الدريوش.. بحارة يعلّقون على بوليميك “حمام الشعابي” ويرفضون ربط اليافطة بالكراهية والتمييز

0
Jorgesys Html test

تعرف المنطقة الشرقية نقاشا قويا تحول لنوع من البوليميك في الأوساط المحلية حول حامة الشعابي، بعد أن تم تداول يافطة تحدد مواعيد الإستفادة من هذه الحامة، فاصلة بين النساء صباحا والرجال في الفترة الممتدة بعد الظهيرة، ومانعة نون النسوة من إرتيادها يوم الجمعة. وهو ما جعل الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب إلى التنديد بمضمون هذه اليافطة، مطالبة بتحريك مساطر البحث بخصوص ما اعتبرته عملا يدخل في “أجندة الإسلام السياسي”، ووصفته بأنه “إرهاب ينشر الكراهية والتمييز في الفضاء العام، ويعكس توجهات غريبة على المجتمع”. 

وأثارت هذه الخرجة للجبهة، ردود افعال غاضبة على المستوى المحلي بالدريوش كما جر عليها موجة من الإستنكار ، لاسيما وان اليافطة ظلت مبارحة مكانها لسنوات خلت ، مكرسة لتقليد فرضه ضيق المساحة، التي تمتد عليها الحامة المخصصة للتداوي، حيث يبقى الإجراء محصور في الحامة المتواجدة على مقربة من الشاطئ وليس في الشاطئ كما روجت لذلك تقارير صحفية. وهو الغضب الذي إمتد صداه لمختلف وسائط التواصل الإجتماعي، حيث دعا بحارة صيادون بسيدي حساين التابعة لإقليم الدرويش،  الجهات المسؤولة  للحفاظ على الموروث الثقافي البحري، المتضمن لحامة الشعابي، باعتباره رمز من رموز ثقافة التداوي، التي تجدب الزوار وسكان المنطقة منذ سنين، في جو يسوده التنظيم المحكم ، المعتمد من طرف سكان المنطقة منذ القدم و محفور بالذاكرة المحلية للمنطقة.

وأكد عبد الخالقي شعيب رئيس تعاونية البحارة الصيادين بسيدي حساين في إقليم الدرويش في تصريح لجريدة البحرنيوز، ان حامة الشعابي تعد منطقة للتداوي، لا تتجاوز مساحتها 10 أمتار مربعة، قدرتها الاستيعابية لا تتحمل أزيد من 10 اشخاص، خصصت منذ سنين للتداوي من الأمراض الجلدية، لما تحمله مياه تلك العيون المنبثق من الجبل المحاذي للحفرة، من مياه دافئة، تحمل بين مكوناتها مجموعة من المواد النافعة، التي يبقى أهمها مادة الكبريت. هذه الآخيرة التي تساهم في معالجة مجموعة من الأمراض الجلدية، من قبيل حساسية الجلد حسب قول شعيب.

وأوضح الفاعل في قطاع الصيد التقليدي، والذي ترعرع ونشأ بقبيلة أيت سعيد، في مسترسل حديثه مع جريدة البحرنيوز، انه صُدِمَ اليوم بعد طمس وإزالة التعليمات والتوجيهات التي كانت تحملها اليافطة، على بعد مسافة قصيرة من مكان تواجد حامة الشعابي، توجه الزائرين الراغبين بالتوجه اليها بكل سلاسة، من خلال الإلتزام بتوقيت محدد، يمكن الزائرين من التداوي بكل اريحية. وذلك من خلال تخصيص حيز زمني للنساء وآخر للرجال،  حيث كانت اليافطة الإشهارية تبرز التوقيت بالشكل المطلوب. ولا علاقة لهذا الإجراء بما تم الترويج له من طرف إحدى الجمعيات ، التي لم تكلف نفسها جهد التحري لتقصي حقيقة الحامة ، وكذا الأسباب الداعية للفصل بين الرجال والنساء التي تحكمت فيها جغرافية المكان.

الصورة من صفحة بادس 24

 وإلى ذلك كشفت جمعية آيت سعيد للثقافة والتنمية في بيان توصل البحرنيوز بنسخة منه، عن مجموعة من النقاط التوضيحية والتفسيرية تخص الموقع السياحي المعروف ب “حامة اشعابي” يبقى أهمها توضيح عن اللافتة المقصودة، باعتبارها لا تعني المنع من الولوج إلى الشاطئ، وإنما الفضاء والمكان المقصود هو الحامة، ذلك أنه لا يمكن السماح باختلاط الرجال والنساء في نفس الوقت داخل حامة لا تتعدى مساحتها 10 أمتار مربعة. وهو أمر جاري به العمل في جميع الحمامات في مختلف المدن والمناطق. كما أنه لم يسبق وأن أثارت هذه المسألة أي تأويل أو استنكار من لدن الزوار، أو أي جهة أخرى حسب ما جاء في الوثيقة.

وعرض البيان أن الإجراء المنصوص عليه ضمن اللافتة المعنية معمول به منذ عقود طويلة، وهو يدخل في إطار أعراف المنطقة المنظمة للحياة العامة والفضاءات المشتركة، ولا علاقة له بما يروج له من ترهات تنم عن جهل بالحقيقة. كما استغرب البيان من مضمون الرسالة الموجهة لمسؤولي الإدارة الترابية، لما فيها من تغليط وتهويل ومبالغة وقفز على الحقائق، ولهذه الحملة المغرضة التي أثارت استياء ساكنة المنطقة، ومختلف الفعاليات، لاسيما وأن ساكنة المنطقة معروفة بانفتاحها وحسن الضيافة واحترامها للزوار ونبذ كل مظاهر التطرف والتزمت.

و أشار البيان الذي  استنكر  ربط هذا الأمر بتوغل “الخطر الارهابي” والانغلاق والتطرف ، إلى إشكالية البحث عن الحقيقة. كما اعتبرت الوثيقة أن التهميش والعزلة والإقصاء والهشاشة والبؤس الاجتماعي، هي العوامل التي يمكن أن تشكل جذور التطرف، وليست أعراف تنظيم الحياة العامة. فيما  أوضح نص الوثيقة، أن الأمر لا يتعلق مطلقا بالتحريض على الكراهية والتمييز والتشجيع على الإرهاب، كما يُروّجُ لذلك، بل يتعلق الأمر بإجراء تنظيمي وتقني ينظم عملية الولوج إلى الحامة وليس إلى الشاطئ.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا