قرار مزلزل في الطريق .. وزير الصيد يدعو 12 هيئة مهنية لإجتماع ب “مربط الفرس”!

0
Jorgesys Html test

حالة من الترقب تسيطر على الساحة المهنية بعد توصل 12 هيئة مهنية بدعوة لحضور إجتماع عمل، يترأسه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات يوم الأربعاء 15 يونيو 2022 ، بمقر الحرس الوطني للشركة الملكية لتشجيع الفرس SOREC ببوزنيقة .

فاعلون مهنيون أكدوا للبحرنيوز،  أن هذا اللقاء الذي سينعقد بعد أسبوع من إنتخاب جامعة الغرف، يعد الأول من نوعه للوزير مع التمثلية المهنية بعد إستكمال الأليات التمثيلية لقطاع الصيد ، وكأنه يصادق على هذه التمثيلية في أبعادها التقليدية، فيما ذهبت أخرى إلى القول أن هناك هواجس قوية تحكم الوسط المهني. مبزة أن وزير الصيد بإختياره لمكان هادئ وبالضبط مقر الحرس الوطني للشركة الملكية لتشجيع الفرس SOREC ببوزنيقة، وقبل خمسة ايام فقط من حلول الموعد الذي تم إعلانه في وقت سابق لإنطلاق الموسم الصيفي لصيد الأخطبوط، يؤكد أن هناك خروج عن المألوف، وتوجه لإتخاد قرار صادم ومزلزل، يستوجب التفاعل بأعصاب باردة وهدوء يساعد على تطوير النقاش ، خصوصا وأن وزير الصيد كان قد أكد في وقت سابق أن إستدامة المصايد لا مجال فيها للمناورات السياسية لاسيما ونحن على أعتاب إطلاق النسخة الثانية من الإسترتيجية القطاعية أليوتيس.. 

ومن المنتظر أن يشكل اللقاء مناسبة قوية لإظهار التوجهات الكبرى، في التعاطي مع مجموعة من الظواهر التي شكلت فضاء للنقاش خلال الظرفية الأخيرة، لاسيما بعد الصفعة التي تلقاها المهنيون من المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، بإعلانه التراجع الرهيب لمصيدة الأخطبوط جنوب سيدي الغازي، بأزيد من 60 في المائة، وهو المؤشر الخطير الذي ستعمّقه الأرقام التي جمّعها المعهد في الأيام الآخيرة، ووضعها على طاولة الوزير،  الأمر الذي عجل بالدعوة لهذا اللقاء ، الذي من المفروض فيه أن يحمل خطوات عملية لمواجهة أزمة المصيدة.

العارفون بخبايا الأمر يؤكدون أن الوزير صديقي، بخروجه من مقر وزارته في إتجاه مؤسسة ترمز للسيادة وإختياره مربط الفرس، بما تحمله هذه العبارة من دلالات قوية، هو يؤكد أن الأمر جلل، والغاية اليوم هو التجرد من اللون السياسي والمسؤولية الإدارية ، والحديث بلغة العقل ومصلحة المصيدة ، حيث الكل معني بالوصول إلى قرار جامع متوافق بشأنه، يستحضر مختلف التحديات، لكن بشكل أكبر مصلحة المصيدة وإستدامتها، في الطريق نحو التوافق البيمهني. وذلك إنسجاما مع توصيات المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري قبل التحكيم الإداري والسياسي. لكن بالمقابل ماهي الضمانات التي حضّرها الوزير الصديقي، لخلق إجماع مهني يضمن الإنسجام لمخرجات اللقاء، والتنزيل السلس لما هو مقدم عليه من قرارات قد تكون مصيرية، خصوصا وأن القطاع يواجه مجموعة من التحديات الذاتية والموضوعية لاسيما تراجع المصايد وتغوّل كلف الإنتاج ومشاكل التسويق..؟

وتضع الوضعية الحالية الفاعلين أمام مجموعة من السيناريوهات المتقاطعة، أبرزها إلغاء الموسم بصفة نهائية واقرار إنطلاقة مبكرة للموسم الشتوي، وهو التوجه الذي يفرض إجراءات مصاحبة والبحث عن بدائل تراعي الوضعية الإجتماعية للشغيلة البحرية .. غير أن  هذا التوجه في حالة إعتماده سيشكل ضربة قوية لشركات الصيد في أعالي البحار خصوصا، وسيعرضها حسب الفاعلين لخسائر قوية،  بعد أن  جهزت سفنها بمختلف المعدات والمواد الأساسية، بإستثمارات كبيرة أصبحت مهددة اليوم،  حيث أن الفاعلين في الصيد يؤكدون أن تمديد الرحة البيولوجية الذي تم على حساب إستثماراتهم في الفترة الجارية، لم تواكبه أي إجراءات نوعية في التصدي للصيد الممنوع بالمصيدة، والضرب بيد من حديد على مختلف التجوزات التي أفرزتها منظومة موازية، أصبحت تنشط خارج الضوابط القانونية بالمصيدة الجنوبية. كما إعتبروا في ذات السياق أن أي تمديد إضافي، هو يخدم مصلحة النشاط غير المهيكل والصيد غير القانوني والتهريب، في غياب إرادة قوية للتصدي لهذه الممارسات التي عشّشت في المنطقة.

وينص التوجه الثاني على تأجيل الموسم لأيام إضافية، والإنطلاق  في شهر يوليوز وذلك إنسجاما مع توجيهات المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، حيث يرى الفاعلون أن عدم الإنطلاق في الشهر المذكور بما يعرفه موعد الإنطلاقة من نقاش، هو يعد حكما مسبقا على الموسم بالفشل، لاسيما وأن كل المؤشرات تؤكد أن الأساطيل ستكون أمام كوطا هزيلة مقارنة مع المواسم الماضية، في ظل حرص معهد INRH من خلال توجيهاته على إعتماد أقصى درجات الحماية والتقشف، لتخفيف الجهد على المصيدة!

توجه آخر  يعرف نقاشا في الكواليس، والمتمثل هذه المرة في إستمرار إغلاق المصيدة الجنوبية وفتح مصيدة الشمال، أمام الأساطيل الثلاث لتدبير هذه المرحلة المتأزمة، وهو مطلب يعرف خلافا قويا بين الفاعلين، حيث في وقت يرى فيه البعض توجها نحو إنقاذ الموسم الصيفي يرى آخرون أن فتح هذه المصيدة بشكل إنفرادي يعد تراجعا عن الإصلاحات الهيكلية، ومجرد حل ترقيعي لن ينفع في تدبير المصيدة، وسط دعوات حقيقية للإشتغال على تهيئة مخطط يتقاطع مع المخطط المعتمد جنوب سيدي الغازي، بما يضمن تخفيف الجهد على المصيدة، والتحكم في الإنتاج والقطع مع مجموعة من الممارسات، التي ظلت تهدد إستدامة المصيدة، التي بدأت تعرف نوعا من الإنتعاش في السنوات الآخيرة.

ويبقى مربط الفرس الذي لن يكون عليه أي خلاف في أوساط التمثيلية المهنية، هو الإشكاليات الحقيقة التي أوصلت المصيدة إلى ما هي عليه اليوم، إذ أن الجهود يجب أن تركز على محاربة مختلف الظواهر السلبية، إنطلاقا من الأنشطة غير القانونية، التي لها إنعكاسات خطيرة على الموائل البحرية وتنوعها البيولوجي، في ظل وجود نشاط غير مشروع خارج الضوابط القانونية، والذي تمثله المئات من القوارب غير المرقمة والزودياكات والشمبريرات، التي تنشط بالمصيدة الجنوبة، وهو أمر وجبت معالجته على وجه السرعة ، إلى جانب مجموعة من الممارسات والمعدات التي تحكم النشاط المهني، التي يجب التصدي إليها هي الآخرى بكل حزم.

البحرنيوز: يتبع .. 

Jorgesys Html test Jorgesys Html test

أضف تعليقا

الرجاء إدخال تعليقك!
الرجاء إدخال اسمك هنا