المؤتمر الدولي للطب البحري بأكادير .. أشياء وقعت في الكواليس!

1
Jorgesys Html test

إن إحتضان مدينة أكادير للمؤتمر الدولي الاسباني الفرنكوفوني التاسع للطب البحري جعلها قبلة للرأي العام البحري سيما المهتمين بالصحة البحرية، هذه الآخيرة التي تحتاج الى مزيد من العمل المتواصل و الجهود في وقت تعتبر فيه مهنة البحار من المهن الأصعب والأخطر على الإطلاق على المستوى العالمي.
لانريد هنا الخوض أكثر في القيمة التي يكتسيها اللقاء، ولا الأهمية التي يحيط بها المنظمون المغرب بإعتباره يحظى بشرف التنظيم للمرة الثالثة على التوالي في إطار التداول بين كل من فرنسا إسبانيا والمغرب، ولكن نريد التنبيه فقط لبعض الملاحظات التي ترتبط بالتنظيم احيانا وبالتوجه أحيانا آخرى .

جانب-من-المتدخلين-في-الندوة
جانب من المتدخلين في الندوة

وكأول ملاحظة يمكن تسجيلها هو الإقصاء الذي حملته اللافثة الموضوعة على المنصة، بحملها لعبارة “المؤتمر الدولي التاسع الإسباني – الفرنسي للطب البحري” وهي عبارة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام بإعتبارها تحمل طابعا إقصائيا في إشارتها لبلدين وإغفال البلد المنظم وكدا البلدان المشاركة . فالفرق شاسع بين عبارة  المؤتمر الإسباني الفرنسي وعبارة المؤتمر الإسباني الفرنكوفوني لأن الدلالة تختلف من الإشارة إلى البلدين إلى الإشارة  للغتين.

 فالمؤتمر كما فهمنا من منظميه موجه للدول الناطقة بالإسبانية والفرنسية. ويشارك في تأطيره ذكاترة ومهتمون ينتمون لعدد من الدول الناطقة باللغتين  وليس من فرنسا وإسبانيا  فقط.  وهي ملاحظة وإن كانت بسيطة في تجلياتها فإنها ترفض الإقصاء شكلا ومضمونا سيما أن أغلب المداخلات التي ميزت  اللقاء كانت من إلقاء ذكاترة ومناديب مغاربة، هؤلاء الذين بسطوا التجربة المغربية في مجال الطب البحري وعلاقتها بالعنصر البشري الذي ينشط في المجال البحري.

ثاني ملاحظة لا يمكن إغفالها وهي إشكالية اللغة على مستوى الترجمة، التي لقيت إحتجاجا كبيرا في الأوساط المهنية التي حضرت لمواكبة أشغال المؤتمر. فالمنظمون تناسوا بان اللقاء دات البعد الإسباني الفرنكوفوني تحتضنه دولة عربية ، وكدا يتابعه مهنيون مستواهم الداراسي والمعرفي لم يسمح لهم بإتقان اللغتين.  وهو الأمر الذي خلق نفورا من طرف هؤلاء الذين فضل بعضهم المغادرة، في حين إلتزم أخرون بالحضور من أجل تمرير شكاياتهم للمنظمين المتمثلين في  وزارة الفلاحة والصيد البحري إلى جانب قطاع الصحة و الشركة الفرنسية الاسبانية المغربية للطب البحري .

[youtube_sc url=”https://youtu.be/ZOQ9JZXXa4A”]

فطيلة أشغال المؤتمر لم يسمع في القاعة الإ تدخل يتيم باللغة العربية هم الإحتجاج على غياب هذه اللغة عن صالة الترجمة. حيت كانت هناك مترجمة واحدة تعمل على ترجمة مداخلات المحاضرين من الفرنسية إلى الإسبانية أو العكس، لكن السؤال المطروح كيف تعاملت المترجمة مع تدخل السيد المحتج الذي اكد أمام الجمع بأنه يثقن خمسة لغات لكن يعتز بإنتمائه العربي وحرصه على وصول المعرفة لكل الحاضرين ممها إختلفت مستوياتهم .

نقطة أخرى لا يمكن نسيانها أو غض الطرف عن أبعادها، وهو غياب الإعلام العمومي عن حدث  بأبعاد عالمية، فلم يشاهد في قاعة العروض أي صحفي ينتمي لهذا القطب. وهو الأمر الذي يطرح أكثر من علامة إستفهام كبرى حول الحدث، هل الغياب هو ناتج عن تقصير من المنظمين أم عدم إهتمام من طرف وسائل الإعلام كعادتها في علاقتها بقضايا قطاع الصيد البحري الذي صار مجرد خبر مناسباتي؟ فلو أن هذا الحدث إستقبلته إحدى المدن الفرنسية أو الإسبانية لتهافتت على تغطيته مختلف الأقطاب الإعلامية، وربما عشرات القنوات المحلية والأجنبية.

IMG_0599

حدث آخر لا يمكن القفز عليه والمرتبط أساسا بإصدار وزارة الفلاحة والصيد البحري لبلاغ تشير من خلاله لمنجزاتها في مجال الطب البحري وإفتخارها بانشاء 20 وحدة صحية كثمرة للشراكة التي تربط إدارة الصيد بوزارة الصحة والتي إنطلقت مند تسعينيات القرن الماضي لتتمكن اليوم من تغطية موانئ المملكة . وحتى لا نكون من العدميين أو ممن يبخس الناس أشياءهم فالإنجاز يبقى مشرفا، لكن الوزارة تناست بان البحارة لازالوا يموتون على ظهر البواخر والمراكب والقوارب في عمق البحر في غياب وحدات صحية عائمة كما هو معمول به بعدد من الدول الأوربية.

وربما غاب عن الوزارة أن الوحدات التي تم إنشاؤها تفتقد في أغلبها لموارد بشرية مؤهلة بالشكل الكافي للتعاطي مع صحة البحارة . أكيد ان هذه الوحدات هي من إنجار إدارة الصيد لكن مواردها البشرية هي تحت إشراف وزارة الصحة في إطار إتفاقية الشراكة التي تجمع الطرفين مما يدفعنا  إلى التساؤل اليوم، ألم يحن الوقت ليسمح لإدارة الصيد بالإشراف المباشر على الأطر الصحية وإعطائها الضوء الأخضر من أجل تشغيل الأطباء، أو على الأقل فسح المجال أمام المصحات الخاصة المتخصصة لتلج موانئ المملكة، وذلك لتلافي النقص الحاصل في هذا المجال؟ فالوحدات التي تم إنجازها تفتقد لعدد من المتطلبات التي من شأنها إنجاح مهمة الطبيب كما شرح ذلك الدكتور أحمد صابر خلال مداخلته الاخيرة بالمؤتمر. فلا أحد يمكنه إخفاء الشمس بالغربال.

أضف إلى ذلك ان الوحدات الصحية كان من الممكن أن يتم تطعيمها بأخصائين نفسيين وذلك  لتأهيل البحارة ضحايا حوادت الشغل الذين يجدون أنفسهم مجبرين على مغادرة القطاع، سيما اولئك الذي تتسبب الحوادث في فقدان أحد أطرافهم ليتعرضوا لعاهات مستدامة تحرمهم مواصلة الشغل بالقطاع . وهي كلها امور تجعلنا نقول بان إنشاء الوحدات ليس كافيا ،وإنما تفعيل دورها بشكل يتناسب وتطلعات العنصر البشري البحري، مما يتطلب بالأساس ضرورة الإسراع بإخراج قوانين تهم الصحة البحرية لنساير جيراننا بالشمال.

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

تعليق 1

  1. بحارنا غنية والبحارة فقراء هكدا كان يقال وما يزال يقال عن القطاع فالوزارة لم تستطع تجاوز حالة التخلف الدي يصيبها ودلك خوفا من التمييع امام الأجانب
    أما الصحافة الوطنية أو الوطنية تعرف الكثير عن قطاع الصيد البحري في الإختلالات والتجاوزات المالية والسلطوية التي تحدث في كثير من المديريات رغم ان مثل هده اللقاءات كان من الواجب ان يحضرها المهنيون من كل الموانئ الوطنية لتقديم المقترحات والبحث عن البدائل لا نقتصر على من يغني كعادتهم هناك فعلا بعض المواقع تقوم بتحليل الملفات التي تهم رجال البحر في التغطية والتطبيب خصوصا ان ركوب البحر محفوف بالمخاطر وخاصة ضعف وسائل الإنقاد لنتكلم على الإسعافات الأولية فوق المركب أو بالمستوصفات التابعة لصنادق الإنقاد البحري في شراء الدواء الأحمر ونقط العين .
    أما الراي العام الوطني فهو يعرف حقيقة الوزارة اكثر مما يسمعه في مثل هده اللقاءات الدي يركبون علية اصحاب الولائم على الكلمات والشعارات البراقة بالوقت كانو يتنكرون لجميل منادبهم
    فمن المؤكد ان رجال البحر في حاجة الى الإهتمام والى تمثيلية قادرة على مواجهة التحديات وهو يامل الكثير من الرغبة في التغيير الدي راوده مند سنين ويامل ان ان يكون هناك إطار جديد في التاطير والتحسيس والتدبير المحكم اثناء البيع والدعوة الى تحسين الأوضاع الإجتماعية .
    يقول تعالى/
    أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر (صدق الله العظيم)

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا