إنتحار بحار يشعل النقاش حول المواكبة النفسية للبحارة لمواجهة تبعات التطورات الإجتماعية

0
Jorgesys Html test

أقدم بحار أربعيني يوم السبت 27 غشت 2022، على وضع حد لحياته داخل منزله بحي التنمية بمدينة بوجدور حيث عُثر عليه جثة هامدة، في واقعة مبهمة خلفت موجة من الإستياء في الوسط المهني، لاسيما وأن هذه النازلة تأتي على بعد أيام قليلة من واقعة مماثل بالداخلة. 

وحسب المعطيات الأولية التي إستقتها جريدة البحرنيوز، فإن البحار المتوفى، عانى مؤخرا من مشاكل عائلية، فيما تبقى أسباب إقدامه على الإنتحار مجهولة إلى حدود اللحظة، وتم إشعار السلطات المحلية والمصالح الامنية بالواقعة، وجرى نقل جثة الهالك، نحو مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالمدينة، في انتظار إخضاعها للتشريح الطبي قصد تحديد كافة الظروف والملابسات المحيطة بالحادث، تحت إشراف من النيابة العامة المختصة.

أعادت حالتا الإنتحار التي وقعت بكل من بوجدور والداخلة  النقاش بخصوص أهمية المواكبة النفسية للبحارة، في ظل الضغوطات القوية المرتبطة بالمصايد، والتراكمات التي ظلت تحيط بالمشهد المهني، المبني على نظام المحاصة بما تحمله من تقلبات، عادة ما يكون لها إمتداد على المستوى الإجتماعي إنطلاقا من محيط ممتهني النشاط البحري.

وتعد الإضطرابات النفسية من المشاكل الحقيقية التي تواجه ثلة من البحارة مع تقادم ممارسة المهنة، بفعل متطلبات النشاط المهني في البحر، كفضاء يحتاج لميكانزمات خاصة على مستوى الإشتغال، تجعل البحار في مواجهة مع ذاته، دون البوح بمشاكله حتى لمقربيه( الإسقاط هنا ليس مجالا للتعميم) ، حيث تتطور الحالة لتصبح مرضا نفسيا مزمنا، قد يُدخل معها  المصاب في حالة من اليأس والشعور بعدم الجدوى والإكتئاب. 

ويفرض واقع الحال، نوعا من المواكبة،  تضمن للبحار الخروج عن طابعه الإنعزالي، والإنفتاح أكثر على المجتمع، وهو دور يمكن أن تلعبه الأسرة كفضاء داخلي  والأصدقاء. فيما تعد مسألة الخضوع لجلسات كوتشينغ، أمرا مساعدا في التحفيز على البوح، في إتجاه  ضمان التوازن النفسي، والتخلص من ضغوطات العمل وتراكمات السنين.

ويشهد خبراء الطب  على العديد من المشاكل الفعلية والمحتملة لأولئك الذين يبحرون في محيطات العالم من أجل اكتساب الرزق . حيث قال مانويل بوركيرت، وهو طبيب يقدم النصيحة عن طريق الإذاعة إلى أفراد الأطقم البحرية من الذكور والإناث من كوكسهافن في شمال ألمانيا في تصريح سابق نقلته وكالة “د.ب.أ “  أن “الحياة على متن السفن تعد وضعا صعبا، لا سيما عندما تكون شابا ولم تقض الكثير من الوقت بعيدا عن المنزل من قبل”. ومع ذلك، فإن الأعراض النموذجية للإرهاق النفسي لا تعرض على الطبيب على الأرض، وسوف تتراكم تدريجيا.

وأظهرت دراسة استقصائية أجريت في وقت سابق  على 300 بحار  من طرف جمعية النقل والمرور في ألمانيا، أن الأشخاص المتضررين غالبا ما يتعاملون مع الضغوط التي يتعرضون لها على متن السفن عن طريق تناول الكثير من الطعام غير الصحي والإكثار من التدخين. وفي الحالات الأسوأ، سيتعرضون لتقلبات المزاج واضطرابات النوم والاكتئاب. كما يعاني العديد من البحارة أيضا من التعب المزمن والذي يمكن أن يؤدي بسهولة إلى الحوادث.

وأرخت الوضعية الحالية التي تعرفها المصايد المغربية، بسدولها على الأطقم البحرية، إذ يواجه عدد من البحارة ضغوطات حقيقية، خصوصا وأن هذه الفترة المطبوعة بإنتظارات الدخول الإجتماعي الجديد تتسم، يتحديات مصيدة الخطبوط بالجنوب والتقلبات التي تطبع  أثمنة المحروقات، ومعها باقي لوازم وحاجيات رحلة الصيد، حيث تسربت هذه التطورات لعائدات الرحلات البحرية، ومعها حسابات البحارة ، بالنظر لكون الأطقم البحرية تنال أجرتها عبر نظام المحاصة، بعد تصفية مختلف المصاريف. لدى فالمردودية إختلفت قيمتها حسب نوعية الأسطول وطبيعة النشاط  وجغرافيته.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا