أطلقت شركة إسمنت المغرب بأكادير بمعية الوكالة الوطنية للموانئ، برنامجاً تحسيسياً شاملاً بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وذلك ضمن الأيام التحسيسية التي تنظمها الوكالة الوطنية للموانئ على مستوى المركب المينائي بأكادير ، حيث اختارت الشركة أن تتموقع أمام بوابة الميناء التجاري، مستهدفة بالتأطير والإرشاد فئة محورية في سلسلة الإنتاج والنقل، يتعلق الأمر بسائقي الشاحنات أحد المكونات الأساسية في سلسة النقل والحركة داخل الموانئ التجارية وعلى الطرقات، إلى جانب عدد من المكونات المينائية، تحت شعار معا من أجل موانئ نظيفة ومحيطات حية.
ويأتي هذا الإختيار حسب مسؤولي الشركة بالنظر لكون السائقين هم يعبرون الطرق يومياً، ولا يقتصر نشاطهم فقط على نقل البضائع من وإلى وحدات الإنتاج، بل يحملون معهم مسؤولية مشتركة تجاه البيئة والمجتمع. حيث أوضحت ذات المصادر، أن اختيار سائقي الشاحنات كمحور لهذه الحملة لم يكن اعتباطياً، بل ناجم عن إدراك عميق بأهمية دورهم في تقليل البصمة البيئية المرتبطة بالنقل البري. فأسلوب القيادة، واحترام السرعات المحددة، والتعامل السليم مع المخلفات والسوائل الصناعية، كلها عناصر بسيطة، لكنها تصنع الفرق عندما يتعلق الأمر بحماية البيئة.
ولتحقيق الأهداف المرسومة في سياق التأطير، تركز الورشات المتواصلة والمنظمة على أربع محاور أساسية، تهم القيادة البيئية لتوفير استهلاك الوقود والحد من الانبعاثات. ثم التعامل الآمن مع المخلفات والتسربات، لأن كل قطرة زيت قد تتحول إلى خطر بيئي. فمواجهة التلوث الضوضائي والغبار عبر الالتزام بتقنيات التحميل والتفريغ السليم. ثم التركيز على الصيانة الدورية للمركبات كخيار ليس فقط لضمان الأداء، بل للحفاظ على الهواء والماء والتربة. ولتقريب المفاهيم أكثر، وزعت الشركة مطويات توعوية، بأسلوب بصري ولغوي مبسط يناسب جميع المستويات.
ونسجت إسمنت المغرب خيوط شراكة عملية مع الوكالة الوطنية للموانئ بأكادير، والسلطات المينائية ومهنيي النقل، لضمان التنزيل الميداني الأمثل لهذا البرنامج التوعوي. كما شكلت الورشات منصة للتفاعل والتبادل بين مكونات المجموعة من المستفيدين من السائقين ، عبر طرح السائقين تساؤلاتهم واقتراحاتهم وتبادل الخبرات حول الممارسات البيئية الفضلى.
بهذه المبادرة، تؤكد الوكالة الوطنية للموانئ ومعها إسمنت المغرب كواحدة من مكونات القطاع الخاص ، أن الإلتزام بالبيئة لا يقف عند حدود احترام القوانين، بل يتعداه إلى بناء ثقافة بيئية تبدأ من عجلة القيادة، وتمر عبر الطرقات، لتصل إلى كل ركن من أركان سلسلة الإنتاج والنقل. فالنقل المستدام لم يعد خياراً ثانوياً في عالم اليوم، بل ضرورة لبناء اقتصاد أخضر متوازن، يراعي الإنسان والمحيط. وفق مقاربة تراعي الثنائية المتدرجة بيئة مسؤولة.. وتنمية مشتركة.
وتنظم الوكالة الوطنية للموانئ أيام بيئة إحتفالا باليوم العالمي للبيئة ، وهي الأيام التي تتواصل إلى غاية 27 من الشهر الجاري، بأنشطة متفرعة ، تراهن على تغيير السلوك البشري في حق البيئة المينائية والبحرية ، من خلال مخاطبة الوعي المهني، وتكريس الممارسات الفضلى إتجاه البيئة البحرية من خلال ورشات تحسيسية ، وحملات ميدانية ، وتمارين تحاكي الواقع ، للخروج من المفهوم النمطي للتوعية إلى مفهوم يكرس العمل المشترك للحفاظ على نظافة الموانئ ومعها تعزيز دينامية المحيطات .