أختتمت أمس الخميس 12 يونيو 2025 بمعهد التكنولوجيا للصيد البحري بمدينة العرائش، أشغال دورة تكوينية بلمسة يابانية نظمت لفائدة متدربي التكوين بالتدرج في تخصص تربية الأحياء المائية، إلى جانب بعض المحسوبين على أسر البحارة.
وأطر هذه الدورة التكوينية الخبير الياباني إيشيهارا هيكارو، الذي قدّم مجموعة من المعطيات النظرية المدعّمة بتطبيقات ميدانية في مجال تثمين المنتوجات البحرية. حيث أوضح الخبير الياباني، في تصريح لجريدة “البحرنيوز”، أن هذه المبادرة تندرج في إطار تعزيز قدرات المستفيدين والمستفيدات، من خلال تكوينات مكثفة امتدت على مدى ثلاثة أيام.
وتم خلال هذه الدورة تقديم معارف ومعلومات علمية وعملية، همت طرق مبتكرة لضمان الاستغلال المستدام للموارد البحرية، ليس فقط في مجال الاستهلاك الغذائي، بل أيضًا في مجالات الطبخ، والتجميل، والنظافة، عبر استخدام مستحضرات قائمة على مكونات بحرية. كما تم التركيز على سبل تثمين المنتوجات السمكية لتحقيق أقصى فائدة منها، بيئيًا واقتصاديًا.
واستفاد المشاركون من مزيج متكامل بين الجانب النظري والتطبيقي، حيث انتقلوا من القاعات إلى الورشات العملية داخل فضاءات المعهد. وقد مكّن هذا التفاعل التطبيقي، من ترسيخ المفاهيم والتقنيات المُكتسبة، مما يسمح بفهم أفضل لمناهج تثمين واستغلال الموارد البحرية.
وتسعى الجهات المشرفة على قطاع الصيد البحري، من خلال مثل هذه الأنشطة، إلى الرهان على التكوين والتأهيل المهني ، كرافعة لتطوير أنشطة بحرية موازية. كما تهدف إلى خلق فرص شغل مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بقطاع الصيد وتربية الحياء المائية البحرية، بما يُسهم في تحسين الإنتاجية بجميع أصنافها، وتوفير يد عاملة مؤهلة، قادرة على مواكبة تطور القطاع والمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي على المدى المتوسط و البعيد.
ويُعد هذا النوع من التكوينات مثالًا واضحًا على التوجه نحو استثمار المعرفة العلمية في تطوير المهارات العملية، وربط الأجيال الصاعدة من العاملين في الصيد البحري، بممارسات عصرية ومستدامة، تعزز من القيمة الإقتصادية والإجتماعية للمنتوجات البحرية الوطنية.
