رسا المركب الشراعي العلمي ” تارا” ، أول أمس السبت فاتح نونبر 2014 بميناء طنجة المدينة، في إطار رحلة “تارا المتوسط”، وهي مهمة علمية تستغرق عدة أشهر وتروم قياس مستوى تلوث حوض البحر الابيض المتوسط بجزئيات البلاستيك ومدى تأثيرها على الأنظمة البيئية والموارد البحرية والسلسلة الغذائية .
وقال ربان المركب الشراعي مارتان هيرتو ،في تصريح للصحافة بالمناسبة ، إن الجولة التي يقوم بها المركب الشراعي العلمي ” تارا”، والتي تشمل ضفتي حوض البحر الابيض المتوسط ، بالإضافة الى وظيفتها العلمية ، فإنها تروم تحسيس المجتمع بالمخاطر التي تتهدد البيئة البحرية بسبب سلوكات سلبية يغيب عنها اهمية المحافظة على المحيط البيئي من التلوث لما فيه خير البشرية ومستقبلها .
وتستهدف هذه التوعية بشكل خاص الاطفال والفئات العمرية الشابة باعتبارها اجيال المستقبل ،التي يمكن انخراطها في هذا المسعى من مواجهة التحديات التي تتهدد فضاء حوض المتوسط وباقي البحار والمحيطات .
وأضاف أن الرحلة ،التي انطلقت يوم 19 ابريل من العام الجاري وشملت 11 بلدا من ضفتي حوض المتوسط، من ضمنهم المغرب عبر بوابة طنجة، ويؤطرها علماء وباحثون ضمن طاقم الباخرة المشكل من 14 شخصا ، مكنت من الاطلاع بشكل علمي على مختلف المخاطر البيئية والتدهور الذي يهدد الموارد والكائنات البحرية ، وكذا وضع تقييم اولي حول الظواهر البيئية بالمنطقة ، مشيرا الى أن رسو الباخرة بطنجة سيشكل فرصة للمهتمين بالمجال البيئي من الاطلاع عن كثب على المهام العلمية للمركب العلمي “تارا” وعلى حيثيات المهام العلمية والتحسيسية للرحلة .
وحدد طاقم المركب الشراعي “تارا” برنامجا خاصا بطنجة للعموم وبشكل خاص للأطفال وللصحافيين ، لتمكين ساكنة المنطقة من الاطلاع على الاهداف العلمية والايكولوجية للسفينة ، والتحسيس بأهمية الحفاظ على بيئة البحار والمحيطات وتجنب الممارسات السلبية البشرية التي من شأنها أن تتسبب في تدهور البيئة البحرية التي لها دور اساسي في ضمان الامن الغذائي لشرائح كبيرة من المجتمع ، والحفاظ على التوازن الطبيعي بحوض البحر الابيض المتوسط .
وللإشارة، يعيش ازيد من 450 مليون نسمة في حوض البحر الابيض المتوسط ، الذي يحتضن 30 بالمائة من حركة النقل البحري العالمي ، وفي المقابل يتوفر على 8 بالمائة من مكونات التنوع البيولوجي البحري بالرغم من انه لا يغطي الا 8ر0 بالمائة من المساحة الإجمالية للبحار والمحيطات.
كما يتضمن برنامج السفينة خلال رسوها بطنجة، الذي سيمتد الى غاية يوم السبت القادم تنظيم ندوة حول التلوث بالمتوسط وعرض أشرطة وثائقية بالخزانة السينمائية لطنجة وورشات المواطنة بتنسيق مع الجمعيات المحلية والوطنية المهتمة بالمجال البيئي ، ستنصب على الرهانات البيئية بحوض المتوسط وسبل مواجهة التحديات البيئية بالمنطقة عبر آليات التوعية ومقاربات تربوية تنخرط فيها كل مكونات المجتمع ،ورفع مستوى الوعي لدى المواطنين بمختلف القضايا البيئية في البحر الابيض المتوسط .
و ينكب المركب الشراعي “تارا” الذي تكمن مهمته في التوعية بالمخاطر البيئية العديدة التي تتهدد الحوض المتوسطي ، على دراسة تفاعل الأنظمة البيئية للعوالق البحرية مع الأجزاء البلاستيكية، التي تغزو البحر المتوسط.
وبعد المحيط الهادئ سنة 2011 والقطب الشمالي سنة 2013 ، يقوم المركب الشراعي “تارا” إلى غاية دجنبر القادم، بزيارات لحوالي 15 بلدا مطلا على البحر المتوسط ، في جولة تمتد ل 16 ألف كلم ، لإثارة الانتباه إلى ما يتهدد هذا البحر جراء الضغط الديمغرافي الكبير والتلوث المتزايد وتضخم المشاكل البيئية .
ويجري الفريق العلمي لسفينة الابحاث العلمية الفرنسية ،التي يبلغ طولها 36 مترا ولها صوار ترتفع بطول 27 مترا ،تحاليل دقيقة للأنظمة البيئية والكائنات الحية من بكتيريا وطحالب ورخويات وغير ذلك، التي تنشأ على الأجزاء البلاستيكية ويعكف الخبراء على متن المركب تارا على دراسة تفاعل الأنظمة البيئية للعوالق البحرية مع هذه الأجزاء البلاستيكية.