أكد وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل، أمس الأربعاء بطنجة، أن المملكة المغربية تسعى لأن تصبح ملتقى للمبادلات التجارية من خلال تعزيز موقعها كقاعدة جهوية في مجال الصناعة والتجارة واللوجيستيك. وذلك إنسجاما مع الطابع البحري بامتياز للمغرب الذي يطل على أحد أهم وأكثف الممرات البحرية في العالم وبموقعه الجيوستراتيجي المتميز، واتفاقيات التجارة الحرة المبرمة مع العديد من الشركاء.
ولتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي، أوضح الوزير الذي كان يتحدث ضمن كلمة خلال افتتاح مؤتمر ” TOC إفريقيا”، أن المغرب انخرط في سياسة تحرير قطاع النقل البحري وتطوير موانئ عصرية وتنافسية، كما قام باعتماد إطار قانوني متطور لتنظيم بناء وصيانة واستغلال المنشآت المينائية، متوقفا عند نجاح المركب المينائي طنجة المتوسط الذي مكن المغرب من أن يصبح أول بلد في القارة الإفريقية من حيث مؤشر الربط البحري الخاص بنقل الحاويات.
بالإضافة إلى ذلك يبرز محمد عبد الجليل، تم وضع استراتيجية مينائية طموحة في أفق 2030 تشكل خارطة الطريق لتطوير موانئ المغرب، تفتح المجال لمشاركة مختلف الجهات الفاعلة من القطاعين العام والخاص. حيث اعتبر الوزير بأن المغرب راكم تجربة مهمة في الهندسة المالية للمشاريع المينائية وإيجاد الحلول التمويلية لإنجازها وضمان استدامتها المالية، حيث أصبح القطاع الخاص يلعب دورا متناميا في تمويل وبناء واستغلال الموانئ.
ووسجل في ذات السياق أن النجاح الذي عرفه مشروع المركب المينائي طنجة المتوسط، بفضل الرؤية الملكية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، خير دليل على التجربة المغربية في هذا المجال، ما يجعل من هذا المشروع مثالا مرجعيا لتطوير مشاريع مستقبلية على الصعيد الوطني، ولا سيما مينائي الناظور غرب المتوسط والداخلة الأطلسي، اللذان يوجدان في طور الإنجاز.
ولفت الوزير في موضوع متصل ضمن المداخلة إلى كون قطاع النقل واللوجيستيك يكتسي أهمية كبرى في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية للمملكة المغربية. مؤكدا أن هذا القطاع يعد من القطاعات المؤثرة بشكل مباشر على سير عمليات الإنتاج والتسويق والاستهلاك وعلى تنشيط وإنعاش المبادلات التجارية الداخلية والخارجية، موضحا أن العصر الحالي يتسم بتزايد التجارة العالمية، ما يجعل أهمية قطاع النقل واللوجيستيك أكثر حدة وخاصة منه النقل البحري والموانئ التجارية.
وأشار المغرب يتطلع إلى تعزيز الاندماج في السلاسل الإنتاجية ذات القيمة المضافة العالية ولاسيما من خلال بناء منظومة لوجيستيكية فعالة، منوها بأن الدولة، والقطاع الخاص، حددت استراتيجية لتطوير التنافسية اللوجستيكية في سنة 2010، وعرفت فترة تنزيلها تطوير الفاعلين الوطنيين وتثبيت العديد من المنعشين الدوليين في المنصات الاستراتيجية التي تم إحداثها في المملكة المغربية، وخاصة في طنجة والدار البيضاء، والتي تتموقع بها حوالي 15 شركة لوجيستيكية تعد من بين أفضل 20 شركة لوجستية في العالم.
ويعد المؤتمر، المنظم بمبادرة من طنجة المتوسط بشراكة مع ” Informa” و ” TOC Worldwide”، لقاء دوليا للمحطات المينائية واللوجتسكية، حيث يعرف مشاركة ممثلين عن 39 بلدا، من بينهم 20 بلدا من إفريقيا، وممثلين عن 22 سلطة مينائية، إلى جانب حوالي 50 فاعلا مينائيا وصناعيا، وأكثر من 40 متحدثا دوليا.