حل إدريس التازي مدير التكوين البحري رجال البحر والإنقاذ أمس الإثنين، ضيفا على غرفة الصيد البحري الأطلسية الشمالية، في سياق لقاءاته التشاورية، الرامية للنهوض بالتكوين البحري والإرتقاء بالمكون البشري، المشتغل في قطاع الصيد البحري.
وكان إدريس التازي يقود وفدا يضم عددا من مسؤولي المديرية من رؤساء الأقسام، الذين تم استقبالهم من طرف مكونات الغرفة الأطلسية الشمالية، يتقدمهم كمال صبري رئيس الغرفة، الذي نوه بالمناسبة في تصريح للبحرنيوز، بالسياسة التواصلية والميدانية التي ينفذها ادريس التازي مند توليه المسؤولية على هرم المديرية، والتي تؤسس لمرحلة جديدة، سيكون لها ما بعدها من خلال النتائج المحققة على مستوى المقاربة التشاركية. حيث أن هذه اللقاءات تتيح تقييم المرحلة الماضية بما فيها من تحديات ومكتسبات، والوقوف على واقع المرحلة الحالية، بما تحمله من انتظارات، والتفكير بجدية في مستقبل اشتغال هذه المديرية الإستراتيجية على مستوى قطاع الصيد البحري.
وأوضح رئيس الغرفة أن أشغال لقاء أمس، تفرعت لأربعة محاور أساسية على مستوى النقاش، همت التكوين البحري، ثم رجال البحر، وكذا الإنقاذ، ثم الوضعية الإجتماعية للبحارة . حيث تم تشريح هذه المحاور بشكل دقيق، مع المطالبة بتعزيز الجهود الرامية للنهوض بمختلف المهام، التي تشرف عليها المديرية. فقد شدد أعضاء الغرفة يضيف المصدر المسؤول، على تعزيز قدرات الموارد البشرية المشتغلة في مجال التكوين البحري، واعتماد سياسة انتقائية لبروفيلات المؤطرين، القادرين على تقديم الإضافة، على مستوى تأطير البحارة والمتدربين، وفق مقاربة تضع مصلحة القطاع على رأس الأهداف المنتظرة.
وتم التأكيد خلال اللقاء، على إعادة النظر في المناهج المعتمدة والمعدات التقنية والميكانيكية، المستعملة في تأطير الطلبة، مع التشديد على عصرنة أسطول السفن المدرسية. حيث أكد كمال صبري أنه من غير المعقول استمرار هذه السفن التعليمية، في عطالة متواصلة، فقد بات من الضروري الوقوف على الأسباب الحقيقية وراء العطالة التي تعرفها هذه السفن، إذ يبقى الحل هو تشكيل لجنة مشتركة للتفكير الجاد في زرع روح جديدة في هذه القطع البحرية التعليمية ، من خلال العودة إلى المهنيين العارفين بخبايا تجهيز السفن، وكذا طرق تدبيرها، بما يتيح لها أداء أهدافها. كما أن مقاربة التدريب اليوم تتطلب إنخراط المهنيين بشكل يطبعه التناوب، وتنظمه دفاتر التحملات على مستوى الموانئ، لتفعيل إلتزامات مشتركة بين الوزارة الوصية في شخص المديرية والمهنيين عبر تمثيلية الغرف .
ونبّه المصدر في سياق متصل بالإنقاذ كمنظومة، هي تحتاج بدورها لمجهودات قوية ، سواء على مستوى تعزيز الكفاءات المشتغلة في هذا المجال، عبر فتح باب التطوع ، لاسيما وان البحر كمجال للإشتغال يبقى فضاء مطبوعا بالمخاطر ، وهو ما يفتح الباب أمام تطوع البحارة والربابنة، لتنفيذ المهام المطلوبة على مستوى تدبير ورش الإنقاذ. وهو إقتراح يجب أن تواكبه عصرنة الخوافر المشتغلة بالموانئ، التي أصبحت اليوم متجاوزة، وغير قادرة على أداء مهامها ، لكن هذه العصرنة اليوم يجب أن تكون في إطار مقاربة تحدد المطلوب ، وفق شروط ودفاتر تحملات موحدة، والتعاطي بنفس السياسة لتزويد موانئ المملكة، بخوافر من نفس الطراز على مستوى الشكل وأنظمة الإشتغال، بما يضمن التعاطي معها هذه الخوافر بشكل شموالي، سواء على مستوى التشغيل أو الصيانة . وهي مقاربة تحتاج اليوم إلى التعجيل بإعادة النظر في الجمعيات الجهوية المتواجد بالموانئ وإعتماد لجنة وطنية، أو التفكير في خلق إطار جديد لتدبير هذه الخوافر بشراكة مع القطاع الخاص .
وعلى مستوى المقاربة الإجتماعية والتأمين البحري ، فقد أكدت الغرفة على ضرورة إعادة النظر في علاقة البحارة مع الصندوق الوطين للضمان الإجتماعي ، خصوصا وأن القطاع عرف متغيرات كبيرة، من قبيل إعتماد الزونيينك والعمل بمنطق الكوطا، ناهيك عن مجموعة من المتغيرات التي تعرفها المصايد اليوم. وهو ما يفرض العمل على إعتماد المدخول السنوي، وتقسيمه على أشهر السنة ، بما يتيح للبحارة تصريحا يمكنهم من الولوج للخدمات الإجتماعية على طول السنة، وبشكل مسترسل، وعدم التضرر من التوقفات التي تعرفها الساحة المهنية، سواء بحكم الراحة البيولوجية والظروف المناخية او محدودية المصايد.
وشدد رئيس الغرفة في سياق آخر، على إعادة النظر في مسطرة التمويت المعمول بها حاليا، على مستوى حالات الغرق في البحر. من خلال الإعتماد على المحاظر المنجزة من طرف السلطات، وكذا القرائن الثابتة المرتبطة بالحادث ، من أجل إنقاذ اسر الضحايا ، وفسح المجال أمامهم، للولوج لخدمات التأمين. وذلك بما يصون كرامتهم ويجنبهم الكثير من المشاكل التي ترتبط بفقدان المعيل .
يذكر ان اللقاء عرف تفاعلا مهما من طرف مدير التكوين البحري إدريس التازي ، الذي قدم بالمناسبة إجابات رفقة فريق عمله، على الكثير من الأسئلة المرتبطة بموضوع الإجتماع، فيما بسط المدير أمام أعضاء الغرفة رؤيته المستقبلية ، مؤكدا أن المديرية ومن خلال اللقاءات مع الغرف المهنية واللقاءات التشاورية، قد أخذت الكثير من المقترحات في سياق الإنتظارات، التي ستشكل في عمومها أرضية خصبة لوضع خارطة طريق متكاملة ومنسجمة، بما يخدم مختلف مهام وإهتمامات المديرية.
وعرف اللقاء في ختام أشغاله تسليم درع الغرفة وتوشيح مدير التكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ ، في خطوة تعبيرية، تؤكد إستعداد الغرفة الأطلسية الشمالية للعمل رفقة المديرية، في سياق تنزيل سياستها الإصلاحة، وكذا خطة الطريق بما يخدم مستقبل التكوين البحري ورجال البحر والإنقاذ كورش هام واستراتيجي، للإرتقاء بقطاع الصيد البحري، ضمن النسخة الثانية من إسترتيجية أليوتيس .