكية الدريوش، على أن المصيدة المحددة بالإحداثيات 27 درجة 30 شمالا و 28 درجة 03 شمالا ، الممتدة على 10 اميال بحرية إنطلاقا من خط التماس، والمنطقة البحرية الممتدة بين 28درجة 25 شمالا و 29 درجة 00 شمالا على إمتداد 8 اميال بحرية عن خط التماس، ستبقى مفتوحة في وجه رحلات الصيد إلى غاية 15 يوليوز الجاري.
وخلف القرار الجديد ارتياحا كبيرا في صفوف مهني صيد الأسماك السطحية الصغيرة ، خصوصا وأنه سيمكن المهنيين المزاولين بالمصيدة المفتوحة إلى غاية منتصف الشهر الجاري، من تجنب الازدحام الكبير الذي يعرفه ميناء العيون، بسبب تواجد أعداد كبيرة من مركب الصيد بالجر ، والصيد بالخيط، وكذا مراكب صيد الأسماك السطحية الصغيرة. خصوصا أن المراكب تضطر إلى مغادرة ميناء طانطان، هروبا من النفقات الإضافية، التي تتطلبها رحلات الصيد الطويلة، حيث ستكون المراكب مجبرة على قطع مسافة 10 أميال نحو الأعماق، قبل الإنطلاق في عملية الصيد. وهي التي كانت قبل إغلاق المصيدة، تنفذ رحلاتها في مسافات قريبة، قد لا تتجاوز أربعة أو خمسة أميال بعيدا عن الشاطئ.
وكان نحو 140 مركبا لصيد السردين نتنشط حاليا بمصايد طانطان في إتجاه الشرق ، ستجد نفسها مضطرة إلى مغادرة المصيدة والإلتحاق بمصيدة العيون إنطلاق من متم الشهر المنصرم، بسبب إبتعاد المصايد في إتجاه الأعماق، حيث تتطلب رحلات الصيد مصاريف إضافية خصوصا على مستوى المحروقات، إلى جانب معدات تستجيب للعمق الذي يزداد كلما تقدمنا في الإبتعاد عن “الكوشطا”. غير أنه وبفضل القرار الجديد، ستواصل مراكب السردين نشاطها بشكل عادي لأسبوعين إضافيين. لاسيما بعد ظهور أسماك لانشوبا بمصايد طانطان. فحسب الصداء القادمة من الإقليم، فقد عادت المراكب محملة بكميات مختلفة من سمك الأنشوبة أول أمس، وبأحجام تجارية مشجعة، في حدود 54 وحدة في القالب أو الكيلوغرام، بأثمنة تأرجحت بين 9 و10 دراهم للكلغ.
وتأتي هذه المستجدات على بعد أسابيع قليلة من فترة “عواشر” عيد الأضحى، التي تتطلب مجموعة من المصاريف الإضافية في أوساط العائلات والأسر، ماسيمكن البحارة من عائدات مالية سيكون لها الأثر الإيجابي في تحقيق التوازنات المالية، خصوصا وأن فترة رمضان لم تمكن من تحقيق “بياخي” جيدة نظرا لمجموعة من العوامل الطبيعية.
ويراهن المهنيون على الخمسة عشر يوما التي تمت إضافتها لنشاط مراكب الصيد، بمصايد الأسماك السطحية الصغيرة المتواجدة قبالة مياه طانطان، في تحقيق مكاسب جديدة. فيما تفاعل مهنيو الأسماك السطحية بشكل إيجابي مع القرار، االذي لمسوا فيه نوعا من الحكمة الإجتماعية والحس التضامني من الوزارة الوصية. حتى أن لسان حالهم أصبح يتحدث بلغة الشكر لإدارة الصيد، ومعها الجمعيات المهنية بالمصيدة الوسطى والغرفة الاطلسية الجنوبية ، وغيرهما من المتدخلين ، الذين كان لهم الفضل في خروج هذا القرار.
وتم إعتماد نظام الراحة البيولوجية بمصيدة شرق طانطان، بعد أن عرفت هذه المصيدة في سنوات ماضية استنزافا للثروات السمكية، جراء الصيد العشوائي والجائر، مما دفع بوزارة الصيد البحري، إلى إقرار نظام الراحة البيولوجية لوقف نزيف الصيد بهذه المصيدة، التي تتوالد بها الأسماك، وتتمتع بعوامل مناخية ملائمة، وتوفر أنواع الأسماك السطحية كالسردين و الانشوبا و الاسقمري و أنواع أخرى من القشريات.