العرائش .. جمع عام تعاونية لكسوس يناقش تحديات الصيد التقليدي ويقترح حلولاً بيئية ومهنية مبتكرة

0
Jorgesys Html test

إحتضن مقر تعاونية لكسوس بميناء العرائش، يوم الخميس 19 يونيو 2025، أشغال الجمع العام السنوي العادي للتعاونية، والذي خُصص لمناقشة حصيلة السنة المالية الماضية، وكذا التحديات الراهنة التي يواجهها قطاع الصيد التقليدي بالمنطقة، في أفق بلورة حلول عملية ومستدامة تنطلق من مقاربة تشاركية مهنية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد عبد السلام الغربي، رئيس التعاونية، أن اللقاء شكّل مناسبة مهمة لطرح عدد من القضايا ذات الطابع المهني، خصوصاً في ظل الاستعدادات الجارية لاستقبال موسم صيد الأخطبوط، الذي يُعد من أبرز المحطات الاقتصادية للصيد التقليدي بسواحل العرائش.

وأبرز الغربي أن التعاونية شرعت، بشراكة مع البحارة، في تجهيز ما يزيد عن 14 ألف وحدة “غراف” طينية صديقة للبيئة، تُستخدم كوسائل لجذب الرخويات، وتحديدًا صنف الأخطبوط، في إطار اعتماد أدوات غير ملوثة تضمن استدامة النشاط البحري وتحافظ على التوازن الإيكولوجي.

وفي خطوة تنم عن وعي بيئي متقدم، ناقش الجمع العام مقترحًا يتعلق بوضع “غراريف” طينية إضافية بدون حبال أو عُقَد داخل سواحل الإقليم بعد انتهاء موسم الصيد، لتتحول إلى أعشاش طبيعية لأنثى الأخطبوط، وهو ما من شأنه المساهمة في تجديد المخزون السمكي بطريقة طبيعية. وقد لاقى هذا المقترح استحسان المهنيين الحاضرين، واعتُبر خطوة رائدة على درب تثبيت أسس الصيد المستدام، وتعبيرًا عن التزام الصيادين بالحفاظ على الثروات البحرية كخيار استراتيجي.

ومن بين التحديات المطروحة، أشار رئيس التعاونية إلى الحاجة الملحة لإحداث رافعة داخل ميناء العرائش مخصصة لرفع قوارب الصيد التقليدي من الحوض المائي إلى اليابسة، قصد إجراء عمليات الصيانة والإصلاح في ظروف مهنية لائقة وآمنة. وشدد على أن المشروع يندرج ضمن مطالب التعاونية التي يجري الترافع بشأنها أمام الجهات المسؤولة، من أجل تحسين بيئة العمل وظروفها.

كما ناقش الجمع العام سبل تثمين المنتوج البحري، عبر توسيع قنوات التسويق والبحث عن أسواق جديدة، بهدف تحسين العائد الاقتصادي للصيادين وتقليص آثار ضعف المردودية التي تعرفها المدينة في الوقت الراهن. وتوقف المجتمعون عند الوضعية المالية للتعاونية، في ظل الصعوبات المرتبطة بتراجع المداخيل البحرية وتأثيراتها على التزامات المنخرطين المالية، ما يستوجب ـ حسب المتدخلين ـ البحث عن مصادر تمويل جديدة لضمان استمرارية التعاونية وتحقيق برامجها.

وفي ختام الجمع، جدد أعضاء التعاونية ثقتهم في عبد السلام الغربي رئيسًا لها، كما أعادوا تزكية المكتب المسير، في أفق مواصلة الدينامية المهنية التي انخرطت فيها التعاونية خلال السنوات الأخيرة. فيما عرفت أشغال الجمع العام حضور ممثلين عن مندوبية الصيد البحري، المكتب الوطني للصيد، معهد التكنولوجيا للصيد البحري، وممثل عن السلطات المحلية، ما منح اللقاء طابعًا رسميًا ومؤسساتيًا داعمًا للعمل التعاوني.

Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا