أكادير .. باحثون يوصون بصيانة النظام الإيكولوجي بالسواحل التي تحتضن محطات لتحلية مياه البحر

0
Jorgesys Html test

نبه باحثون مهتمون بالشأن البحري ، إلى ضرورة الإهتمام بالنظام الإيكولوجي ومراعاة مختلف التأثيرات المحتملة على الساحل عند التفكير في إنشاء محطة لتحلية مياه البحر.  

وقد جاء هذا التنبيه ضمن دراسة علمية أنجزها باحثون مغاربة في علم البحار  تم نشرها بعنوان “نهج متعدد لتقييم الحالة الصحية للنظم الإيكولوجية الساحلية التي ستستقبل محطات تحلية المياه في خليج أكادير بالمغرب”، وهي الدراسة التي جاءات لتقييم الحالة الصحية الأولية للنظم الإيكولوجية، من خلال تتبع وجمع ستة أزواج من بلح البحر في ستة مواقع،  لأخذ عينات على أساس شهري على مدار عامين. وإخضاعها للتحليل داخل المختبر لقياس الآثار السمية المترتبة عن الوسط.

و عمد الباحثون في هذا العمل إلى دراسة التأثير البيئي لمحطة تحلية مياه البحر المرتقب إنشاؤها في خليج أكادير على النظام البيئي ، وذلك من خلال تقييم الحالة الصحية الأولية لمنطقتين المرشحتين لاستقبال محطتين لتحلية مياه البحر، في كل من تيفنيت دويرة وكاب غير. مع تقييم الأثر البيئي المحتمل لتركيب هاتين المحطتين على النظام البيئي الساحلي. 

وتأسست هذه الدراسة التي وقفت على التنوع البيولوجي ، والبنية السكانية ، وتحليل معلمات المياه والرواسب. وذلك من خلال استخدام نهج متعدد التخصصات لتقييم صحة النظام الإيكولوجي الساحلي، من خلال العديد من برامج الرصد البيئي، مثل برنامج مراقبة بلح البحر ، حيث أكد الباحثون أن من المفيد، متابعة التغييرات البيئية لهذه النظم الإيكولوجية بعد تنفيذ المشاريع. لأن هذه  المُنشأة ستحدث فوق البحر، وهو ما يجعل حدوث انعكاسات سلبية على محيطها أمرا محتملا. إذ من الممكن ان تكون هناك تغيرات في المعايير البيئية ، وتأثير التغير الموسمي ، وتلوث النظام البيئي المائي.

واستغرق العمل على هذه الدراسة التي  أُعدت من قبل كل من الباحث أحمد العزاوي والبروفسور عبد اللطيف مكرم والباحثة لطيفة لفرير، وهم يشتغلون بمختبر النظم البحرية التابع لكلية العلوم في جامعة ابن زهر بأكادير، إستغرقت حوالي سنتين ونصف بدءًا من سنة 2015، وستتبعها دراسات أخرى لرصد الحالة الصحية للساحل أثناء وبعد إنشاء محطات تحلية مياه البحر، لمتابعة تأثيرها المحتمل على النظام الإيكولوجي، وأخذ خلاصات ذلك بعين الاعتبار في المشاريع المستقبلية.

وتأثي هذه الدراسة الجديدة لتعزز ما وصل إليه باحثون أستراليوين في دراسة سابقة ، أن محطات تحلية مياه البحر تجتذب كميات كبيرة من الأسماك، لتعيش بالقرب من مخارجها. حيث أوضحت الدراسة -التي نشرتها دورية “أمريكان كيميكال سوسايتى” (American Chemical Society) شهر دجنبر الماضي، أنه “بالرغم من أن تلك المحطات يمكن أن تؤدي دورًا مزدوجًا في خدمة البشرية، ليس فقط من خلال تزويدهم بالمياه الصالحة للشرب، بل بالمساعدة في توفير احتياجاتهم من الغذاء، إلا أن ذلك قد يكون له عواقب أخرى على النظم البيئية”.

وأشارت ذات الدراسة  إلى انه  “مع الزيادة المطردة في أعداد السكان، وتفاقُم حدة التقلبات المناخية، أصبح الأمن المائي يشكل مصدر قلق على المستوى العالمي، ما دفع العديد من الدول إلى اللجوء لتشغيل محطات لتحلية مياه البحر، بفصل الملح منها وجعلها صالحةً للشرب، وعادةً ما تعمل هذه المحطات على إعادة تصريف الأملاح الزائدة -ضمن محلول شديد الملوحة- إلى البحر مرةً أخرى، مما يؤدي إلى حدوث تغيرات في النظم الإيكولوجية”.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا