“بحر بلا بلاستيك” تَطَلُّعٌ يعزّز التنافس بين سفن الصيد في أعالي البحار

0
Jorgesys Html test

مع مرور السنوات وتوالي المبادرات أصبح شعار “البحر بلا بلاستيك” غاية تتنافس من أجله سفن الصيد في أعالي البحار، العائدة من مصيدة الأخطبوط، فالتجول على الأرصفة المخصصة لعمليات التفريغ ، سرعان ما تستنتج أن تفريغ الأكياس المحملة بقنينات البلاستيك الفارغة واحدة من الأولويات التي تتم عند عملية التفريغ.

وتراهن شركات الصيد في اعالي البحار على تأكيد انخراطها الدائم، لمحاربة جميع ظواهر التلوث البحري، حماية للخصائص الطبيعية للبيئة البحرية، من خلال الإحاطة بمختلف القواعد والآليات القانونية للتصدي لأخطار هذا النوع من التلوث؛ لأن الحماية تحيل إلى فكرة الوسائل والأهداف المتبعة، وبالتالي نكون أمام قاعدة جوهرية فحواها ضرورة الالتزام الشامل بالمحافظة على البيئة البحرية.

وقد أبدعت سفن الصيد في أعالي البحار حلولا موحدة، تقضي بجمع القمامة، والقوارير البلاستيكية أثناء رحلاتهم البحرية الطويلة، والعودة بها عند الولوج إلى الموانئ لإجلائها وتسليمها إلى الجهات المكلفة باستعادة وجمع النفايات، خاصة البلاستيكية منها من سفن الصيد البحري. إذ أنه وفي هدا الإطار عمدت بعض الشركات إلى تخصيص  حوافز مالية لتحفيز أطقم السفن على احترام البيئة، وتطبيق جميع القواعد والشروط لحمايتها.

ونوه أحد المهتمين بالبيئة البحرية في تصريح سابق للبحرنيوز بأهمية هذه المبادرة ،  التي تعزز الحرص المهني الحاصل على مستوى شركات الصيد في أعالي البحار، من أجل بحر بلا بلاستيك، خصوصا في ظل التحفيزات التي سنتها بعض الشركات لأطقمها البحرية، التي ستعود بأكبر قدر من القمامات عند عودتها مع نهاية الموسم الصيفي، حيث يتم تكريم البحارة وتسليمهم شواهد تقديرية على جهودهم، بل هناك من احدث جوائز لهذا الغرض ، في إنتظار إحداث ذرع تحفيزي يخصّص لتتويج “حُماة البيئة البيئة البحرية في أعالي البحار”.

ويشدد فاعلون على الحاجة الملحة لإدخال تدابير مفيدة للحد من القمامة البحرية،  من قبيل وضع قيود على استخدام مواد بلاستيكية يمكن التخلص منها، لصالح إعادة استخدام واستخدام المواد القابلة للتحلل،  مع تحفيز الصيادين في إتجاه جمع القمامة البحرية في البحر، وتوفير المرافق والمعدات لتخزين النفايات، بما في ذلك أليات تتيح ضغط وتدوير النفايات البلاستيكية ومعدات الصيد، التي يتم الإستغناء عنها على ظهر السفينة،  حتى لا تشغل مساحات أكبر تعيق نشاط الأطقم البحرية، مع  تنظيم دورات تحسيسية وتدريبية يقودها الربابنة لمعالجة النفايات البحرية . 

وخلصت دراسة قامت بها مؤسسة “بيغ ثينك” للاستطلاعات بسبعة من أكبر دول العالم في الصيد البحري، ضمنها المغرب بما في ذلك بيرو وإندونيسيا والولايات المتحدة ، لمعرفة كمية العتاد التي تدخل المحيط، أن  الصيادون يفقدون كل عام  740000 كيلومتر من الخيوط الطويلة، وما يقرب 3000 كيلومتر مربع من الشباك الخيشومية ، و218 كيلومترا مربعا من شباك الجر و75000 من الشباك السينية.

كما يفقد الصيادون أكثر من 25 مليون وعاء ومصيدة وحوالي 14 مليار خطاف طويل كل عام،  حيث تغطي هذه التقديرات مصايد الأسماك التجارية فقط، ولا تشمل كمية خيوط الصيد وغيرها من المعدات التي فقدها الصيادون الترفيهيون. فيما قدرت الدراسة أن ما بين 1.7 في المائة و4.6 في المائة من جميع النفايات البلاستيكية البرية تنتقل إلى البحر. ما يجعل من المحتمل أن تتجاوز هذه الكمية معدات الصيد المفقودة. وهي مؤشرات رقمية تؤكد اهمية التحسيس والرفع من الوعي،  لمحاصرة هذه الوضعية على مستوى الدول المعنية، من خلال تكريس الممارسة المسؤولة والإيجابية.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا