إكتشاف صخور بلاستيكية .. يرعب علماء الجيولوجيا

0
Jorgesys Html test

اكتشف باحثون جيولوجيون،  صخورا ممزوجة بالبلاستيك، تحتوي على نقاط خضراء اللون فوق جزيرة ترينداد البرازيلية . حيث توصّل العلماء، إلى أن اللون الأخضر بالصخور، هو بلاستيك مُذاب طبيعيًا، وأصبح مُتشابكًا مع الصخور على الجزيرة البرازيلية، ووصف العلماء ما توصلوا إليه بـ«الأمر المرعب».

وأوضح الباحثون أن تأثير التلوث الذي يتسبب فيه البشر من نفايات بلاستيكية، قد وصل إلى جيولوجيا الأرض، وبالتالي سيكون له تأثير على الحياة في الجزيرة التي تقع على بعد 1140 كيلومترًا من ولاية إسبريتو سانتو الجنوبية الشرقية، والتي تعد ملجأ للسلاحف البحرية، حيث تضع فيها بيوضها. إذ سجلت خبيرة الجيولوجيا فيرناندا أفيلار سانتوس، أن هذا «التلوث يأتي بشكل رئيسي من شباك الصيد، وهي نفايات شائعة جدًا على الجزيرة، الشِباك تجرُها التيارات البحرية، وتتراكم على الشاطئ وعندما ترتفع درجة الحرارة يذوب هذا البلاستيك ويصبح جزءًا لا يتجزأ من المواد الطبيعية للشاطئ».

وفي موضوع متصل كانت إحدى الدراسات التي قامت بها مؤسسة “بيغ ثينك” للاستطلاعات، قد أكدت أن حجم خيوط شباك الصيد التي يتم التخلص منها في المياه المالحة من طرف الصيد التجاري يمكن أن تدور حول الأرض أكثر من 18 مرة. ووفق ذات الدراسة التي تعدة خلاصة للإستطلاعات التي أجرتها مؤسسة “بيغ ثينك” بسبعة من أكبر دول العالم في الصيد البحري، ضمنها المغرب بما في ذلك بيرو وإندونيسيا والولايات المتحدة ، لمعرفة كمية العتاد التي تدخل المحيط. حيث أجرى صحفيو المؤسسة مقابلات مع 450 صيادا، تم إستجوابهم حول كمية معدات الصيد التي يستخدمونها ويفقدونها سنويا، وما هي خصائص المعدات والسفن التي يمكن أن تزيد المشكلة سوءا. وشمل الإستطلاع أيضا، حجم السفن والخطاطيف، وما إذا كان الخطاف يتصل بقاع البحر، والكمية الإجمالية للمعدات التي تستخدمها السفينة.

ويستخدم الصيادون أنواعًا مختلفة من الشباك لصيد أنواع مختلفة من الأسماك.  حيث خلصت الدراسة أن كمية الشباك التي تتناثر في المحيط كل عام،  تشمل 740000 كيلومتر من الخيوط الطويلة، وما يقرب 3000 كيلومتر مربع من الشباك الخيشومية ، و218 كيلومترا مربعا من شباك الجر و75000 من الشباك السينية. كما يفقد الصيادون أكثر من 25 مليون وعاء ومصيدة وحوالي 14 مليار خطاف طويل كل عام. فيما تغطي هذه التقديرات مصايد الأسماك التجارية فقط، ولا تشمل كمية خيوط الصيد وغيرها من المعدات التي فقدها الصيادون الترفيهيون. فقد قدرت الدراسة أن ما بين 1.7 في المائة و 4.6 في المائة من جميع النفايات البلاستيكية البرية تنتقل إلى البحر. ما يجعل من المحتمل أن تتجاوز هذه الكمية معدات الصيد المفقودة.

ويمكن أن تتسبب معدات الصيد المفقودة ، والتي يطلق عليها معدات الصيد الشبحية ، في أضرار اجتماعية واقتصادية وبيئية جسيمة. حيث تشير التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الحيوانات تموت كل عام من الصيد غير المتعمد في شباك الصيد. يمكن أن تستمر الشباك المهجورة في الصيد العشوائي لعقود  خصوصا وأن معدات الصيد هي مصممة اساسا  لصيد الحيوانات ، ما يؤكد أنها أكثر أنواع التلوث البلاستيكي إضرارًا بالبيئة. إذ تشير الدراسة أن 2 في المائة من من جميع معدات الصيد المستخدمة في جميع أنحاء العالم، تؤدي إلى تلويث المحيطات والبحار.  

وأكدت الدراسة ان هذا الخطر الذي يواجه الأسماك له تأثير اقتصادي على الصيادين أنفسهم، لأن كل متر من الشباك أو الخيط المفقود، هو له تكلفة على الصياد – ليس فقط لاستبدال المعدات،  ولكن أيضًا في الصيد المحتمل. فمن من المعروف يوضح فريق الإستطلاع أن ما يقرب من 700 نوع من الكائنات البحرية تتفاعل مع الحطام البحري ، وكثير منها قريب من التهديد. حيث ذكّرت الدراسة بالبحث الأسترالي والأمريكي في عام 2016 ، الذي خلص إلى أن  معدات الصيد تشكل أكبر تهديدات التشابك للحيوانات البحرية،  مثل السلاحف البحرية والثدييات البحرية والطيور البحرية والحيتان. ومن المعروف أيضًا أن الأحياء البحرية الأخرى بما في ذلك أسماك المنشار  وأسماك قرش المطرقة والحيتان.. تتشابك مع معدات الصيد. كما  تتشابك أطرافها وأجسامها مع النفايات البلاستيكية بما فيها نفايات الصيد.

وحسب الدراسة فإن بعض الخسائر تعزى إلى كيفية تشغيل معدات الصيد. فعلى سبيل المثال وفق فريق الإستطلاع ، يمكن أن تُفقد شباك الجر القاعية عندما تعلق على الشعاب المرجانية – أكثر من الشباك التي لا تتلامس مع قاع البحر. كما يمكن لظروف المحيط أيضًا أن تحدث فرقًا كبيرًا. فقد أفاد الصيادون ضمن الإستجوابات أن سوء الأحوال الجوية والإكتظاظ، يساهم في فقدان المعدات بشكل شائع. كما هو الحال عندما تعبر الشباك المقطوعة، الخيوط الطويلة أو الشباك الخيشومية…

ونبهت الدراسة إلى أن التطورات التكنولوجية ، مثل تنبؤات الطقس وتحسين وضع العلامات على معدات الصيد وتتبعها، قد تؤدي إلى تقليل معدلات الفقدان. كما يمكن للحوافز أن تقلل من تحول المعدات الضائعة او المتخلى عنها إلى معدات شبحية. كما يمكن أن يشمل ذلك برامج إعادة شراء معدات الصيد المنتهية الصلاحية، والقروض المنخفضة التكلفة لاستبدال الشباك ، وتعميم فضاءات لتجميع النفايات في الموانئ، لتشجيع الصيادين على إعادة معدات الصيد المستعملة. إذ يمكن أن يؤدي تطوير أنظمة فعالة لإدارة الصيد إلى تحسين الأمن الغذائي ، وخلق بيئة صحية ، وإنشاء أعمال تجارية أكثر ربحية للصيادين الذين يعملون فيها.

 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا